السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

واجبات العرب في لبنان

علي حماده
A+ A-

أزمة لبنان مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي جدية، ويمكن ان تتفاقم في ضوء عجز الحكومة اللبنانية عن التوصل الى صيغة تصالحية مع العرب يلتزمها جميع الاطراف المشاركين في الحكومة، فالحكومة اللبنانية التي تجمع بين المتناقضات اللبنانية لا يمكنها ان تفلت كسلطة من عواقب سلوك "حزب الله" المشارك فيها. فالحروب الخارجية التي يتورط فيها الحزب، والمؤامرات التي يحيكها ضد دول أساسية بعيدة كل البعد عن لبنان في سياق أجندة إيرانية، وتجنيد لبنانيين مقيمين في الخليج والسعودية في اطار خلايا إرهابية نائمة او عاملة لا يمكن ان يستمر من دون انعكاسات خطيرة على علاقات الدول المعنية بلبنان الذي يكاد يسقط كله تحت سطوة الترهيب الداخلي بقوة السلاح والاغتيال الذي يمارسه "حزب الله". صحيح أن اللبنانيين في غالبيتهم العظمى يعارضون سلوك "حزب الله" الخارجي كما الداخلي، وصحيح أيضا أن حاضنة الحزب المعبأة بشكل أعمى بدأت تشعر بثقل الخسائر الفادحة التي يمنى بها في سوريا (اكثر من الف وخمسمئة قتيل)، وهي تكتشف شيئا فشيئا ان الانتصارات التي يروج لها الاعلام الحربي والسيد حسن نصرالله ليست اكثر من زرع للأوهام. فلا انتصارات ولا حسم في سوريا. ولولا التدخل الروسي لسقط النظام وانهارت المنظومة الايرانية، بما في ذلك "حزب الله" في الحرب التي يخوضها الثوار السوريون. لكن الصحيح ايضا ان السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي مدعوة الى التمييز بين اللبنانيين في المعركة مع السياسة التوسعية الايرانية في المنطقة. ان غالبية اللبنانيين يقفون بجانب العرب ضد ايران، وغالبيتهم يعرضون بشدة للترهيب والارهاب من "حزب الله" اولا ضدهم، ثم ضد العرب. ومن هنا دعوتنا الاصدقاء العرب الى تحاشي وضع الجميع في سلة واحدة. فالمطلوب تعزيز مقومات صمود اللبنانيين الذين يقاومون ايران وأدواتها في لبنان، وهم الغالبية العظمى.


بالأمس بث شريط فيديو ساخر على إحدى المحطات العربية، فأنزل "حزب الله" رعاعه في شوارع العاصمة لترهيب اللبنانيين قبل العرب. هذا معناه أن العرب مدعوون الى العمل بجدية لدعم مقاومة اللبنانيين لنهج "حزب الله" والوقوف خلفهم وحمايتهم لأنهم درع العروبة في وجه السياسة التوسعية الايرانية في المنطقة. ودعم اللبنانيين الذين يناضلون في وجه الفاشيستية المذهبية المسلحة هنا لا يقل أهمية عن الحرب دفاعا عن الشرعية في اليمن، وعن دعم الثورة في سوريا، وحتى عن حماية أمن الدول العربية الداخلي. فلبنان بوابة العرب. إن المواجهة الكبرى في المنطقة مستمرة، والايام المقبلة قد تشهد مزيدا من التصعيد في كل مكان، من اليمن الذي يشرف على التحرر من الميليشيات، وصولا الى سوريا المرشحة لحرب طويلة. أما لبنان الذي يحاول "حزب الله" أن يستكمل السيطرة عليه ففي دائرة الخطر الكبير. في اختصار، لا نهاية لأزمات لبنان، ولا أمل بقيام وطن حقيقي للجميع، ولا بحماية عروبة لبنان قبل تغيير طبيعة "حزب الله" بنزع سلاحه وتحويله حزبا سياسيا اسوة بغيره. دون ذلك كل الحلول ستبقى مجرد تسويات. من هنا العرب مدعوون الى دعم صمود المقاومين في لبنان بجدية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم