الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بالصور- متحف "الجيلاتو" في إيطاليا... تاريخ الصناعة وقريباً صفوف في بيروت

المصدر: "النهار"
إيطاليا – سمير صبّاغ
بالصور- متحف "الجيلاتو" في إيطاليا... تاريخ الصناعة وقريباً صفوف في بيروت
بالصور- متحف "الجيلاتو" في إيطاليا... تاريخ الصناعة وقريباً صفوف في بيروت
A+ A-

لا شك في أن كل من يزور #إيطاليا تسحره "الجيلاتو"(البوظة الإيطالية) بمنظرها الآسر للعيون في واجهات العرض وبطعمها المميز بالدفىء والانتعاش الذي يبقى عالقاً تحت اللسان، لذا تجد من يتذوقها يطلبها مجددًا ولو بعد لحظات.


واللافت في إيطاليا أن محال الـ GELATERIA"" المتخصصة ببيع البوظة تلقى رواجاً في كل المدن والقرى الإيطالية، شأنها شأن محال بيع البيتزا والمعكرونة، لا بل تلقى صدًى مضاعفاً لدى السائحين الذين يستشعرون أهميتها التاريخية بالنسبة لـ"الطليان"، الذين بادروا الى افتتاح متحف وجامعة "الجيلاتو" في مبانيCarpigiani داخل مدينة بولونيا. فما هي هذه الأهمية؟


الأصل في "الشربات"!


الداخل الى المتحف تصدمه حقيقة مسجلة تعود الى 12 الف عام قبل الميلاد، وهي أن "الفراعنة" هم أول من اخترع ما يعرف في مجتمعاتنا بالبوظة على أنواعها، فهم "كانوا يقومون بتجميع الثلج في المغاور شتاءً، ليتم تنكيهها بالعسل والحمضيات، لتقدم صيفاً كمشروب يسمى "الشربات"، مع العلم أنّ الكلمة الإيطالية Sorbetto تشتق من هذه العبارة"، بحسب ما رواه لـ"النهار" مدير مركز التطوير والبحوث في Carpigiani المتحدر من أصل لبناني جميل شهاب.


ولفت الى أن"هذا المشروب عرف في أوروبا مع انتقال العرب الى جزر صيقيليا حيث بات الـ Sorbetto الحلوى المفضلة صيفاً".


"الجيلاتو" بداية اريستوقراطية


رغم كل الرواج الذي لاقته "الشربات" في المجتمع الصقلّي، لكنها تحولت بنسختها المجددة كحلوى مثلجة "الجيلاتو" لتقدم فقط في الحفلات الاريستوقراطية عند انتشارها في باقي أرجاء أوروبا حيث استقدمت كاترينا دي مادي تشي أحد الطهاة الإيطاليين "أوكا" الى فرنسا ليصنع لها أطيب البوظة وبنكهات مختلفة، لكنه سرعان ما غادر في العام 1686 الى بلده، ليفتتح المحل الأول الذي يقدم "الجيلاتو" لكل الناس، من خلال استخدام أول ماكينة صنعت للغاية، وكانت عبارة عن جرن خارجي فيه ملح وثلج، وجرن داخلي يمزج فيه الخليط ليتحول بوظة "الجيلاتو".


العصر الذهبي


وبما أن لكل منتج عصر ذهبي فالـ"جيلاتو" بدأت بالازدهار اوروبياً بعد افتتاح هذا المحل بحسب شهاب، لأنه "في سنوات الـ 1800 دخل الحليب والبيض الى المنتج الذي اشتهر بكونه يقدّم حلوى منعشة يومياً وبمواد أولية طازجة تباع على عربات تتنقل بين المدن. وهذا الازدهار أدى الى ازدياد الطلب على هذه السلعة، وبالتالي كان هناك حاجة لدخول الماكينات إلى هذه الصناعة عام 1920 ، ثم ابتكار بسكويت البوظة عام 1940".


ولفت شهاب الى أن"الماكينة الأوتوماتيكية الأولى لصناعة البوظة الحرفية كانت من صناعة Catabriga عام 1927 ، ثم دخلتCarpigiani على خط التصينع، وأخذت تطور الماكينات من الشكل العامودي الى الأفقي السائد الى يومنا هذا. وهنا تجدر الإشارة الى ان المنافسة بين البوظة الحرفية (الجيلاتو) والبوظة الصناعية ساهمت بولادة ما يعرف اليوم باسمpasteurizer الهادف لتعقيم الحليب العنصر الأساس في صناعة "الجيلاتو" الإيطالية".


ومن اللافت داخل المتحف وجود صور توثق كل فترات تطور "الجيلاتو" في كل أنحاء العالم، وبينها صورة أخذت عام 1950 في لبنان، لفتاة تبيع الـsoft serve Gelato ، التي تم ابتكارها في العام ذاته وخلفها يبدو واضحاً العلم اللبناني".


جامعة تعلّم "الجيلاتو"


وكي لا تبقى هذه الصناعة الحرفية متوافرة حيث يتواجد "الطليان" فقط، قررت Carpigiani تحت شعار "spreading Gelato all over the world" أن تطلق عام 2003 جامعة لتعليم هذه الصناعة في إيطاليا، لمواجهة ما يعرف بالبوظة الصناعية المنتشرة في كل أنحاء العالم.


وأكد شهاب ان "التجربة كانت ناجحة ومميزة بحيث بتنا نستقبل سنوياً أكثر من 3000 طالب من مختلف أرجاء العالم يريدون نقل تجربة الـGELATERIA" " الى بلادهم، ما شجعنا على إطلاق فرع للجامعة في اميركا والصين، كما أننا سنعمل خلال الشهر المقبل على إطلاق عدد من الصفوف لتعليم "الجيلاتو" في بيروت، لما تلقاه هذه السلعة من رواج في المنطقة العربية، وتستضيف دبي سنوياً أحد أهم معارض البوظة، الذي أطلق عام 2013 ليجول عدداً من مدن العالم تحت اسم "Gelato World Tour".


[email protected]


Twitter:@samirsabbagh

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم