الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

عملية برية سعودية قريباً في سوريا؟

أسرار شبارو
أسرار شبارو
عملية برية سعودية قريباً في سوريا؟
عملية برية سعودية قريباً في سوريا؟
A+ A-

المملكة العربية السعودية مستعدة للمشاركة في أي عملية عسكرية برية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية... و"تركيا  تستعد للتدخل عسكريا" في سوريا. خبران تصدّرا مشهد الأحداث، الأول أعلنه مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري، والثاني اتهام أطلقه المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف.
ففور إعلان المبعوث الأممي ستيفان دو مستورا تعليق محادثات "جنيف 3"، ومع استمرار روسيا في تطبيق سياسة "الأرض المحروقة" وفق ما يقول المعارضون السوريون، خصوصاً بعد تقدّم النظام أخيرًا في حلب، اجتمع المجتمع الدولي على ادانة القصف الروسي وتحميل النظام المسؤولية عن فشل المفاوضات، فيما اتخذت السعودية وتركيا سياسة التصعيد، فلوّحت الاولى بإمكان التدخل برياً في سوريا لمواجهة "داعش"، فيما احتد مضمون تصريحات الثانية، خصوصاً بعدما اتهمتها موسكو بالاعداد "لغزو #سوريا برياً"، فردت بأن هذا السيناريو مجرد تخيّلات.
وكان هذا التصعيد متوقعاً بالنسبة إلى المراقبين بعد عرقلة عملية المفاوضات على وقع التقدم الميداني للنظام وحلفائه برعاية سلاح الجو الروسي، وادارة الظهر لمطالبة المعارضة بوقف القصف والالتزام بالقرارات الدولية. وبدأت التساؤلات: هل تفعلها #السعودية وتدخل برياً إلى سوريا، وما صحة الاتهام الروسي في شأن تركيا؟



لماذا الآن؟
ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش السعودي في حروب عربية، فقد شارك في حرب فلسطين عام 1948 ، ثم في الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956، وفي الدفاع عن الاردن وسوريا في حرب 1967، وعندما هدّد عبد الكريم قاسم باحتلال الكويت في ستينات القرن كان الجيش السعودي اول المتواجدين في الكويت للدفاع عنها، ثم شارك بعد اتفاق الطائف في قوات السلام في لبنان، وفي تحرير الكويت عام 1991 ويشارك اليوم في اليمن. أما فكرة التدخل البري الآن لمحاربة "تنظيم داعش" فقد طرحتها بحسب المحلل السياسي السعودي خالد باطرفي "الولايات المتحدة منذ فترة، ورحبت بها المملكة السعودية، فأعلن وزير الخارجية خالد الجبير موافقته عليها، وان ما جاء على لسان عسيري أكد  ما سبق التفاهم عليه، وربما لأنها باتت جاهزة أكثر بعد دراسة الأمر".
ورغم أنهار الدماء التي سالت على أرض الشام، لم نشهد تدخلاً عربيًّا بريًّا ضد النظام، لماذا اذا قد يتخذ هذا القرار الآن، أجاب باطرفي "غير واضح الى الآن ان كان التدخل البري سيكون في سوريا أو العراق، الفكرة هي محاربة تنظيم الدول الاسلامية، لكن غالب الظن سيكون الامر في سوريا وبالتعاون مع تركيا، كون اي دخول سيكون عبر أراضيها". ولفت إلى أن "النظام السوري وايران وروسيا وحزب الله مجموعة واحدة، وجميعهم أعداء للشعب السوري، وأي ضرب لأي طرف منها هو ضرب للآخرين بطريقة غير مباشرة، والدليل على ذلك أن روسيا والنظام لم يفكرا يوماً بضرب داعش".



مماحكة سياسية-عسكرية
في الوقت الذي اعلن فيه عسيري قرار الموافقة على المشاركة البرّية، وجّهت روسيا اتهامها استنادا إلى "معلومات هامة" كما قالت الى تركيا أنها تقوم بالتحضير لتدخّل عسكري في الاراضي السورية، وهذا ما اعتبره باطرفي "مماحكة سياسية وباتت عسكرية بين البلدين" فكل ما في الامر أن "ما تقوم به روسيا تتهم به الآخرين، فأمام كل العالم زادت نسبة قصفها للمناطق المدنية السورية خلال اول يوم من المفاوضات في جنيف، وقد كان ذلك سببًا من اسباب تعطيلها، وتحييد النظر عما فعلته فقامت باتهام تركيا". وذكر بدخول طائرة روسية قبل أيام المجال الجوي التركي الذي يعتبر كذلك المجال الجوي للناتو، فاحتجت تركيا من دون أن تسقط الطائرة، وقد أكّدت أميركا وحلف الناتو صحّة ادعائها، وفي محاولة لتحويل الأنظار أنكرت روسيا ذلك ووجهت هذه الاتهامات الى تركيا".



خطة مجمّدة
لكن خطة التدخل العسكري التركي في سوريا موجودة بحسب المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز، الذي قال في اتصال مع "النهار" ان "تركيا وضعت خطة للتدخل العسكري لإقامة منطقة آمنة في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش بين جرابلس ومدينة أعزاز، لتطهيرها وتخصيصها لنازحي المعارضة، وذلك بمشاركة عربية وموافقة الولايات المتحدة. وتفيد التقارير أن روسيا وافقت على هذه الخطة، لكن التوتر بين البلدين بعد تدخل روسيا في سوريا وإسقاط تركيا طائرة روسية، وتقدم النظام في تلك المناطق، يجعل من تطبيق هذه الخطة أمراً صعباّ فتركيا لن تتحرك من جانب واحد".
"الخطة العسكرية وُضعت بناءً على عدة سيناريوهات، الأول غطاء جوي تركي-أميركي لقوات سورية برية معارضة، وخطة أخرى لتدخل بري تركي، لكن اختلاف الأولويات بين تركيا التي تريد حلّ القضية السورية من جذورها وأميركا التي تضع محاربة داعش في خانة الأولويات" أدى بحسب يلماز الى "تأخير تنفيذ الخطة، التي لو طبّقت لأدت إلى وقف تقدّم النظام وتنظيمات الفصائل الكردية في تلك المناطق مع فرض حظر يحول دون تمكن الروس من قصفها".



الطرح جدي
اذا كانت السعودية ستساهم  في إطلاق عملية برّية بحسب ما قال العسيري، فإن على "محور الشر" كما قال باطرفي "أن يحذر، لأن الاستمرار في افشال الحلول السلمية سيؤدي الى اعتبار المجتمع الدولي أن الحل العسكري هو الحل النهائي، وأنا اعتبر ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، والحلول العسكرية تفرض على الارض ما يمكن أن يبني عليه السياسيون. وصل السيل الزبى، والمجتمع الدولي بدأ يفكر بالتدخل الآن برياً بقوة، بعد أن تدخل جويًّا لحل مشكلة الارهاب في سوريا، وهذا لن يكون لصالح النظام، لأنه هو من أنشأ الارهاب ويرعاه"، وختم بأن "التحضير لعملية برية يأخذ وقتاً، لكن النية موجودة وطالما تم الاعلان عنها ربما نرى تطبيقها خلال الأشهر القادمة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم