السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تركيا تواجه "الكانتون" الكردي بـ"أرض-أرض"... وتستعد لـ"السدود النارية"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
تركيا تواجه "الكانتون" الكردي بـ"أرض-أرض"... وتستعد لـ"السدود النارية"
تركيا تواجه "الكانتون" الكردي بـ"أرض-أرض"... وتستعد لـ"السدود النارية"
A+ A-

استطاعت روسيا بنشر منظومتها "أس-400" في #سوريا أن تحد من دخول الطائرات التركية الأجواء السورية، فمنذ اسقاط الـ"سو خوي" الروسية ولم تقترب أي طائرة تركية من سوريا، إلا انها لم تستطع كبح المدافع التركية التي قامت بما لا يقل عن 14 ضربة استهدفت فيها مواقع كردية في ريف حلب الشمالي ونقاط لتنظيم #الدولة_الاسلامية وردت على النيران باستهداف مواقع للنظام السوري.


وبات أكيداً بالنسبة إلى الدول الصديقة للشعب السوري، كالسعودية وتركيا أن ما قبل الهجوم على حلب ليس كما بعده، فالأولى مستعدة لتدخل بري في سوريا وتنتظر قرار "التحالف الدولي"، فيما الثانية بدأت بضرباتها للمواقع الكردية، بعدما أدرك الجميع أن روسيا لن تتراجع عن مخططها بمساعدة النظام السوري وقصف مواقع فصائل المعارضة، وبالتالي فإن استمرار موسكو على هذا النهج من دون أي تحرك مقابل قد يؤدي إلى انهيار أعمدة المعارضة في حلب في شكل نهائي، وتنحصر السيطرة بـ"داعش" والنظام وحلفائه، ما من شأنه التأثير على جبهة #ادلب وخلط كل الاوراق الميدانية.
اعلان التدخل السعودي تبعه تحذير روسي من حرب طويلة وشاملة، وبانتظار الموقف الاميركي الذي أبقى الحل العسكري ضمن الخطة "ب"، اتخذت تركيا قرارها بعدما لمست خطورة  تطورات #حلب على حدودها، فضلاً عن صراحة النظام في الاعلان عن هدف معاركه بأنها لـ"تأمين الحدود مع تركيا".



14 ضربة
منذ السبت، سجل الناشطون السوريون في حلب 14 ضربة تركية، 8 منها استهدفت مواقع كردية وهي بحسب المتحدث باسم شبكة Syria-Sky اسلام تركمان: "قرية المالكية، مطار منغ، اطراف مدينة اعزاز، ومعسكر "قيبار" للتدريب شرق مدينة عفرينفي ريف حلب والضربة الاخيرة ادت إلى مقتل اكثر من 20 عنصراً كردياً و جرح 33، فيما الضربات وعلى مدى يومين أدت إلى مقتل اكثر من 100 عنصر من الوحدات الكردية".
ولم تقتصر ضربات تركيا على الأكراد فحسب بل شملت النظام و"داعش" أيضاً، إذ استهدفت المدفعية التركية "مواقع النظام في حردتنين واطراف الطاموية ورتيان في ريف حلب الشمالي بـ4 ضربات، ومواقع تنظيم #داعش بضربتين اثنتين قرب بلدة قره كوبري على الحدود السورية التركية، شرق اعزاز وهي منطقة تعتبر خط نار بين داعش والثوار".
تطورات القرار التركي دفعت القيادة إلى تعزيز تواجد قوات عسكرية على كامل الحدود، ويكشف تركمان عن أن "الجيش التركي عزز تواجده على الحدود وما بين مدينتي جرابلس و عفرين، ونشر 80 ألف جندي بجهوزية كاملة مع المدرعات تحسباً لأي تطور"، وتضاف إلى هذه الضربات الحساسة أخرى على طول الحدود التركية، وتأتي في إطار الرد على مصادر النيران، إذ يؤكد تركمان أن "الاكراد استهدفوا تركيا بقذائف هاون ما أجبرها على الرد، وطالت قذائف الأكراد أطراف مدينة كليس التركية بقذيفتين صباح اليوم".



بقعة كردية
تريد تركيا كسر الأهداف الكردية وتدمير فكرة التقسيم و"الكونتون" الكردي، فالمنطقة التي يسيطرون عليها ليست صغيرة، ويوضح تركمان ان الاكراد "يسيطرون على مدينة القامشلي في الشمال الشرقي من سوريا، إضافة الى مدينة الشدادي ورأس العين في الحسكة وصولاً إلى مدينة الرقة والسيطرة على الشريط الحدودي الممثل ببلدة سلوك ومدينة تل أبيض ويسيطرون على عموم ريف حلب الشرقي من ناحية شرق نهر الفرات، أما في الشمال الحلبي فيسيطرون على ما يسمى مقاطعة عفرين و تشمل 20% من ريف حلب الشمالي وتصل الى اطراف مدينة اعزاز ومطار منغ العسكري"، مذكراً بأن الفصائل التي تسيطر على هذه المناطق هي "الحزب الكردي الديموقراطي Pyd  ووحدات حماية المرأة والاسايش".



جبهات "داعش" هادئة
يشمل ريف حلب  4 خصوم "النظام و الميليشيات الموالية له، الثوار وغالبيتهم يتبعون لفصائل الجيش السوري الحر، تنظيم داعش والاكراد"، ويشير تركمان إلى أن "ثوار حلب يقاتلون على ثلاث جبهات، مع النظام وهي من أشد الجبهات، ومع الأكراد وتنظيم الدولة، فيما الأكراد لديهم جبهة مع النظام هادئة لأنهما أصبحا شبه حلفاء ويقاتلون على جبهة مع الثوار"، مؤكدا أن "جبهات النظام مع داعش هادئة تماماً". ويعتبر أن "امكانية أي تدخل بري مستحيلة في الوقت الحاضر، إلا في حالة واحدة اذا استطاع الاكراد اخراج الثوار من مدينة اعزاز الحدودية والسيطرة على معبر باب السلامة، فحينها سيكون التدخل التركي حتمياً".



ابعاد الخطر
ويؤكد المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول لـ"النهار" أن "الخطورة التي لمستها تركيا على حدودها من الأكراد هي التي دفعتها إلى البدء بضرباتها باتجاه مواقعهم في سوريا"، فإلى أي مدى ممكن أن يتطور العمل التركي؟
الهدف بالنسبة إلى المحلل العسكري اللواء فايز الدويري واضح بناء على التصريحات الرسمية وهو: "أعزاز وتل رفعت خط أحمر ومطار منغ يجب أن يخلى من القوات الكردية"، مشدداً على أن "تركيا لن تسمح للقوات الكردية بالاقتراب من حدودها وبالتالي الرد سيعتمد على مدى استجابة الاكراد فإذا استجابوا توقفت الضربات وإذا لا فانها ستتصعد".



الحشود العسكرية
على الرغم من الحشود التركية على طول الحدود فإن الحديث لم يتجاوز حدود الضربات من الاراضي التركية أو الوصول إلى تدخل بري، ويؤكد الدويري أن "استخدام القوات البرية أمر له محاذيره وارتداداته، خصوصا في ظل التحذير الروسي الاخير والحديث عما يشبه الحرب العالمية الثالثة"، كاشفاً عن أن "القوات البرية على الحدود حالياً، هي وحدات عسكرية وليست تشكيلات كبيرة وتواجدها هو لضبط الحدود وحماية الامن القومي التركي، لكن يمكن اعادة تجمعها واستخدامها حسب تطورات الموقف، إلا أنها ليست قوات للقيام بعمليات داخل العمق السوري".
ويوضح ان "الاطار المستخدم حالياً يقوم على الرد من داخل الاراضي التركية بأسلحة أرض-أرض، سواء بالصواريخ أو المدفعية، وإذا كثفت النيران واستخدم ما يعرف في مصطلحات علم المدفعية بـ"السدود النارية"، فذلك سيمنع القوات الكردية من الاقتراب من الاهداف المحددة كأعزاز وتل رفعت واجبارهم على الانسحاب من منغ". السدود النارية وفق الدويري هي "تكتيك نيران المدفعية على شكل خطوط مستقيمة، بحيث يتم القبض على خط بطول معين ويبدأ القصف عليه بالتزامن مع رميات مدفعية متتالية".



قصف النظام
لم تخرج تركيا بعد بقرار لقصف مواقع النظام السوري، وان حصل فإن الدويري يضعه في خانة "الرد على طلقات من الجانب السوري باتجاه الاراضي التركية بضرب مصدر النيران"، مشدداً على أن "تركيا حذرة في مسعاها وتصعيدها العسكري يأتي بطريقة مدروسة".
ويعتبر الدويري أن "هاجس تركيا هو القوات الكردية، فإذا سيطرت الاخيرة على أعزاز يعني ان الكانتون الكردي قد تحقق، من عفرين غرباً إلى القامشلي شرقا".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم