الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" في مواجهة "داعش"!

المصدر: "النهار"
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
"حزب الله" في مواجهة "داعش"!
"حزب الله" في مواجهة "داعش"!
A+ A-

يسأل أحد المتابعين لسير المعارك في #ريف_حلب السورية عما سيفعله #حزب_الله في حال تأكد التدخل العربي والسعودي تحديداً في الحرب السورية؟ خصوصاً بعدما ذهب بعيداً في القتال حتى الحدود التركية الى جانب جيش النظام السوري ضد تنظيم "داعش" والمعارضة السورية المسلحة. يقول أن الحزب لا يمكنه العودة الى الوراء، وهو بات جزءاً اساسياً من التحالف الذي يخوض الحرب الى جانب النظام ويؤدي دوراً مركزياً ورئيسياً في التدريب والحشد والقتال.


يشير المتابع لسير المعارك والتحولاتالمرافقة لها، الى أن ما بعد نبل والزهراء ليس كما قبله، فـ"حزب الله" صار لاعباً أساسياً في معركة نتائجها غير واضحة، وإن كان القرار الايراني حاسماً بالاستمرار في إغراقه في الحرب السورية، متمسكاً بما حققه على الأرض من خلال الدعم الجوي السوري، ولذا سيكون على تماس مباشر ومواجهة أي تدخل بري عربي أوتركي، اذا ما تقدم باتجاه مناطق النظام السوري التي سيطر عليها أخيراً، وأكثر من ذلك سيستمر في التقدم لتثبيت موطئ قدم في الشمال السوري، يعزز من حضوره وموقع إيران في أي تسوية مقبلة.
ويبدو "حزب الله" اليوم في مواجهة مباشرة مع "داعش" وهو التنظيم الذي باتت سيطرته تقتصر على الرقة في شكل كامل، الى مناطق متفرقة في سوريا، وهو يعرف اليوم أن الإندفاع العربي باتجاه سوريا تحت عنوان القضاء على "داعش" سيطاله أيضاً، باعتبار ان التنظيم الارهابي "داعش" قد يركز قوته في العراق منتقلاً من معركته السورية الى حيث انطلق في الأساس، لكن الحزب يضع سيناريوهات مختلفة للحرب المقبلة، إذا ما تغيرت المعادلات الاقليمية والدولية.


ووفق المعلومات، التي تؤسس على انخراط "حزب الله" في الحرب السورية وغرقه الى حدود الذوبان فيها، ان لديه في سوريا نحو 15 ألف مقاتل لبناني، يتوزعون على النخبة المدربين تدريباً قتالياً عالياً، ومتطوعون من مختلف المناطق اللبنانية، وهم منتشرون في مختلف مناطق القتال السورية، خصوصاً في الشمال السوري، والذي بات قاعدة كبرى لحزب الله بعد فك الحصار عن نبل والزهراء ومحيطهما، والتي أمنت مقاتلين لا يقل عددهم عن 10 آلاف شيعي سوري باتوا على جاهزية كاملة للقتال مدعومين بآلاف من المقاتلين العراقيين والإيرانيين المتطوعين، الى جانب ألوف من المقاتلين السوريين الذين دربهم "حزب الله" خلال السنتين الماضيتين ورفع معهم الجهوزية، ومنهم من قوات الدفاع الوطني، وبينهم ميليشيا لا تلتزم بقرارات النظام انما بتوجيه حزب الله.
ووفق المتابع، أن أعداد المقاتلين التابعين لـ"حزب الله" غير مبالغ فيها، اذا جرت مقارنتها بما تكبده الحزب من خسائر في صفوف شبابه في المعارك السورية على مدار السنوات الثلاث الماضية والتي تجاوزت الـ1200 شاب لبناني، فيما هو اتبع طريقة عدم الاعلان عن سقوط مقاتليه مباشرة وهو ماحصل أخيراً عندما نعى 7 من مقاتليه المدربين تدريباً عالياً ومنهم قياديون ميدانيون.


ويبدو أن كل التطورات الراهنة عربياً ودولياً لن تغير شيئاً من واقع أن الحزب متورط حتى العظم في الحرب السورية، وبات طرفاً في الصراع السوري، وإن كان عنوانه مقاتلة التكفيريين. ويستمر "حزب الله" ويتورط اكثر في الداخل السوري، وينخرط شبابه بقوة أكثر التزاماً بقرار حاسم سياسي وشرعي، محلي واقليمي، بالمشاركة في القتال في سوريا، ويقدم "حزب الله" شبابه اليوم في غير المكان الذي جادل طويلاً في موضوع سلاحه، مدافعاً عن استمرار استقلاله عن معطيات القرار الوطني العام، فذلك يطرح بالنسبة الى كثير من اللبنانيين علامات استفهام كبيرة عن استمرار اقحام البلد في أخطار تتمثل في انعكاسات ارتدادية على الداخل اللبناني. وسنبقى نسأل إلى متى يستطيع الحزب تحمل كلفة بالحجم الذي يقدمه، وهل الراعي الاقليمي قادر على تغطية هذه الخسائر، وان كان التوجه العام في الطائفة يدعم تدخله؟ وإلى متى يستمر سقوط الشباب، وهل من أمل في العودة الى الحاضنة اللبنانية؟ والى أن تظهر التسويات في الحرب السورية، سنسأل أيضاً عن مستقبل دولة "حزب الله في سوريا؟ ونسأل أيضاً، هل سيكون "حزب الله" وحيداً في مواجهة "داعش"؟ وماذا عن موقفه من استعّار العنف الديني في المنطقة؟



[email protected]
twitter: @ihaidar62


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم