الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

القرار الخليجي: انتهى زمن التذاكي!

علي حماده
القرار الخليجي: انتهى زمن التذاكي!
القرار الخليجي: انتهى زمن التذاكي!
A+ A-

لم يكن مستغربا ان تدرج دول مجلس التعاون الخليجي "حزب الله" على لائحة التنظيمات الارهابية، فسلوك الحزب المذكور الامني والعسكري على امتداد اعوام طويلة أهّله لكي يحتل مكانه على لائحة الارهاب الى جانب تنظيمي "داعش" و"القاعدة". المستغرب ان القرار أتى متأخرا بعدما وصل الامر بـ"حزب الله" الى التورط في سوريا، والعراق، وأخيرا اليمن، فضلا عن العديد من الاعمال الامنية على اراضي دول الخليج.


ولم يكن مستغربا ان يلحق وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم البارحة في تونس بدول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما ان الدول العربية مجبرة على التضامن في ما بينها في الشؤون الامنية، بما يتعدى التمايزات السياسية. فما من دولة عربية قادرة على رفض تصنيف تقترحه مجموعة وازنة في النظام العربي مستهدفة بأمنها، في الوقت الذي تعلن فيه ان محاربة الارهاب يجب ان تكون جهدا جماعيا. المستغرب الا يكون القرار أتى أقسى مما هو.
وسط هذه المواجهة بين النظام العربي من جهة و"حزب الله" بأجندته الايرانية من جهة أخرى، يقف لبنان كما وصفه بالامس الوزير الصديق سجعان القزي رهينة ارتكابات "حزب الله" وصراع المحاور الذي ينذر بدفع لبنان نحو منحدر خطر للغاية، و"حزب الله" هو بالتأكيد المسؤول الاول عما آلت اليه الامور، ان في الداخل (الانسداد السياسي المستديم) أو في الخارج (انهيار العلاقات اللبنانية - العربية المطرد،) ومن هنا ضرورة التفكير في خطورة المرحلة التي يشرف عليها لبنان الرهينة وسط تفاقم "جنون" الحزب وقادته وإمعانهم في زج لبنان واللبنانيين في اتون النار الاقليمية، وذلك على الرغم من الدعوات الى التعقل التي تصدر هنا وهناك في الداخل. لكن ما من مؤشر الى ان "حزب الله" ذاهب في طريق التعقل.
قلنا مرارا وتكرارا ان ازمة لبنان الراهنة مصدرها "حزب الله" وسلاحه غير الشرعي، وممارساته الارهابية والترهيبية داخليا وخارجيا، وكذلك فتنويته وعدوانيته المديدة. وما لم يحصل تغيير جذري في وظيفة الحزب.
بالامس كان قرارا مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب، وغدا سيأتي دور القمة العربية، ثم منظمة التعاون الاسلامي في دورتيه الاستثنائية والعادية في جاكارتا واسطنبول، وسيجد لبنان نفسه امام مأزق أكبر في علاقاته مع النظام العربي الرسمي، وستتلاشى هوامش حكومة تمام سلام (الذي على الرغم من كل ما حصل قدم بالامس "واجب " العزاء بأحد قادة "حزب الله" الميدانيين الذين قتلوا في سوريا)، وكذلك ستتلاشى هوامش الرئيس سعد الحريري الذي سيحاصره "جنون" "حزب الله" من جهة وقرار المواجهة الذي اتخذه العرب من جهة اخرى.
لقد تحول "حزب الله" الى مشكلة كبيرة، وعبء كبير على البلد، وتكاثر اعداؤه المباشرين في كل مكان، وقد يأتي يوم ويلقى المصير نفسه الذي لقيته منظمة التحرير الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي. والتاريخ يفيد بأن كل هذه "القوة" التي يظهرها "حزب الله" يمكن ان تتحول الى لعنة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم