الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

النظام " راجع "... معقول!

المصدر: النهار
نبيل بو منصف
النظام " راجع "... معقول!
النظام " راجع "... معقول!
A+ A-

لعل ما يثير سخط الكثير من اللبنانيين اكثر من اللعبة الدولية والاقليمية الشديدة القذارة في الإبقاء على النظام السوري ان بقايا هذا النظام او موروثاته لا تزال تمعن في تذكير اللبنانيين بأنهم في حضرة إرهابه دوما. عند عشية الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري طلع على اللبنانيين شاهد ارهابي من حواضر البيت الاصولي الذي فرخه النظام واستنسخه ورعاه وأطلقه ليمعن باجرامه فسادا وقتلا وإجراما تحت شعار مخادع هو محاربة الارهاب نفسه ليكشف بعضا من أفضال النظام السوري واستخباراته المحترفة في كار الاغتيالات. نعيم عباس، الفلسطيني "القاعدي " او التابع لاحقا لعبدالله عزام او باي صفة معظمة أخرى، ابى الا اتحافنا امام المحكمة العسكرية باعترافات حية من تلميذ نجيب متناسل من ارهاب النظام بان استخباراته طلبت تصفية وليد جنبلاط كما "رجح" ان يكون النظام اغتال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج  لعل كثيرين سرهم ان يكون هذا الارهابي افتضح النظام الذي يزعم مقابلته ثم يتبين انهما وحدة حال ارهابية اجرامية لا تنفصم عراها . لا يكتسب الحديث عن الطبائع الارهابية او الاجرامية لانظمة استبدادية دموية كمعظم الأنظمة العربية وفي مقدمها حتما النظام السوري بعد خمس سنوات من افجع كارثة بشرية حلت بشعب على يد نظامه اي طابع جديد طارئ .


ولكن توقيت اعترافات نعيم عباس عن بعض المآثر الاجرامية لهذا النظام ومشتقاته واخواته عشية ذكرى ١٤ شباط تحديدا ربما تشكل تسويغا كافيا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وسواه لقراءة هذه الاعترافات من زاوية تهديد مستتر من النظام نفسه بامكان عودته الى لعبته المفضلة في العبث بأمن لبنان واستقراره ومحاولة تفجيره بوسائل لن يعجز عنها بطبيعة الحال . لقد تكاثرت النبوءات الامنية اخيرا منذرة باحتمالات يصعب نفيها خصوصا مع المتغيرات الميدانية الحاصلة في سوريا لمصلحة النظام بفضل مسانديه ومعوميه . ولا يخفى على اللبنانيين خصوصا ، لفرط ما عاينوا من تجارب، ان النظام السوري يمتاز بقوة عن سواه حتى الأنظمة الداعمة للبنان في مواجهته ، بانه يستحيل ان يتخلى عن طبائعه وطموحاته اللبنانية ولو في عز الضعف والتراجع فكيف مع استعادة ممكنة لالتقاط الانفاس واظهار عرض قوى امام الأعداء والخصوم من ابناء سوريا الثوار اولا وعبرهم سائر الاخرين ؟ فكيف والحال هذه لا تلتقط رسالة مشفرة من تلميذ نجيب لهذا النظام يزعم زورا محاربته ، بانها تهديد من المصدر الأصلي الى من يعنيهم الامر بان " النظام راجع ويا ويلكم وسواد ليلكم " ؟


لعل اشد الغباء ان يجري إهمال هذا الجانب من رسالة نعيم عباس الذي تنعم بها امام المحكمة العسكرية كأنه يتلذذ بترهيب اللبنانيين. ومع ذلك لا يمكننا إنكار أفضاله بتذكيرنا بأن بلدنا مستباح لأخوية الارهاب المتعدد الجهة والذي لا يقف رادع امام رجوعه ما دام العالم ينصاع للعبته.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم