الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف يمكن الدهون أن تضر الدماغ؟

كيف يمكن الدهون أن تضر الدماغ؟
كيف يمكن الدهون أن تضر الدماغ؟
A+ A-

هل تأكلون فعلاً عندما تشعرون بالجوع؟ الكثير منا يأكل حتى عندما لا تحتاج أجسامنا إلى الغذاء. فبمجرد التفكير في الطعام نشعر بالجوع، وحتى لدى مرورنا أمام مطعم للوجبات السريعة المفضلة لدينا، نشتهي تذوق وجبة خفيفة. ومن الواضح أن الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى زيادة في #الوزن. ولكن يجب النظر إلى أبعد من الآثار المباشرة على الجسم، إذ وجدت دراسة حديثة رابطاً مقلقاً بين اتباع نظام غذائي غني بالدهون والأمراض ذات الصلة بالدماغ التي يمكن أن تضعف قدرتنا على تجنب الإفراط في تناول الطعام.


ويعتقد كثير من العلماء أن العوامل الاجتماعية والإعلانات تضافرت لخلق بيئة طغت على قدرة أجسامنا البيولوجية في السيطرة على ما نستهلكه من طعام. والنتيجة هي أن ثلثي البالغين في الولايات المتحدة، وأكثر من ثلث الأطفال والمراهقين يعانون زيادة في الوزن أو السمنة. هذا الاتجاه ينتشر في بلدان أخرى حول العالم. والأسوأ من ذلك، الأمراض التي ترتبط بالوزن الزائد مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب التي أصبحت أكثر انتشاراً.


وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ذكرت مجموعة من البحوث أن تناول نظام غذائي غربي واكتساب الوزن له آثار ضارة على العقول البشرية. وتشير بعض الدراسات إلى أن البالغين في منتصف العمر الذين يعانون زيادة في الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لتطوير مرض الزهايمر، وأنواع أخرى من الخرف. فيما تشير نتائج دراسات أخرى إلى أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السبع سنوات قد يعانون أنواعاً معينة من ضعف الذاكرة نتيجة استهلاك الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون.


الكثير من المعلومات حول طبيعة آثار الوجبات الغذائية الغربية على الدماغ يأتي من دراسات على الفئران والجرذان. وقد أظهرت الأبحاث في المختبر أنَّ تغذية الفئران بنظام غذائي مع مستويات عالية من الدهون المشبعة والسكر يشبه إلى حد كبير تأثيره على الإنسان ما يؤدي إلى إضعاف حاجز الدم في الدماغ، الذي يمثل نظام الخلايا والأغشية المشكِّلة لمنعطفات ضيقة لمنع المواد الضارة من الدخول إلى مجرى الدم في #الدماغ.


فهل لدينا عجز على مقاومة تناول نسبة عالية من الدهون والأطعمة السكرية؟ أشار مدير مركز العلوم العصبية السلوكية وأستاذ علم النفس في الجامعة الأميركية تيري ديفيدسون إلى أنَّه "يبدو أن الفئران والناس الذين أصيبوا بأضرار لحقت بالحصين لديها صعوبة في استخدام تلك الإشارات الداخلية لمعرفة ما إذا كان الجسم يحوي أو لا يحوي ما يكفي من الطعام أو الشراب. في ظل وجود إشارات قوية في البيئة التي تغري الإنسان لتناول الطعام، وانخفاض القدرة على استخدام المعلومات في جسمك التي تخبرك بأنك لا تحتاج إلى الغذاء يمكن أن يؤدي بك إلى الإفراط في تناول الطعام".


ويلفت الباحثون إلى أنَّ هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لايجاد سبل لحماية وتعزيز حاجز الدم في الدماغ ضد الآثار السيئة للنظام الغذائي الغربي، أو في جعل هذا النظام الغذائي أقل ضرراً. ولكن حتى يتم التوصل إلى حلول أخرى، يجب حماية الجسم أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة التي تضرُّ بصحة الجسم البدنية والعقلية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم