الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مهرجان كانّ بعد اختيار أفلام الدورة الـ٦٩: سنسعدكم!

المصدر: "النهار"
مهرجان كانّ بعد اختيار أفلام الدورة الـ٦٩: سنسعدكم!
مهرجان كانّ بعد اختيار أفلام الدورة الـ٦٩: سنسعدكم!
A+ A-

عند الحادية عشرة (وبضع دقائق تأخير) من قبل ظهر اليوم في باريس، أعلنت إدارة مهرجان كانّ السينمائي المتمثلة بشخصي بيار لسكور (رئيس المهرجان) وتييري فريمو (المدير الفني) تفاصيل الدورة المقبلة (٦٩) لأشهر تظاهرة سينمائية في العالم التي ستُعقد الشهر المقبل من ١١ الى ٢٢. اختار المهرجان ٤٩ فيلماً من أصل نحو ١٨٠٠ تمت مشاهدتها طوال الأشهر الماضية، لافتاً إلى أنّ بضعة أفلام إضافية لم يُحسم القرار في شأنها بعد، ستلتحق بالتشكيلة الرسمية. "قد يأتينا فيلمٌ من بنَما"، صرّح فريمو ممازحاً، قبل أن يمضي في تعداد العناوين المشاركة التي ستجذب ٤٥ ألف معتمد (حاملو بادج المهرجان) إلى المدينة الساحلية الفرنسية التي أصبحت محجاً للعاملين في السينما منذ أواسط القرن الفائت. ويبدو أنّه ستكون هناك الكثير من الأسماء الكبيرة والمشاهير هذه السنة.


إذاً، الدورة التاسعة والستون التي ستُفتتح بجديد وودي ألن، "كافيه سوسايت" (ثالث افتتاح كانّي له في مسيرته)، المعروض خارج المسابقة، ضمّت الى مسابقتها الرسمية ٢٠ فيلماً روائياً طويلاً معظمها بتوقيع سينمائيين معروفين شاركوا في كانّ سواء في المسابقة أو خارجها؛ في مقدمهم أربع قامات كبيرة حطّمت الأرقام القياسية في عدد المشاركات: البريطاني كَن لوتش الذي تراجع عن قراره في إنجاز آخر فيلم له، فعاد بـ"فيلم أخير" آخر، عنونه "أنا، دانيال بلايك". السينمائيان الآخران اللذان كان من المتوقع مشاركتهما في اعتبارهما لم ينجزا فيلماً واحداً من دون أن يجري اختياره في كانّ، هما "الثنائي" البلجيكي جان بيار ولوك داردن المشاركان بـ"الفتاة المجهولة"، علماً أنّ المرة الوحيدة التي لم ينالا فيها أيّ جائزة منذ "الوعد" (١٩٩٦)، كانت يوم عرضا فيلمهما الأخير "يومان وليلة"، مع ماريون كوتيار. ومن الأسماء المخضرمة التي اربتطت بتاريخ المهرجان: الاسباني بدرو ألمودوفار الذي سعى مراراً إلى "السعفة" ولم ينلها يوماً. "خولييتا"، هو العمل الذي سيعيده الى الـ"كروازيت" بعد غياب خمس سنوات إثر عرضه "الجلد الذي يسكنني" (فيلمه الأخير "العشّاق العابرون" رفضه المهرجان). وألمودوفار الستيني ألغى أخيراً الجولة الترويجية لـ"خولييتا"، بعدما ورد اسمه واسم شقيقه في ملفات بنما.



 "خولييتا" لبدرو ألمودوفار.


من الجهابذة الذين سيكونون مادة للنقاش في كانّ المقبل، ثمة أيضاً بول فرهوفن الذي أنجز فيلمه الفرنسي الأول من بطولة ايزابيل أوبير. الفيلم عنوانه "هي"، سجّل به الهولندي الكبير، صاحب أفلام سجالية جريئة مثل "غريزة أساسية" و"ستارشيب تروبرز"، العودة إلى النشاط السينمائي بعد عشر سنوات من الاعتكاف تخلله إنجاز فيلم تلفزيوني من ٥٥ دقيقة. المسابقة الرسمية التي ستُعلن نتائجها في ختام ١٢ يوماً من المشاهدة الأكولة والسبق الماراثوني (يرأسها هه السنة المخرج الأوسترالي جورج ميللر)، تنطوي على أربعة أفلام فرنسية: "البقاء عمودياً" لآلان غيرودي الذي ذاع صيته العام ٢٠١٣ بعد تقديم فيلمه الفضّاح "مجهول البحيرة" في قسم "نظرة ما"، حيث نال جائزة الإخراج. نيكول غارسيا هي الأخرى تشارك بـ"مال دو بيير". هذه أول مشاركة للممثلة المخرجة السبعينية منذ "بحسب شارلي" العام ٢٠٠٦، خلافاً للمشاركة القريبة زمنياً (قبل عامين) لأوليفييه أساياس الذي يقدم "متسوّقة شخصية" بطولة كريستين ستيوارت التي تطلّ علينا أيضاً في فيلم الافتتاح. أخيراً، في الشقّ الفرنسي، خبر جيد للمخلصين لبرونو دومون. السينمائي الكبير سيأتي متأبطاً "ما لوت"، وسيشكّل إحدى اللحظات القوية في دورة هذه السنة.
المشاركة الرومانية لافتة: ثمة فيلمان لمخرجين سبق أن نالا جوائز في كانّ. الأول هو كريستيان مونجيو، الفائز بـ"سعفة" كانّ العام ٢٠٠٦ عن تحفته "أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان" الذي ساهم في إطلاق ما اصطلح عليه آنذاك بـ"الموجة الرومانية الجديدة". جديد مونجيو عنوانه "باكالوريا". الروماني الثاني لا يقلّ أهمية عن مونجيو. إنه كريستي بيو الذي اشتهر بعد فيلمه "موت السيد لازاريسكو" (ونال عنه آنذاك جائزة "نظرة ما")، وسيعرض "سييرانيفادا".


فيلم واحد في انتظارنا من كلّ من بريطانيا ("أميركان هوني" لأندريا أرنولد)، والدانمارك ("شيطان ضوء النيون" لنيكولاس فيندينغ رفن) وألمانيا ("طوني أردمان" لمارين اده). وصرّح فريمو في مبادرة تهدف إلى وضع النقاط على الحروف أنّ المهرجان يصنّف هوية الفيلم وفق هوية مخرجه، نظراً إلى الصعوبة في تصنيفه بغير ذلك، لأنّ معظم الأعمال اليوم باتت إنتاجات مشتركة بين بلدان عدة، وهي تالياً متعددة الهوية. في المقابل، يبدو أنّ لجنة اختيار الأفلام لم تعثر على فيلم إيطالي واحد لضمّه إلى المسابقة، بعدما كان بلغ عدد الأفلام الإيطالية ٣ في الدورة الماضية. عندما سألت صحافية إيطالية عن السبب، لم تلقَ جواباً مقنعاً. "صدقاً، لا أعرف ماذا أقول. ثمة سنوات، هكذا تكون فيها الحالة"، يردّ عليها فريمو. وسُئل الأخير أيضاً عن سبب عدم اختيار فيلم برتران بونيللو الجديد الذي يتناول أحداثاً إرهابية، وهل عدم اختياره مرتبط في كونه يتناول مثل هذه الأحداث؟ ولكن فريمو وضع حدّاً للنقاش بقوله إنّه لم يشاهد الفيلم. أما عن مارتن سكورسيزي وفيمله "الصمت"، فقال فريمو إن "مارتي" لم ينتهِ من العمل عليه بعد، وهو شخصياً لم يحظَ إلا بفرصة مشاهدة بعض المقاطع منه.



"ما لوت" لبرونو دومون.


أميركياً، هناك ثلاثة أفلام في المسابقة: جديد شون بن، "الوجه الأخير". بن لم يكن قد أنجز أي فيلم منذ العام ٢٠٠٧، تاريخ إخراجه "في البريّة"، علماً أنّ المرة الأخيرة شارك فيها في المسابقة، كانت يوم قدّم "الفخ" مع جاك نيكلسون. جف نيكولز لا يتوقّف عن التصوير. فبعد أقلّ من ثلاثة أشهر على تقديم جديده في مسابقة برلين، ها هو مستعدّ لكشف تفاصيل "لافينغ". وتكتمل المساهمة الأميركية في كانّ بـ"باترسون" لجيم جارموش الذي يقدّم "فيلماً جارموشياً" على حدّ تعبير فريمو الذي أكدّ أنّ ليس كلّ أفلامه جارموشية. الفتى الرمز للسينما المستقلة يشارك أيضاً بفيلم ثانِ يشق مساره إلى قسم "عروض منتصف الليل".


دائماً من القارة الأميركية، وتحديداً من كندا، يصلنا النابغة الشاب كزافييه دولان مع ثاني فيلم له يُعرض في المسابقة: "فقط نهاية العالم" (مع ماريون كوتيار). فيلمه السابق، "مومي" نال جائزة لجنة التحكيم في كانّ قبل سنتين مناصفة مع جان لوك غودار، وهو من الأسماء الصاعدة في دنيا السينما. أما من أميركا اللاتينية، فلا يوجد سوى فيلم برازيلي هو "أكواريوس" لكليبير مندونسا فيلو. عندما سألتْ صحافية مكسيكية عن سبب غياب فيلم المكسيكي آمات اسكالانتيه عن البرنامج، قال فريمو، الذي كان ميّالاً إلى عدم خوض نقاش حول الأفلام التي لم يتم اختيارها، بأنّ الفيلم لم ينتهِ بعد، وتابع: "أصلاً، السينما المكسيكية كانت محظوظة هذه السنة"، في إشارة إلى الجائزة التي نالها كلٌّ من اينياريتو ولوبيزكي في حفل توزيع الـ"أوسكار" الأخير.


وتبقى آسيا التي اختير منها فيلمان: "الخادمة" للكوري الجنوبي بارك تشان ووك، و"ما روزا" للفيليبيني بريانتي مندوزا.
في قسم "نظرة ما"، نحصي حتى الآن ١٧ فيلماً، ٧ منها تُعتبر أول خطوة إخراجية لأصحابها. ثمة أفلام من سنغافورة وفرنسا وإسرائيل ومصر واليابان وفنلند. الى جانب المبتدئين، نجد اسمَيْن لافتَيْن، هما الياباني كوري ايدا والإسرائيلي كوليرين. في هذا القسم، اختير أيضاً الفيلم المصري "اشتباك" لمحمد دياب، وهو أول فيلم مصريّ يتم قبوله في كانّ منذ "بعد الموقعة" ليسري نصرالله الذي عُرض في المسابقة. لدينا أيضاً مخرجة فلسطينية- إسرائيلية اسمها مهى حاج تُشارك - في اعتبارها تحمل الجنسية الإسرائيلية - بـ"أمور شخصية"، وهذا أول روائي طويل لها.



بول فرهوفن أثناء تصوير "هي" مع ايزابيل أوبير.

خارج المسابقة، تُعرض أربعة أفلام، ثلاثة منها أميركية، ونجد من بينها جديد ستيفن سبيلبرغ، "العملاق الكبير الودود". يظهر أنّ مخرج "جسر الجواسيس" اتصّل بإدارة المهرجان، قائلاً إنّ لديه فيلماً عائلياً يريد تمريره في المهرجان. دائماً خارج المسابقة، يشارك "وحش المال"، إخراج الممثلة جودي فوستر. يبقى قسم "العروض الخاصة" الذي ينطوي على خمسة أفلام، وفيه جديد كلّ من التشادي محمد صالح هارون والكمبودي ريثي بان والفرنسي بول فيكياللي والاسباني ألبرت سيرّا. والفيلم الأخير هو من تمثيل جان بيار ليو. "هو اليوم في الـ٧٢ وبصحّة جيدة، اتصلتُ به وسيأتي الى كانّ"، قال فريمو عن الممثل الأسطورة الذي جسّد أنطوان دوانيل في أفلام تروفو.


تطرّق بيار لسكور في ختام المؤتمر إلى مسألة الأمن. ففرنسا بعد هجمات ١٣ تشرين الثاني الإرهابية غير فرنسا قبلها، ولا بدّ من الوقاية واتخاذ التدابير الأمنية تفادياً لأمكان أي إعتداء في مكان مزدحم يزوره الآلاف. كشف لسكور أنّ المهرجان يتكفّل بالأمن فقط داخل المساحة التي يسيطر عليها، وأنّه هناك ٥٠٠ شخص متخصصين يتولّون الحفاظ على السلامة العامة. سُئل الرجل استفساراً عن ازدياد عدد الصحافيين عاماً بعد عام من دون توسيع الصالات، ويبدو أنّه ثمة وعود بافتتاح صالة جديدة في كانّ (٥٠٠ مقعد). وعد فريمو الحضور بالقول: "سنسعدكم، لكن قولوا لنا ما هي مطالبكم لنحقّقها، فنحن نبحث عن توفير شروط المتعة. هذا ليس حدثاً صناعياً، متعة العيش ضرورية". أخيراً، عن الكمّ الهائل من النجوم الذي سيجتاح المهرجان، قال فريمو إنّ كانّ ليس فقط هؤلاء، فقوامه سينما المؤلف والأفلام التي تنطوي أولاً على فنّ الإخراج، قبل أن يكشف أنّ التغيير الأكبر لهذه السنة هو إلغاء فيلم الختام واستبداله بعرض العمل الذي سينال "السعفة الذهب".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم