الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

اللاجئون السوريون ضحايا عواصف الحرب والطبيعة... يبحثون عن الدفء

المصدر: النهار
اسرار شبارو
اللاجئون السوريون ضحايا عواصف الحرب والطبيعة... يبحثون عن الدفء
اللاجئون السوريون ضحايا عواصف الحرب والطبيعة... يبحثون عن الدفء
A+ A-

كل ما يحلم به حذاء يقي قدميه برد الشتاء بعد أن تجمدت أصابعه من الثلوج منذ أن حكم عليه باللجوء، "عارياً" داخل خيمة هشّة يواجه قدره مع والدته بعد ان اعتقل النظام السوري والده، هو عمران عمار ابن الخمس سنوات الذي يكاد حاله يعرّي الانسانية جمعاء.


كتب على عمران ألا يسكن في منزل من جدران، بل تحت قطعة قماش في مخيم البراء بعرسال، فمنذ ان هربت والدته به من لهيب الحرب السورية وهو يكتوي صقيعاً كل فصل شتاء، أمه التي يفيض نهر عذاباتها من قلة التدفئة والغذاء شرحت لـ"النهار" بعضاً من المآسي التي يعيشانها، "ماذا أقول عن قدر غرز سكينه في قلبي فحرمني من زوجي قبل ان يرى وحيده، لأجد نفسي لاجئة وسط مخيم في اعالي الجبال، الهواء يلفحنا يميناً وشمالاً، وأرضية خيمتنا مبللة بالماء، لا مساعدات غذائية تكفي ولا كهرباء وبطاقة المازوت التي نحصل عليها لا تكفينا"، وأضافت "عمران يعاني من الروماتيزم وهو يحتاج للتدفئة لكن كيف اؤمنها له؟ فأدنى مقومات العيش الكريم التي تليق بإنسانبات يفصلنا عنها رحمة عالم يغمض عينيه".


استعدادات "أممية"


1400 مخيم عشوائي منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، يعاني أهلها منغدر الزمن، وبعد ان توقف لبنان عن استقبال سوريين بصفة #لاجئين منذ مطلع 2015، انخفض عددهم الى أكثر من 100 ألف منذ تموزالماضي بحسب ما أكدته في وقت سابق ممثلة المفوضية العليا للاجئين التابعةللأمم المتحدة في لبنان، ميراي جيرار، ومن جانبها قالت المتحدثة بإسم المفوضية دانا سليمان لـ"النهار": "المفوضية والمنظمات الشريكة تقدر أن 195,000 أسرة سورية (975,000 شخص) سيعانون جرّاء فصل الشتاء هذا العاموسيحتاجون إلى المساعدة، كما أن المعاناة تطال أيضاً العائلات اللبنانيةالفقيرة، لذلك ضاعفت المفوضية عدد الأشخاص الذين يتلقون الدعم لفصلالشتاء بسبب الضعف المتزايد بين السكان النازحين، حيث ستحصل أكثر من151,000 أسرة (750,000 شخص) على هبات شتوية على مدى أربعة أشهرمتتالية ابتدأت من شهر تشرين الثاني الماضي، وسيسمح ذلك للنازحين بشراء بعض ما يحتاجونه كوقود التدفئة"، وأضافت ان "المفوضيةوالمنظمات الشريكة تقوم كذلك بتوزيع المساعدات على 100,000 أسرة لبنانيةوسورية (500,000 شخص)، بما في ذلك مجموعات مستلزمات لتجهيزالمساكن لمواجهة العوامل المناخية ومواد للعزل ومواقد وبطانيات وملابس شتويةووقود للمدارس"، كما تحدثت سليمان عن "برنامج المفوضية للتبرع عبرالإنترنت والهدف منه السماح للسكان بمساعدة ودعم الأشخاص المحتاجينوضمان حصولهم على الدفء".


أبرز اولويات الامم المتحدة هي ضمان تجهيز العائلات الأكثر عرضة للخطربكل ما يلزم لمواجهة العواصف الشديدة لكن بحسب سليمان" دخول الأزمةالسورية عامها الخامس، جعل الفجوة تتسع بين الاحتياجات الإنسانيةوالتمويل المتاح. لذلك نحن بحاجة إلى كل دعم ممكن".


وجع مخيمات البقاع


أكثر المخيمات المتضررة هي الموجودة في المناطق المرتفعة حيث تتدنى درجات الحرارة وتتساقط الثلوج، لذلك تركز جمعية "الاغاثة الاسلامية حول العالم" ومكتبها الاساسي في لندن والتي تطال مساعداتها اللبنانيين واللاجئين على حد سواء على مخيمات البقاع ولاسيما البقاع الشمالي نظراً للظروف المناخية الصعبة التي يمر بها اللاجئون"، وعن ذلك شرح مدير مكتب بيروت عبدالكريمعنداني لـ"النهار" أن " الاغاثة الاسلامية تتدخل حاليا في ظل الظروفالصعبة للاجئين والمواطنين في المناطق اللبنانية كافة، في البقاع الشماليوالأوسط والغربي-عكار وطرابلس،جبل لبنان، الجنوب، بيروت بالتعاون معجمعيات محلية مع الاشارة الى أننا سنركز الآن على المخيمات الموجودة في البقاع".


ما يحتاجه اللاجئون بشدة في هذه الفترة هو مادة الفيول والمواد الغذائية، اذ قد يملكون فرشات وصوبيات من السنوات الماضية وبحسب عنداني" لديناحاليا 6 مشاريع لأزمة الشتاء، سيتم من خلالها توزيع فرش، لحف،مخدات،صوبيات، أغطية بلاستيكية،حصص غذائية، مازوت، ملابس شتويةلكافة الاعمار"، واستطرد: " نوزع الآن 8500 غالون مازوت، 8000 حرام، 4000 حصة غذائية، وهناك 5190 مستفيد، كما يوجد المزيد من الكميات"، ولفت "لدينا عيادة طبية نقالة بين جبل لبنان والجنوب للتدخلات الصحية تزور 20 مجمعاً ، ومبنى لغسيل الكلى يتم تجهيزه في الشمال".


مخيمات عرسال تئن


لم يكن هناك أية تجهيزات من قبل منظمات أو جمعيات في مخيمات عرسال بل التجهيزات للعاصفة الحالية كانت على مستوى شخصي، بحسب المدير التنفيذي لمؤسسة "شام الأنصار" في عرسال حسين عمار، الذي شرح لـ"النهار": "كان من المفترض تشكيل لجان طوارئ ومؤسسات تعمل على الموضوع لكن للأسف هذا الأمر غائب كلياً، بعض الجمعيات والحملات وزعت مازوت بكميات قليلة ما بين 20 الى 40 ليترا للعائلة، ولم تغط كافة مخيمات عرسال المئة والعشرين، هذه الكمية لا تكفي لأكثر من يومين أو ثلاثة في ظل البرد الشديد، ففي مخيم رأس السن مثلا يستحيل ان تطفأ المدفأة فالمنطقة مرتفعة ولا ترتفع درجة الحرارة فيها عن الصفر"، ولفت الى وجود "مشروع لتركيب عوازل للحرارة من قبل الهلال الاحمر القطري يتم تنفيذه وقد غطى بعض الخيم إلى الآن".


الأمم المتحدة لديها قوائم تضم أعداداً كبيرة من المفصولين من المساعدات، السبب يحسب عمار"خلفيات سرية ترفض الامم المتحدة الكشف عنها فعند استفسارنا عن الامر كان الجواب لا يمكن فضح الاسباب، ما يعني انهم لا يستطيعون الحصول على اي نوع من المساعدات"، واضاف" لا بل لم تنفذ الأمم المتحدة أي مشروع في عرسال وآخر مشروع لها بالتعاون مع اليونيسف كان توزيع البسة شتوية على الأطفال اللاجئين مطلع هذا العام. كما قدمت بطاقات تدفئة كل واحدة منها بمئة دولار لكل عائلة ما يعني ان العائلة تحصل على 400 ليتر مازوت طوال فصل الشتاء، بطاقة التغذية للفرد الواحد تبلغ 21 دولارا اميركيا في الشهر ويجب ان تكفي العائلة لتسديد ايجار الخيمة والكهرباء وغيرها من الحاجيات"، واستطرد بأن "قاطني اكثر من 40 مخيما يدفعون ايجارات الخيم التي تتراوح ما بين 20 الى 30 دولارا للهيمة الواحدة، و7 دولار بدل كهرباء لواحد امبير فقط"، وعن الخدمات الطبية قال" يوجد ثلاثة مراكز طبية لكن لا تتوفر فيها كل الادوية بالاضافة الى مستشفيين للعمليات الجراحية الخفيفة".


تحضيرات الشمال غير كافية


في المقابل، أكد الشيخ لقمان خضر رئيس "ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان " وجود تحضيرات للعاصفة الثلجية في مخيمات الشمال البالغ عددها نحو 40 مخيما اكبرها في الريحانية يضم نحو 300 عائلة، لكن" لم تكن كافية كون الامكانيات قليلة، اضف الى ان دور الامم المتحدة ليس كبيرا،اجراءاتها تأخذ وقتا، وقد وزعت مازوت وحصص غذائية ونحن نركز على المفصولين منها. ونواجه مشكلة كبيرة في المناطق المرتفعة كجرد عكار اكروم، وادي خالد، عكار العتيقة، حيث قطعت الطرقات بالثلوج فبات الوضع الانساني صعبا لاسيما مع نقص المازوت والمواد الغذائية"، واضاف" يجب الا ننسى ان الوحول اجتاحت مخيمات الساحل، والآن نعمل على تأمين المازوت والالبسة الشتوية للأطفال بالاضافة للحصص الغذائية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم