الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"سور بغداد"... أية وظيفة؟

المصدر: "النهار"
بغداد- فاضل النشمي:
"سور بغداد"... أية وظيفة؟
"سور بغداد"... أية وظيفة؟
A+ A-

لم تمر قضية انشاء سور أمني لمدينة #بغداد دون ان تثير بعض الحساسيات السياسية، بحيث اضطرت حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى توضيح موقفها اكثر من مرة بشأن قضية السور. حيث شدد العبادي في لقاء جمعه مع لجنة الأمن النيابية، على ان السور" خط دفاعي يهدف لحماية المدينة وإلغاء السيطرات بالداخل".


وكان المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معن قال في تصريحات سابقة، ان قيادة العمليات باشرت مطلع الشهر الجاري بإنشاء سور وخندق حول العاصمة بغداد، لـ"حمايتها من عمليات التسلل ومنع دخول السيارات المفخخة".


تحالف "القوى العراقية" السنّي، عبّر في مؤتمر صحفي قبل ثلاثة ايام عن رفضه لإنشاء سور بغداد، معتبرا انه يرمي إلى "اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظتي بغداد وبابل"، وانه " بداية لإعادة رسم خارطة العراق على أسس طائفية وعنصرية".


مقرب من رئاسة الوزراء قال لـ"النهار": ان مشروع السور تعرض "لسوء فهم كبير ولا يحمل اي ابعاد طائفية او اهداف تجزيئية" ، وهدفه الاساس "سد الثغرات الامنية وتنظيم عمل السيطرات داخل العاصمة ومنع تسلل الارهابيين". وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي امر برفع كثير من السيطرات الأمنية المنتشرة في بغداد منذ تسلمه مهام عمله في آب 2014، كما قام بإلغاء حظر التجوال الليلي في العاصمة.


نائب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال مايكل باربيرو، قال الاثنين الماضي، إن بناء سور امني حول مدينة بغداد سيساعد قوات الامن العراقية في ضبط المتفجرات بصورة كبيرة . مشددا على ان "القوات الاميركية ستساعد قيادة عمليات بغداد في بناء السور الامني لتطويق مدينة بغداد"، ذلك ان السور "يساعد قوات الامن في ضبط العجلات المفخخة والمتفجرات بصورة كبيرة".


مصادر عسكرية ذكرت ان السور سيتم بنائه من "الكتل الكونكريتية الموجودة في مناطق العاصمة" وقد تم تكليف فرق هندسية من الجيش والشرطة لإكمال عملية بناء السور الذي سيمتد بطول 100 كيلو متر حول العاصمة، الى جانب المباشرة بحفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة لمسافات. ويتم التركيز على مناطق حزام بغداد الشمالية والغربية والجنوبية.


يشار الى ان في بغداد الكثير من الأبواب التاريخية ما زالت بقاياها قائمة، حيث طوقت المدينة بالعديد من الأسوار بسبب الغزوات التي تعرضت لها المدينة على مر العصور، ومعروف أن هذه الأبواب تعود إلى العصر العباسي ومنها ما يعود إلى العصر العثماني، ومن اشهر ابواب المدينة التي بناها الخليفة المنصور العباسي، هي ابواب (الشام، البصرة، خراسان، الكوفة)، ولأن بغداد لم تنعم بالسلام منذ اكثر من عشر سنوات، ربما جاءت فكرة السور الجديد لتمثل "استعارة" من تاريخ الخوف الذي حكم المدينة عبر تاريخها الطويل.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم