الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أسامة شاب لبناني قاتل مع "جيش الفتح" في سوريا وقتلته "داعش"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أسامة شاب لبناني قاتل مع "جيش الفتح" في سوريا وقتلته "داعش"
أسامة شاب لبناني قاتل مع "جيش الفتح" في سوريا وقتلته "داعش"
A+ A-

في شهر رمضان الماضي غادر المنزل، متوجهًا، كما اطلع اهله، للبحث عن عمل في طرابلس، لكن الهدف كان ابعد من ذلك، وهو "الانضمام الى صفوف جيش الفتح في سوريا لمحاربة النظام السوري وحزب الله وداعش"، بحسب ما أبلغ والدته بعد ان وصل الى ارض "الجهاد". هو واحد من الشباب اللبناني الذين جذبتهم الحرب الدائرة خلف الحدود، فأنهت حياته بنيران "الدولة الاسلامية" ليسلم الروح قبل ان يتمكن من العودة الى ارض بلاده. هو اسامة المحمد الذي انتشر نبأ وفاته قبل يومين، مع أن الهجوم على المقر الذي كان يرابط فيه في القلمون حصل يوم الاثنين الماضي.


عزاء لـ "الشهيد"
العائلة أقامت العزاء لابنها في بلدته العوادة في وادي خالد، والده المحزون على فلذة كبده تحدث إلى "النهار" قائلاً: "اعتز وافتخر باستشهاد ولدي، ذودًا عن الدين والعرض ضد الظلم والاستبداد، الذي يمارسه النظام السوري القاتل لشعبه وأعوانه من المجوس والدواعش". وأضاف "مع ذلك لم أكن في صورة ما ينوي القيام به، خرج من المنزل قاصدا عماته في طرابلس للبحث عن عمل في احد المطاعم، فمن الطبيعي الا اوافق ان يخاطر بحياته ويحارب في سوريا، لكن بعد استشهاده لا أخجل مما قام به بل على العكس، أنا فخور به".



فخور بجيشه
بعد تجاوزه الحدود وانضمامه إلى جيش الفتح، بدأ ابن العشرين ربيعاً يهاتف والدته بين الحين والآخر، وقال المحمد "لم يكن يتصل بي، كي لا ابحث عنه وأُعيده، وفي كل مكالمة كان يطلب من والدته ان ترفع رأسها وتطمئن، فمن المحال ان يقوم بأية خطوة تؤذي بلده أو جيشه، ويقول لها، اريد ان أُرضي الله وأُدافع عن اعراض شقيقاتي في سوريا، انا لا اقتل بريئاً ولا اقرب من آمن. فهو الذي تربى في عائلة معظم افرادها عناصر في الجيش اللبناني، وانا واحد منهم، تطوعت في صفوفه عام 1985 قبل ان أُصاب وأتقاعد بعدها بسنتين".



تأثير إعلامي
للوالد عتب كبير "على الإعلام اللبناني الموجّه" الذي يدفع الشباب كما قال الى التعصب، فرغم ان "اسامة كان شابًا يحبّ الوحدة، لكن ما سمعه عن تجهيزات "حزب الله" للهجوم على عرسال، وتوقيف عمه قبلها لدى النظام السوري لأحد عشر عاماً، وغيرها الكثير مما يتعرض له الشعب السوري الشقيق، والإبادة على ايدي اناس لا ترحم، دفعت بأسامة الى التدين قبل ان يأخذ قراره ويحمل دمه على كفه وينتقل الى ساحة المعركة".


لحظات مميتة
في القلمون كانت الجبهة التي حارب فيها اسامة، ومع ذلك أطلع والدته انه كان ينوي العودة ومتابعة علمه في احدى مهنيات بلدته، "فهو متعلم، أنهى سنة اولى هندسة، طالب مجتهد خلوق، اساتذته يشهدون بذلك، لكن كتبت له الشهادة قبل ان يتمكن من العودة". وعن كيفية وفاته قال "يوم الاثنين الماضي هجم افراد من تنظيم داعش على المقر الذي يرابط فيه، جميع من كان معه غادر المكان لتصيب رصاصات الغدر ابني، وتترك شظاياها ندوبًا لدى اشقائه الاربعة منذ ان سمعوا بخبر استشهاده بعد اتصال من صديقه بوالدتهم، اطلعها فيه على ما دار وكيف روى بدمائه ارض الشام".
وختم "هو الوحيد من منطقة وادي خالد في #جيش_الفتح، وبعيد كل البعد عن الاطراف الاخرى المقاتلة، الآن بقية اولادي حاقدون على #داعش، واقول لو نأى لبنان بنفسه لسلم ابناؤنا، ومع ذلك احمد الله ان اسامة لم يكن في صفوف داعش وهذا وسام على صدره".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم