الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فرح الحداد صوت اللاجئين العراقيين المذبوح!

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
فرح الحداد صوت اللاجئين العراقيين المذبوح!
فرح الحداد صوت اللاجئين العراقيين المذبوح!
A+ A-

"أنا معكم اليوم حاملة همومكم يا شعبي اللاجئ الهارب من آتون الموت والدمار، جئت إلى لبنان لأكون بينكم وإلى جانبكم أتفقد أوضاعكم الصعبة، آملة أن تولي قضيتكم اهتماماً جدياً، وأن تبادر السلطات الرسمية إلى السؤال عن حاجاتكم ومآسيكم"... بهذه العبارات المؤثرة رفعت الوصيفة الأولى لملكة جمال العراق "حسناء العراق" فرح نصير الحداد صوتها أمام اللاجئين العراقيين في لبنان خلال لقاءاتها المختلفة بهم في مختلف المناطق اللبنانية.
في حديث لـ"النهار" تروي فرح أهمية مشاركتها في مسابقة ملكة جمال العراق التي غابت حفلاتها عن بلدها لنحو 43 عاماً، قائلة: "قبل أن أحمل لقب الوصيفة الأولى لملكة جمال العراق لعام 2015، أنا ناشطة مدنية في العمل الإجتماعي والإنساني منذ عام ونصف العام، وقد شاركت في هذه المسابقة التي جرت في 21 كانون الأول الماضي بعد تشجيع الأهل والأصدقاء من جهة، ولأنني أستطيع من خلال الجمال تسجيد العمل الإنساني وخدمة شعبي العراقي المقهور من جهة أخرى".
مفهوم الجمال بالنسبة إلى الشابة الطموحة هو اللوحة الداخلية التي يتمتع بها الإنسان، "لهذا السبب طغى على المسابقة جمال الخُلق أي الإنساني أكثر منه الجمال الخارجي".
تخصص زائرتنا نشاطها في لبنان في متابعة أوضاع اللاجئين العراقيين، وهو عنوان مشروعها الأساسي الذي تسعى إلى تحقيقه في لبنان وفي دول أخرى لجأ اليها العراقيون هرباً من آتون الحرب والمجازر التي حدثت هناك، وذلك من خلال مناشدة المنظمات الإنسانية للاهتمام بهم ورفع الضيم عنهم.
هي شابة في الـ19 من عمرها، قصدت لبنان قبل ثلاثة أسابيع لهذه الغاية، مشددة على "ألا تبقى قضية اللاجئين العراقيين محط نقاش بل تدخل حيز التنفيذ من طريق توفير الأمان لهؤلاء وتأمين المعونة لهم، لأنهم يستحقون العيش بكرامة واحترام".
اهتمام فرح بالحقل الاجتماعي ساهم في حصولها على لقب سفيرة العراق لشؤون اللاجئين العراقيين، ومشاركتها في المسابقة فتحت لها أبواب كثيرة لإكمال رسالتها النبيلة. ولا شك في أن اللاجئين العراقيين يعيشون ظروفاً صعبة ويعانون مشكلات جمة، لذلك أمام هذه الشابة تحدٍ وعهد أخذته على نفسها لتوفير الدعم لأبناء بلدها، على أن يشكّل لقبها صلة الوصل بينهم وبين المنظمات الإنسانية الدولية.


كيف تحقق ذلك في لبنان؟
تجيب: "بدأت العمل على الأرض من خلال الجولات التي قمت بها على كل من السفير العراقي في لبنان علي العامري، وزير الشباب الرياضة عبد المطلب حناوي، ووزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس الذي أطلق عليّ لقب سفيرة الشؤون الإجتماعية لللاجئين العراقيين نظراً إلى مبادرتي في الإضاءة على واقع شعب العراق والدور الذي أضطلع به من خلال تواصلي مع الشخصيات والهيئات المدنية والأهلية الرسمية"، مضيفة، "واستقبلني ايضاً وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج الذي دعمني كثيراً، ومطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس جورج صليبا".
التقت اللاجئين في مناطق المتن، الجنوب وحي السلم، وتقول عن ذلك: "شعرتُ بأصواتهم المذبوحة لما يعانون من أمراض صعبة وأوضاع اقتصادية واجتماعية مزرية لا تصدق".
دراسة ميدانية
أعدت فرح دراسة ميدانية تتضمن أعداد اللاجئين وتوزيعهم الجغرافي، إلى واقعهم على مختلف المستويات. وتبيّن لها بعد المسح الميداني الأولي، أن عدد اللاجئين العراقيين في لبنان يقدر بين 30 و40 الف لاجئ موزعين في جبل لبنان، الجنوب، الشمال، المتن وحي السلم، والنسبة الأكبر منهم موجودة في جبل لبنان حيث يبلغ عددهم بين 13 و15 الف لاجئ عراقي".
شابة في ربيع العمر تحاول بلفتة إنسانية مميزة زرع البسمة على وجه من افتقدها، "فلا تكون رسالتي إلا صوت الحقيقة والحق من خلال أصوات اللاجئين ليكون وطني معافى". تغادر فرح لبنان اليوم إلا أنها ستعود اليه باستمرار وكذلك ستزور دولاً أخرى من أجل تحقيق حلمها في تأمين حياة كريمة تليق بأبناء بلاد الرافدين وحضارتها العريقة.
وتجدر الإشارة الى أن فرح ستمثّل بلدها في مسابقة ملكة جمال العالم لهذه السنة في المكسيك. وهي من خلال مشاركتها هذه توصل رسالة إلى العالم تؤكد فيها أن للمرأة العراقية حضورها ودورها الفاعل في المجتمع العراقي وفي العالم.


[email protected] 
Twitter: @NicoleTohme

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم