السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

‏"متل القمر": لا متل لبنان... ولا المكسيك كمان!‏

المصدر: دليل النهار
يوليوس هاشم
‏"متل القمر": لا متل لبنان... ولا المكسيك كمان!‏
‏"متل القمر": لا متل لبنان... ولا المكسيك كمان!‏
A+ A-

في وقت يبحث المشاهد اللبناني عن أعمال تشبهه أكثر في الدراما، وفي وقت يفتّش عن مسلسلات تنقل ‏واقعه، وينزعج من تلك التي تُظهر أنّ مجتمعنا هو مجتمع قصور وفلل فخمة، يطلّ عبر شاشة الـ"أم تي في" ‏مسلسل لبناني - مكسيكي، أو مكسيكي ملبنن، عنوانه "متل القمر".‏


العمل المأخوذ عن المسلسل المكسيكي "ماريمار" هو نسخة غير مطابقة للأصل - وغير مطابقة للمواصفات ‏‏- حوّلته داليا الحداد إلى تركيبة غريبة، لا تشبه سكّان المكسيك، ولا تقترب من أهل لبنان! الحوارات مكرّرة، ‏منطق الشخصيات مفقود، الحوادث مركّبة تركيباً... وعسى ألّا يجيبنا أحدٌ: هكذا كان المسلسل المكسيكي!‏


أسئلة كثيرة تطرح نفسها، لكن لا نعرف إلى مَن يجب توجيهها بالضبط، إلى الكاتبة أم إلى المخرج نبيل لبّس ‏أم إلى الممثلين، أم إلى الجميع معاً! لماذا تظهر قمر من خلال شخصيةٍ أشبه بمَن يعاني تخلّفاً عقلياً؟ هل هي ‏بسيطة أم غبية، بريئة أم طفلة في الخامسة من عمرها، فقيرة أم كانت تعيش في الغابة؟! أما كان الأجدر، بدل ‏التلهّي بأنّها لا تجيد تناول الطعام وتأكل الحلوى بيدها، أن يغوص النَص مثلاً في مفعول القبلة عند فتاةٍ تعيش ‏أحاسيس جديدة فلا تمرّ كل تلك القبلات كأنّ قمر "مِتعوِّدة"؟ ‏


نبيل لبّس الذي توقّعنا منه الكثير لم يضف لمسات مميّزة إلى العمل، بل وقع في ثغر كثيرة، معظمها بغية ‏إظهار جمال قمر و... كتفها! لا نعرف ظروف التصوير وظروف الإنتاج، لكن لم يعد في الإمكان التغاضي ‏عن النتيجة النهائية تحت حجّة "ما معنا وقت!".‏
على صعيد التمثيل، تنضمّ ستيفاني صليبا إلى لائحة المقدّمات - الممثلات، وخصوصاً بعدما يبدو أن الأمر ‏بات رسمياً: "طريق التمثيل تمرّ بالتقديم"، بشكلٍ خاص عبر شاشة "أم تي في" تليها شاشة "المستقبل". لا ‏داعي للقول إنّ صليبا لم تنجح في هذا الدور، على رغم "الدروس" التمثيلية التي تقول إنّها تعلّمتها. الطرف ‏الثاني في الثنائي "صليبا"، أي وسام صليبا، لم يصل بعد، هو أيضاً، إلى مرحلة السيطرة على طريقة كلامه ‏وأدائه، فما زال "يسمّع" دوره "كرجاً"، وما زالت تعابيره غير مضبوطة وغير مقنعة معظم الوقت، لكنّ ‏اللافت أنّ حضوره محبّب لدى فئة كبيرة من الجمهور، وخصوصاً الفتيات. الكبار جهاد الأطرش، عمر ‏ميقاتي ووفاء طربيه لا يملكون بين أيديهم نصّاً يسمح لهم بإظهار موهبتهم الكبيرة.‏


‏"متل القمر" هو خطوة كان من الأفضل التأنّي أكثر قبل اتخاذها، فما نجح من 12 سنة ليس بالضرورة أن ‏ينجح اليوم. ثمّ السؤال الأهم: لماذا الحاجة إلى نسخ مسلسلات قديمة في حين أنّ مجتمعنا يقدّم إلينا، على طبق ‏سحري، أفكاراً لا تحصى تصلح لأن تملأ عشرات الأعمال؟!‏


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم