"داعش تنبش قبور العلويين في طرابلس"؟!

" #داعش تنبش أربعة قبور للطائفة العلوية في جبانة الغرباء في طرابلس والحبل على الجرار وبتكليف من المفتي الشعار"..."قنبلة" طائفية فجرها رفعت عيد في الرابع من الشهر الجاري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، الخبر انتقل كالنار في الهشيم، بأن الطائفية في لبنان لم تعتد تقتصر على الأحياء بل انتقلت الى الأموات فما حقيقة ما تم تداوله؟

"فتوى لا ينازع فيها أحد"
"ستاتيس" عيد اعاد الى الاذهان "انفجار" خبر نبش القبور في جبانة باب الرمل الذي ضجت طرابلس به قبل فترة بها، لكن على عكس المرة الماضية "عبوة" عيد خيالية لا اساس لها على ارض الواقع، هذا ما أكده رئيس قسم الشؤون الدينية في دائرة أوقاف طرابلس الشيخ فراس بلوط لـ"النهار" قائلاً "ان ما تناقله البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص نبش القبور في مقابر الغرباء ولا سيما قبور تعود لعائلات في الطائفة العلوية غير صحيح وكل ما في الأمر هو قيام دائرة أوقاف #طرابلس ببناء غرفة لغسل الموتى، يصل إلى قبرين قديمين يزيد عمرهما على الستين سنة ولا يعرف لهما صاحب مطلقاً، وبفتوى لا ينازع فيها أحد من أهل الفقه، وتقرر نقل العظام الموجودة في القبرين ووضعها في مكان آخر من المقبرة، كما لا يخفى على أحد أهمية مثل هذا المغسل للجميع من دون استثناء".
وجرت اتصالات بين مشايخ من المجلس الإسلامي العلوي وبلوط الذي قال "عبرت عن استعدادي لنقل آل درويش الذين يعتقدون ان القبرين يعودان للعائلة، بسيارتي من بيوتهم للاطلاع على ما يحصل و أن ما وصلهم عار عن الصحة جملة وتفصيلا، وتفهموا الموضوع الذي تابعه سماحة مفتي الجمهورية مباشرة كما تمت متابعته من قبل الأجهزة الأمنية التي تبيّن لها كذب كل ما أشيع".

"أراض وقفية"
لكن هل يحق للأوقاف أن تبني مغسلاً على قبور الناس؟ أجاب بلوط " ليس من أخلاقنا ولا أحكام ديننا أن ننبش القبور ولن ندخل في سجالات مع أصحاب النفوس المريضة والعقول الصغيرة. مع تأكيدي أن عموم الأراضي الوقفية ومنها هذه المقابر هي أراض وقفية خيرية ملك الطائقة السنية، لا يحق تملكها من قبل أحد مطلقاً، حتى من يدفن فيها لا تكون ملكه ولا لورثته ولكن المطلوب حفظ حرمات الأموات وهذا واجبنا جميعاً، وعندما تقرر دائرة الأوقاف بمجلسها الإداري وشخص رئيسها، ورئيس مجلسها سماحة المفتي أمرا فليلعم الجميع أن المقصود منه المصلحة العامة ورعاية الوقف".

"توافق" سني - علوي
كلام بلوط أكده عضو المجلس العلوي الشيخ أحمد عاصي في اتصال مع "النهار"وقال: "لا علاقة للطائفة العلوية بالقبرين الذي يعودان الى الحقبة العثمانية، وما تم تداوله غير صحيح تابعنا القضية حتى تأكدنا أن الخبر اشاعة اطلقها من يريدون نشر فتنة صدقها البعض، لكن الآن انجلت الصورة وتبينت الحقيقة".

المفتي يرد
وراداً على الخبر والاتهامات التي دارت، أصدر مكتب مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار بياناً جاء فيه: "منذ أن بدأنا فعلياً بضبط مقابر المسلمين في طرابلس ومجموعة من المتضررين دأبت على إشاعة الأخبار الكاذبة والمغرضة وغير الصحيحة خدمة لمن لا يحب للأمور ان تجد حلها السليم...من هنا يهمنا البيان بان ما يتداول حول مقابر الغرباء مؤخرا هو أمر عار عن الصحة جملة وتفصيلا... وعندما يعرف مصدر الكلام يزول الاستغراب.. والشيء من معدنه لا يستغرب، كما يهمنا التأكيد على أننا ماضون في العملية الاصلاحية التي بدأناها ولن يوقفنا إرجاف المرجفين".