الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

حال من "التململ" في فرنسا والسبب: إلغاء حركة المدة أو إشارة القبعة (ˆ)

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
حال من "التململ" في فرنسا والسبب: إلغاء حركة المدة أو إشارة القبعة (ˆ)
حال من "التململ" في فرنسا والسبب: إلغاء حركة المدة أو إشارة القبعة (ˆ)
A+ A-

منذ الأربعاء الماضي، تسود أجواء من الإنتقادات اللاذعة في بعض الأوساط الفرنسية وخارجها، بعد قرار اتخذته الأكاديمية الفرنسية باستبعاد حركة المدة أو إشارة القبعة (ˆ) المعروفة بـ"أكسان سيركونفليكس" على نحو 2400 مصطلح بالفرنسية. وتفاقم غضب بعض التربويين التقليديين الفرنسيين، بعد اصدار وزارة التربية والتعليم الفرنسية بياناً تعلن فيه "تبني قرار الإلغاء في مناهج المرحلة الابتدائية ابتداء من ايلول 2016".


في الحقيقة، انتشر "غضب ساطع" على وزيرة التربية نجاة فالو بلقاسيم، وانهالت عليها إنتقادات سلبية من كل حدب وصوب، داعية إياها الى "عدم إصلاح" إملاء اللغة الفرنسية بالطريقة المطروحة. لكن الوقائع تشير إلى أنه "تم اليوم إحياء القرار الذي أقرته الأكاديمية الفرنسية من 26 عاماً".


وتذكر اوساط إعلامية مواكبة أن متخصصين في علم اللغات طالبوا رئيس الوزراء ميشال روكار العام 1980 بإصلاح ضروري للغة. وعلى الاثر، طلب روكار من المجلس الأعلى للغة الفرنسية الذي يضم متخصصين من #فرنسا وكيبيك وبلجيكا وسويسرا والمغرب، وضع دراسة جدية عن الامر.


شهد المجلس المذكور بعض التأرجحات الحادة في صفوف. لكنه تمكن من رفع بعض التوصيات في مجال إصلاح الإملاء العام 2006، والتي لقيت دعماً من متخصصين من بلجيكا وكيبيك.



(موجات غضب لمعلمين تطالب المشاركة في إصلاح الإملاء- "الفيغارو").


ما تفاصيل هذه الورشة الإصلاحية؟
تريثت الأكاديمية الفرنسية في فرض مبادراتها الإصلاحية، وسط موجة عنيفة من الإنتقادات. من الواضح أن الإملاء التقليدية أو المعدلة التي إنتشرت بخجل العام 1990 كانت معتمدة في الإمتحانات في فرنسا. غير ان التعديلات الإملائية الجوهرية التي طالت بعض المصطلحات لم يتم تبنيها في سويسرا وبلجيكا إلا في الإمتحانات الرسمية العام 2008.


أما اليوم، فتحاول الوزيرة بلقاسيم أن تطبع عهدها بإنجازات عدة، منها إحياء هذه الإصلاحات للإملاء الفرنسية المعتمدة من الأكاديمية الفرنسية من العام 1990. لكنها أكدت في تصريح على قناة "فرانس 24" ان "استعمال الاملاء الجديدة أو التقليدية لهذه المصطلحات مقبول، ولا يمكن البت ان نمحو حركة المدة من قاموس حياتنا".


هنا بعض الامثلة عن التغييرات الإملائية التي طرأت على بعض المصطلحات، وفقاً لموقع cyberprofesseur.com



بين التنديد والتأييد
صبّت مواقع التواصل الإجتماعي على الوزيرة بلقاسيم إنتقادات لاذعة مطالبة بعدم المس بإملاء اللغة. ودعا مرصد البرامج المدرسية في فرنسا رواد الفضاء الإلكتروني إلى توقيع عريضة تنديد... ووصل عدد مؤيديها حتى ليل الجمعة الماضي الى 56542.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انشغلت كبريات الصحف الفرنسية والبريطانية والأميركية ووسائل التلفزة في نقل هذه الخطوة الإصلاحية. وما هو محسوم ان تلك الخطوة لا تلقى الترحيب اللازم. فوفقا لمقابلات اجرتها جريدة الـ"فيغارو" الفرنسية، في عددها الخاص بالشباب، طالب طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية بوضوح بعدم المس بإملاء اللغة، لأنها خطوة سطحية ومتسرعة وغير مقبولة !!!.


وتركزت "عاصفة التنديد" على إطلاق حملة بشعار "#أنا المدة" #JeSuisCirconflexe. وخرج رئيس أكاديمية "غونكور" برنار بيفو عن صمته، ليعبر عن قلقه تجاه حسن أداء معلمي الصفوف، في خضم هذا الإصلاح التربوي.


في المقابل، عمّت الفرحة بعض مدارس مقاطعة كيبيك الفرنكوفونية التي كان يلام تلامذتها على كتابتهم مصطلحات عدة كما تُلفَظ، من دون مراعاة المدة. والاكيد أن المعلمين في المقاطعة لن يستخدموا بعد اليوم القلم الأحمر ليشطبوا أخطاء التلامذة، لأن هؤلاء سيضعون الحروف التي يسمعونها... ومن دون المدة، إذا رغبوا في ذلك طبعاً.


عن "لو فيغارو" بصفحتيه الخاصة بالمجتمع والطلاب، الغاريدان، الموقع الإلكتروني."Echo.fr"

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم