الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ماذا تقول زوجات فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل؟

المصدر: (أ ف ب)
ماذا تقول زوجات فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل؟
ماذا تقول زوجات فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل؟
A+ A-

رفضت الشابة الفلسطينية وفاء ابو غلمي طلب زوجها بالانفصال عنه بعد ان صدر عليه حكم بالسجن لمدى الحياة في العام 2006 في #اسرائيل، وتؤكد ان ارتباطها به مبني على الحب والوفاء.


وتقول وفاء التي تعتني منذ 2006 بمفردها بابنها وابنتها الصغيرين: "منحني عاهد حريتي حينما صدر بحقه الحكم مدى الحياة في العام 2006، لكنني رفضت".


وتضيف المراة التي تعيل عائلتها بالعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية، "لا زلت أحب عاهد ومستمرة مع عاهد ومرتبطة مع عاهد".
واتهم عاهد بالتخطيط والمشاركة في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي الذي قتل في العام 2001.
واعتقل عاهد والخلية المسؤولة عن الاغتيال على يد السلطة الفلسطينية واودع سجن اريحا في العام 2002، غير ان اسرائيل اقتحمت السجن في العام 2006، واعتقلت غلمي وباقي افراد الخلية.


ولا تشعر خالدة مصلح بدورها بـ"الندم" كونها ارتبطت بزوجها محمد الذي حكم بالسجن المؤبد تسع مرات في العام 2002.
وتقول "طوال هذه السنوات لم اشعر بالندم، على العكس تماما انا اشعر بالفخر لاني زوجة مناضل رغم الغصة والحرمان الذي اعيشه".
وبحسب نادي الاسير الفلسطيني، بين اكثر من سبعة آلاف فلسطيني معتقلين في السجون الاسرائيلية، هناك حوالى 600 فلسطيني من المحكومين مدى الحياة.


وتشعر زوجات هؤلاء الفلسطينيين بـ"المرارة" لغياب ازواجهن عنهم لسنوات طويلة، غير انهن يشعرن بالفخر كونهن تزوجن من مناضلين.
ونادرا ما يتم الحديث علنا عن مشاعر تلك النسوة ومعاناتهن في المجتمع الفلسطيني، كما تقول مصادر في نادي الاسير الفلسطيني، بسبب الثقافة السائدة التي تعتبر الاسير بطلا.


ولم تتحمل زوجات كثيرات هذا الوضع، فانفصلن عن ازواجهن اما بمبادرة منهن واما بطلب من الزوج المعتقل. لكنهن نادرا ما يفصحن عن هذا الطلاق بالضبط بسبب النظرة التي "تمجد الاسير"، بحسب هذه المصادر.


اما خالدة مصلح فتعبر بثبات عن افتخارها بزوجها الاسير "المناضل ضد الاحتلال". وتتذكر انها، حينما صدر الحكم على زوجها، اطلقت زغرودة داخل المحكمة.
لكنها لم تتمكن زيارته زوجها الا بعد مرور 12 عاما على اعتقاله، بسبب رفض السلطات الاسرائيلية منحها تصريح زيارة "لاسباب امنية".
وتوجهت خالدة (39 عاما) عقب تكرار المنع، الى محامين وجهات قانونية، حتى سمح لها بزيارة زوجها والحديث معه من خلال هاتف ورؤيته من خلال لوح زجاجي.
واعتقل محمد، زوج خالدة، بعد نحو عام ونصف العام من زواجه، وحكم بالسجن المؤبد تسع مرات، اضيف اليها خمسون سنة، بتهمة المشاركة في هجمات ضد اهداف اسرائيلية وقتل اسرائيليين.


وبعد عام من زواجها، رزقت خالدة بابنها احمد، وكان عمر احمد اربعة شهور فقط عندما اعتقل والده.
وقبل ايام قليلة، احتفلت خالدة وابنها بمرور 15 عاما على اعتقال الوالد الذي كان يعمل مرافقا للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي.


وبعد مرور عام على اعتقال محمد، هدمت السلطات الاسرائيلية منزله في مدينة رام الله في الضفة الغربية. غير ان خالدة وافراد عائلة محمد اعادوا بناء المنزل. وتحرص خالدة على ترتيبه بـ"امل لا ينقطع" بان يتم الافراج عن زوجها في صفقة تبادل مع اسرائيل.


وتقول خالدة: "كزوجة أسير، بالطبع لدي مشاكل في الحياة بسبب غياب زوجي، واشعر بنقص في الحياة عندما انظر الى ابني الذي بالتاكيد يفتقد والده الى جانبه".
وباتت حياة خالدة منذ اعتقال زوجها منصبة فقط على عملها في شركة الاتصالات الفلسطينية وتدريس ابنها.
وتقول: "اقوم بدور الام والاب والمعيل والاخ والاخت لابني، وبالطبع اشعر بحرمان كبير في حياتي".


وتقلق بعض النساء اللواتي يمضي ازواجهن عقوبة بالسجن لمدى الحياة في السجون الاسرائيلية من احتمال عدم الانجاب اذا طال الاعتقال.
وتحدثت تقارير عن تهريب السائل المنوي لعدد من الرجال من داخل السجون الى زوجاتهن اللواتي خضعن بعد ذلك لعملية زرع من اجل الحمل.
ونجحت زوجات عديدات في الانجاب بهذه الطريقة التي تثير جدلا في المجتمع الفلسطيني.


وتشير مصادر نادي الاسير الفلسطيني الى اكثر من ستين حالة تهريب من هذا النوع، نجحت 35 امرأة خلالها في الانجاب.


لكن وفاء ابو غلمي تبدي معارضتها لهذه الطريقة، وتقول: "هذه القضية مرتبطة اصلا بالواقع الثقافي، وسبب اللجوء اليها في كثير من الاحيان ان الزوجات يتخوفن من ان يطلق ازواجهن بعد سنوات من دون ان يكون لديهن اولاد، وبالتالي يخشين ان يتزوج شريكهن من اخرى".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم