الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شاشة - الأداء البلاستيكي منتجاً أحد أسوأ مسلسلات لبنان

فاطمة عبدالله
شاشة - الأداء البلاستيكي منتجاً أحد أسوأ مسلسلات لبنان
شاشة - الأداء البلاستيكي منتجاً أحد أسوأ مسلسلات لبنان
A+ A-

الشخصية التي تزعم ستيفاني صليبا تقليدها، هي المكسيكية تاليا بحضورها وتجدّدها ومسلسلاتها في الذاكرة. وهي، بهذا الأداء البلاستيكي، تدفع بتاليا- إن شاهدتها- إلى الاعتزال فوراً، أو ربما محاولة الانتحار، وإنما على غير المشهدية الساذجة حين صُوِّرت قمر تنتحر ثم تُصاب بالحمى!


نتحدّث عن أحد أسوأ المسلسلات اللبنانية: "متل القمر" (انتاج "مروى غروب"، تعرضه "أم تي في"). يُبدع المسلسل في لملمة مقوّمات السقوط نحو الهاوية: البطلان صليبا (ستيفاني ووسام القابع تحت تأثير "أحمد وكريستينا")، ركاكة القصة (أيّ إلهام هبط على داليا الحداد فأوحى لها إعادة كتابة قصة "ماريمار" المكسيكية؟!)، والممثلون بالجملة والمفرق: زوجة الأب ريموندا (كاتيا كعدي) بأداء عديم الموهبة، شقيقتها رندا (رانيا عيسى) بضآلة الحضور في المشهد، ناهيك بجهاد الأطرش الناطق بنبرة فصيحة لا تشبه المسلسل، ووفاء طربيه وعمر ميقاتي بدورين عابرَيْن قد ينتهيان بأيّ ممثل في الزاوية.
يكرّس المسلسل انعدام الثقة بإنتاج لبناني أبطاله من ورق. الأرحم للخلق أن يكون هذا الدور الأول والأخير لستيفاني صليبا. ذلك من أجلها أيضاً، فقد أصبحت أضحوكة. أداء كرتوني يفضح استحالة تحوّل صليبا ممثلة مهما رغبت. حتى إنّها لم تُجد دور البلهاء، بل أساءت إليه وإلى نفسها. "ممثلة" تقدّم نموذجاً في ذروة الإخفاق الدرامي. هي نفسها لا تعلم هل المطلوب منها بعض البساطة أم الإفراط في الغباء. يشاركها وسام صليبا البطولة، فيزيد المشهد رتابة. أداؤهما "نيء" متجمّد في ثلاجة. حتى وهج الحبّ يختنق. لا النظرات تنطق ولا القلب يخفق. المسلسل مكائد سطحية تحبكها ريموندا وشقيقتها ضدّ البطلة الفذّة. فيُكسر خاطر قمر وتنوي، بما قدّرها الله عليه من فشل تمثيلي، إنهاء حياتها (بعد مشهد ذرف الدموع المضحك)، لكنّ المسلسل يُقرر أن تضربها الحمى فجأة، تاركاً إيانا أمام أكذوبة النهضة بالدراما اللبنانية.
سيتّضح أنّ لقمر ثروة تنتظرها. أما نحن، فماذا ينتظرنا؟ إبداع في تشويه الفنّ.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم