الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

ضغوط اوروبية على تركيا للحد من اللاجئين والنمسا تطالب باقامة "خط دفاعي"في البلقان

ضغوط اوروبية على تركيا للحد من اللاجئين والنمسا تطالب باقامة "خط دفاعي"في البلقان
ضغوط اوروبية على تركيا للحد من اللاجئين والنمسا تطالب باقامة "خط دفاعي"في البلقان
A+ A-

لاتزال ازمة اللاجئين تلقي باثقالها الكبيرة على دول الاتحاد الاوروبي ، فقد ايدت النمسا السبت مطالبة المجر باقامة ما يشكل "خطا دفاعيا" في البلقان وخصوصا في مقدونيا لوقف تدفق المهاجرين، وسط عجز اليونان عن "حماية فضاء شنغن".


وقال وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورز اثر اجتماع للاتحاد الاوروبي في امستردام دعيت اليه ايضا دول البلقان وتركيا "نحتاج فعلا الى حل بالنسبة الى الحدود الخارجية".
واضاف :"واقولها بكل وضوح. اذا لم نقم بادارة الحدود بين تركيا واليونان، فان الاحتمال الوحيد سيكون التعاون مع سلوفينيا وكرواتيا وصربيا ومقدونيا لحماية فضاء شنغن على افضل وجه"، معددا البلدان التي يعبرها المهاجرون انطلاقا من اليونان املا بالوصول الى شمال اوروبا.
وبين البلدان التي ذكرها الوزير النمسوي، وحدها مقدونيا لها حدود مشتركة مع اليونان.
من جهته، اعتبر وزير خارجية المجر بيتر سيارتو ان الاتحاد الاوروبي "يفتقر الى دفاع في الجنوب" منتقدا اثينا. واضاف "نحتاج الى خط دفاعي اخر يشمل بالتاكيد مقدونيا وبلغاريا".
وتتقاطع هذه التصريحات مع تلك التي ادلى بها رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الذي دعا في 22 كانون الثاني في حضور نظيره السلوفيني ميرو كيراس الى عزل اليونان عبر سياج يشكل "خط دفاع ثانيا" على طول الحدود الشمالية لهذا البلد مع مقدونيا وبلغاريا.
وبات المهاجرون غير قادرين على عبور المجر بعدما اقام اوربان سياجا شائكا على طول الحدود بين بلاده وصربيا وكرواتيا.
ونفت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني السبت ان يكون الاتحاد الاوروبي يعد لارسال بعثة عسكرية او للشرطة الى مقدونيا يطالب بها العديد من بلدان وسط اوروبا. وقالت "لا اعتقد ان (اغلاق الحدود) سيكون حلا".
من جهته، صرح المفوض الاوروبي للتوسيع يوهانس هان "علينا ان نتجنب وضعا تصبح فيه بلدان (...) غرب البلقان بمثابة محطة للاجئين".
وكان كورز وجه تحذيرا الى اثينا منذ وصوله الجمعة الى هذا الاجتماع غير الرسمي للاتحاد الاوروبي، علما بان المفوضية الاوروبية تتهم اليونان بالتقصير في ادارة تدفق المهاجرين، ما يعرض منطقة التنقل الحر للخطر.
وقال الوزير النمسوي الجمعة "علينا منذ الان ان نبحث (الملف) مع صربيا ومقدونيا"، مطالبا ب"حل عاجل" لوقف تدفق اللاجئين.
ورد وزير خارجية مقدونيا نيكولا بوبوسكي امام الصحافيين "لا اعتقد انه ينبغي تحويلنا خط دفاع، ولكن يمكننا ان نكون حدودا حيث عمليات المراقبة فاعلة (...) نحن نقوم بذلك على حدودنا".
وذكر بان مقدونيا التي عبرها 700 الف مهاجر في 2015 تتلقى تعزيزات في عناصر الشرطة والمعدات من دول اوروبية عدة بينها المجر والنمسا.
ويطالب الاتحاد الاوروبي منذ اشهر بان تقيم اليونان مراكز تسجيل وتأكد من الهويات في جزر بحر ايجه للسماح بالتمييز بين اللاجئين والمهاجرين لاسباب اقتصادية منذ وصولهم، كون الاوروبيون يأملون بطرد المهاجرين الاقتصاديين في اسرع وقت.
وعلى رغم خلاف تاريخي بين سكوبيي واثينا، دافع بوبوسكي عن جيرانه اليونانيين.
وقال "علينا الا نقلل من اهمية الجهود التي هي ضرورية هناك. من الصعوبة بمكان الدفاع عن حدود بحرية والامر بالغ التعقيد في ظل ضغط يشكله اكثر من مليوني مهاجر موجودين في تركيا".
المانيا
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الى تحسين سبل حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي كي يتمكن من الحفاظ على نظام حرية التنقل بين الدول في المنطقة التي تشملها اتفاقية شنجن.
وتتعرض ميركل -التي فتحت حدود بلادها للسوريين الفارين من الحرب الأهلية الصيف الماضي- لضغوط متزايدة للحد من تدفق المهاجرين بعد وصول أكثر من مليون منهم إلى ألمانيا العام الماضي.
وقالت ميركل في خطابها الإسبوعي "نحتاج لحماية حدودنا الخارجية لأننا نريد الإبقاء على شنغن." وأضافت إن الإخفاق في حماية تلك الحدود سيعرض للخطر حرية تنقل الأفراد التي تمثل أساس ثروة الاتحاد. ولاحظت إن حماية الحدود الخارجية لا يسير كما ينبغي على الحدود البحرية للاتحاد في إشارة غير مباشرة لليونان التي شهدت تدفقا ضخما من المهاجرين واللاجئين القادمين إليها عبر البحر من تركيا. لكن ميركل لم تذكر اليونان أو تركيا بالاسم.
ودعت الكنيسة الكاثوليكية الالمانية الى خفض عدد اللاجئين معتبرة ان البلاد لا تستطيع "استقبال جميع المحتاجين في العالم".
وقال رئيس المجلس الاسقفي الالماني الكاردينال رينهارت ماركس، في مقابلة نشرتها صحيفة "باساور نيو برس" "بصفتنا كنيسة ايضا، نقول اننا نحتاج الى خفض عدد اللاجئين".
واضاف ان المانيا لا تستطيع "استقبال جميع المحتاجين في العالم"، موضحا ان من الضروري الا تعالج هذه المسألة بمقياس "الاحسان فقط بل بمقياس العقل ايضا".
واعرب الكاردينال ماركس بالتالي عن قلقه من تنامي الكراهية للاجانب في المانيا، في وقت يستفيد حزب "الترناتيف فور دويتشلاند" الشعبوي من ازمة اللاجئين لتثبيت خطاب لليمين المتطرف لم يكن قبل فترة طويلة واردا في المشهد السياسي الالماني.
تظاهرات
وتجمع الاف من انصار حركة بيغيدا الالمانية المناهضة للاسلام بعد ظهر السبت في دريسدن بشرق المانيا في اطار يوم اوروبي ضد المهاجرين نظم في عشر مدن تحت شعار "اوروبا القلعة الحصينة".
وحركة بيغيدا اليمينية المتطرفة او "القوميون الاوروبيون ضد اسلمة الغرب" قامت في المانيا في خريف 2014 وكانت دعت في 23 كانون الثاني الى التظاهر السبت في 14 بلدا اوروبيا.
واشتبك متظاهرون مناهضون للهجرة مع الشرطة في مدينة كاليه الفرنسية بعدما تحدوا حظرا لمسيرتهم التي تهدف الى دعم حركة بيغيدا المعادية للمسلمين.
واصبحت كاليه في قلب ازمة اللاجئين في اوروبا حيث يعيش نحو 3700 مهاجر ولاجئ في مخيم على مشارف المدينة يطلق عليه اسم "الغابة"، على امل ان يتمكنوا من العبور في شكل غير شرعي الى بريطانيا في شاحنات او قطارات.
والسبت، وفي محاولة نادرة نسبيا للمهاجرين للوصول الى انكلترا بحرا، تم انقاذ اربعة مهاجرين من قارب كان يغرق في القنال الانكليزي بعد ان تمكن مهاجر خامس من الوصول الى الشاطئ وابلاغ اجهزة الانقاذ.
ضغوط على تركيا
وتعمل فرنسا والمانيا على زيادة الضغوط على تركيا لمكافحة شبكات المهربين وتغيير سياسة التاشيرات والحد من تدفق المهاجرين عبر اراضيها الى اوروبا التي تشهد اهم ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية تكاد تزعزع الاستقرار فيها.
ودعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الجمعة في انقرة التي وصلها قادما من اثينا الى تعزيز الشراكة بين أوروبا وتركيا لمكافحة شبكات المهربين والتحكم بشكل افضل بتدفق المهاجرين.
وكان كازنوف وصل صباح الجمعة الى اثينا مع نظيره الالماني توماس دي ميزيير حاملين رسالة اوروبية مغزاها ان "اتفاق شنغن بات في خطر" ما لم يتم الاتفاق على الوسائل الكفيلة بضبط حدود القارة العجوز، خصوصا في مراكز الاستقبال والعبور "الهوتسبوتس" التي تعجز عن القيام بعملها بالشكل المناسب.
التزامات
والى اللاجئين الاتين من سوريا يتدفق الى تركيا ايضا الكثير من المهاجرين القادمين من افغانستان والسودان وباكستان وبلدان المغرب العربي، وهي دول يستطيع مواطنوها الدخول الى تركيا من دون تآشيرات دخول.
وكان كازنوف قال الخميس خلال زيارة قام بها الى جزيرة ليسبوس اليونانية القريبة جدا من الشواطىء التركية "لا بد لتركيا من ان تجعل سياستها في مجال التأشيرات متطابقة مع سياسة اوروبا والا فان تدفق اللاجئين لن يتوقف".
وستكون ازمة المهاجرين على طاولة المحادثات مساء الاحد في ستراسبور بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وميركل ورئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم