الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

MTV تؤدِّب "الجديد": حرب المحطات

فاطمة عبدالله
MTV تؤدِّب "الجديد": حرب المحطات
MTV تؤدِّب "الجديد": حرب المحطات
A+ A-

تفرّدت "ام تي في" بنقل المشهد من مكان إطلاق عسكر الوطن، واستمرّت تكرّر أنّ ما فعله حسين خريس لم يفعله أحد (باستثناء "الجزيرة" طبعاً). ابتهجت المحطة للسبق الصحافي وتلهّت بالردّ على "الجديد" التي نقلت عنها ثم هاجمتها.


تفرّغت المحطات لنقل هلوسات سياسيين راقهم الهرع إلى ساحة رياض الصلح حيث خيم الانتظار المتعب، ليسجّلوا، كما العادة، مواقف فارغة. حفل عرض ساذج ملأ الشاشات، وتبارى المراسلون في التقاط نواب ومسؤولين يتقنون المزايدات حين يُفتَرض أن يتفضّلوا بالصمت. التغطية حاجة، وإلا اتُهم الإعلام بتهميش الحدث، وإنما التلفزيون اللبناني لا ينفكّ يبدو متصابياً أمام لحظات الوطن. مدّعو التحليل السياسي هبطوا وغزوا المسرح. تستميت عليهم الشاشات ككنوز ضائعة يعثر عليها المرء فجأة. يحقّ لـ"أم تي في" الابتهاج بسحق حسين خريس القنوات الأخرى، والتمتّع بحصرية المشهد حتى آخر نَفَس. ويحقّ لها الإفادة مما تثمره العلاقات الطيّبة للمراسل مع أطراف الحدث، بيد أنّ الهواء تحوّل فجأة جبهة. جيسيكا عازار من الستوديو تضع لـ"الجديد" حداً وتسمّيها بالاسم وتُكمل بوصف بعض السلوك بـ"السخافة" كمحاولة لتغطية "فشلهم في التغطية". كيف تهمّ بالنقل عنها واستعارة حصرية الجهود، ثم تصبّ النقد والملاحظات والتُهم؟ كأنّ الشاشات لا تجيد أحياناً سوى التربّص والهجمة. تنقل إلينا فرح عائلات أمضت الأيام والليالي بعيون تدمع، وتنقل أيضاً جرح مَن استُشهد له ابن وغصّة مَن عاد أبناء الوطن وابنه في الغياب والحسرة. فلماذا تُلطّخ لحظات سامية بحرب المحطات وهي في حال تناتُش؟ ولماذا ثمة دائماً أفضلية للخواء على العِبر؟ فليجبنا أحد. لا أحد.
يحترق القلب على عائلات بكت أمس لأنّ الجميع عاد وروح العُمر في مكان آخر. وعلى أمّ تمنّت لو تستعيد ابناً من إرهاب "داعش". يمكن الإعلام نقل أفراح الخيمة والرقص والدبكة، ويمكنه الارتقاء بنُبل دمع الأمومة. أما تقرير "ام تي في" انتقاما من مريم البسام (وإن أخطأت)، فالأرقى بالمرء ألا يُعلّق عليه.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم