السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل دخول ماجد بو طانوس الى الجناح الخاص بقداسة البابا فرنسيس

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
تفاصيل دخول ماجد بو طانوس الى الجناح الخاص بقداسة البابا فرنسيس
تفاصيل دخول ماجد بو طانوس الى الجناح الخاص بقداسة البابا فرنسيس
A+ A-

حملَ لبنان همَّ مسيحييه في حرب ضروس استمرّت 15 عاماً، لتنتقل المأساة إلى العراق وسوريا عبر حروب دموية واجهها البلدان في سعي إلى إلغاء وجود الأقليات. وقد تكون سياسة تفريغ الشرق من مسيحييه الهمَّ الأكبر الذي يواجهه هؤلاء، فبعد المجازر والتهجير والنفي، والترهيب والترويع وجد المسيحيون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما البقاء في بلدانهم التي تعصف بها صراعات دموية تغذيها أحقاد طائفية ومذهبية، وإما الهجرة القسرية هرباً من مصير مرير واللجوء إلى الدول الغربية بغية إيجاد الأمن والأمان.


 


من البطريرك إلى البابا


لطالما شغلت مأساة مسيحيي الشرق #الفاتيكان وعلى رأسها البابا فرنسيس، وفي ظلِّ هذا الظلام القاتم الذي نعيشه برزت بارقة أمل كمُنت في ارتداء الحبر الأعظم بِزّة من تصميم مصمم الأزياء اللبناني ماجد بو طانوس. هو الذي يعمل في مجال تصميم الأزياء منذ 25 عاماً، صمَّم أول بزة دينية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عندما نُصِّب بطريركاً ليتعمق بعدها في المجال الديني، وبات لديه مشغل خاص بالتصميم الكنسي. يخبر بو طانوس في حديث لـ"النهار" أنَّه طلب خلال لقائه المونسينيور غيدو ماريني في عيد الميلاد المجيد تصميم ثوبٍ للبابا، "كلبناني أردت أن أصمم بزة للبابا، فأجابني المونسينيور بأنَّه إذا ما أردت ذلك فليكن التصميم متواضعاً. لم أصمم نماذج عدة بل تُركت لي حرية التصميم مع الإبقاء على عنصر البساطة. حكتُ الثوب من قماش من الحرير مع خيط الموريكس اللامع بشكل ناعم، وطرّزته برسومات استوحيتها من قنوبين. عدد كبير سألني لمَ غابت الأرزة عن البِزة، فكنت أجيب بأنَّني لم أرد أن يشبه الثوب العلم الوطني بل رغبت في أن يحمل روحية لبنان المتمثلة في القديس شربل وعلمت أن مار شربل يعني للبابا لذا قررت وضع الذخيرة داخل البزة، وارتأيت أن تكون داخل الصليب على صدر البزة لكون مار شربل قديسَ لبنان، وشفيعَ مسيحييه ومسلميه".


البابا فرنسيس يحمل طابع القداسة


يتابع بو طانوس "أنهيت تصميم الثوب في غضون 20 يوماً، بدايةً كنت متكتماً على اعتبار أن المسألة كبرى ولا يجب الإفصاح عنها، ولم أرغب في أن يُتاجر بالخبر إعلامياً. #البابا_فرنسيس شخصيته مُحبَّبة، هو بسيط وقريب من كل الناس، وتصميم بزة خاصة به أشعرتني بسعادة داخلية إذ إنه ليس شخصية عادية. ومثلما كنّا ننظر إلى البابا يوحنا بولس الثاني ونرى فيه صورة القداسة، نجد أن البابا فرنسيس يحمل طابع القداسة أيضاً. سلَّمت يوم السبت الماضي الثوب في الفاتيكان مع رسالة، وأخبروني أنَّ الحبر الأعظم سيرتدي الثوب في عيد الفصح ولكن ثمة ترتيبات قد تتغير، بالنسبة إليَّ مجرد أن يرتديه ولو في قداس خاص يومي كافٍ".


رسالة إلى البابا


بو طانوس الذي زار الفاتيكان لتسليم الثوب، جال في الجناح الخاص بقداسة البابا حيث سلَّم البزة. وفي السكرستيا الخاصة بصاحب القداسة طُلب منه كتابة رسالة للبابا ليتسلَّمها شخصياً. يقول بو طانوس: "كتبتها داخل الفاتيكان حيث استُقبلت في جناح البابا وكانت سعادة عارمة تغمرني، إذ تجولت في جناحه وداخل الكنيسة التي يُصلّي فيها والشباك الذي يطلّ من خلاله. لا يمكن أن أصف لك شعوري. في الرسالة كتبت مفاده: "نحن نعرف أنك تحمل همومنا وهموم العالم أجمع بصلاتك. أطلب منك أن تذكُرَنا وأنت ترتدي هذه البزة في قداسك، صلّي لعائلاتنا وللبنان وللشرق كله حتى ننعم ولو لمرة وحدة في حياتنا بالسلام ونشعر بقيمة وكرامة الإنسان. قبل قدومي إلى الفاتيكان زرت مار شربل وطلبت منه أن يحمل معي هذه الرسالة، وليكن مار شربل شفيعك وأن يعطيك القوة والصحة لتبقى على رأس هذه الكنيسة. واحملنا في صلاتك التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، مسيحيين ومسلمين، لينظر المجتمع الدولي إلينا في ظل هذا الإرهاب الحاصل على أراضينا والذي يعيدنا إلى عصور بربرية".


بو طانوس أكَّد أنَّه "بإمكان الإنسان الذي يملك إيماناً كبيراً أن يحقق أي شيء يرغب فيه، ونحن كلبنانيين باستطاعتنا أن نكون في قلب العالم وضمير العالم كله، انطلقنا من هذا البلد الصغير وتمكنّا من الوصول إلى كل الناس".


[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم