السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"شتوية قاسية" للارا حتّي: واقع المرأة في المجتمعات الذكورية

المصدر: دليل النهار
يوليوس هاشم
"شتوية قاسية" للارا حتّي: واقع المرأة في المجتمعات الذكورية
"شتوية قاسية" للارا حتّي: واقع المرأة في المجتمعات الذكورية
A+ A-

نصوص الدكتور شكيب خوري تحمل الكثير من الأبعاد، ومجرّد أن يُقدِم على تكليف لارا حتّي مهمة الإخراج يُعتَبَر عملية ثقة كبيرة تسلّط الأضواء على موهبة لارا ورؤيتها. "شتوية قاسية" هو عنوان المسرحية الجديدة التي كتبها خوري وتُخرجها حتّي، وتُعرض على خشبة مسرح دوّار الشمس في 3 و4 و5 و6 كانون الأول، الثامنة والنصف مساء.
لارا حتّي تحمل ديبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية، وماجيستير في الفنون المسرحية من جامعة الروح القدس في الكسليك. بدأت خبرتها المهنية عام 1991 في لبنان فشاركت في أعمال لمروان نجّار وسامي خيّاط وغيرهما. طوال 11 سنة اكتسبت خبرةً كبيرة في لبنان، ثمّ سافرت إلى قطر، فتعاونت مع وزارة الثقافة القطرية على مدى سبع سنوات فشاركت في مسرحيات ثقافية عديدة تمثيلياً أو مساعدة مخرج أو مديرة حركة. عادت إلى لبنان، وصارت أستاذة في كلّية الفنون في الجامعة اللبنانية، الفرع الثاني.
حين كانت تحصّل شهادة الماجيستير من جامعة الروح القدس في الكسليك كان الدكتور شكيب أستاذها، ومنذ ذلك الحين لفتت نظره باجتهادها وجدّيتها. عرض عليها أن تلعب دور البطولة في مونودراما كتبها تحت عنوان "شتوية قاسية"، على أن يكون هو المخرج. "لم أفكّر طويلاً بالموضوع، وافقتُ على الفور، فأنا أتلقّى عرضاً من الدكتور شكيب شخصياً!".
إقترح خوري بعد فترة إدخال كورس إلى المسرحية، ثمّ ارتأى أن يصبح الكورس مُشاركاً في التمثيل، فلم يعد العمل مونودراما وتحوّل مسرحية من خمس ممثلات.
بعد ثلاثة أسابيع من التمارين بإدارته، عَرَض شكيب خوري على لارا أن تتولّى هي الإخراج. "تفاجأتُ، فرحتُ وترددتُ في الوقت نفسه، فكيف أتولّى أنا إخراج مسرحية بدأ الدكتور شكيب بإخراجها؟ قال إنّه يريد أن يهديني هذا العمل كي تكون فرصة لي. حين رآني مترددة، قال لي: إذا ما أخدتيها إنتِ، رح أعطيها لِ حدا تاني! عندها قلت: إذا هيك، أنا أكيد بتشرّف كون المخرجة".
تسع لوحات في المسرحية يربطها موضوع واحد: واقع المرأة في المجتمعات الذكورية وما تعانيه من ظلمٍ إجتماعي وقسوة. ومن خلال هذه اللوحات يسلّط النص الضوء أيضاً على واقعٍ إجتماعي وعقائدي وديني...
المسرحية تنتمي إلى المسرح الثقافي، لا التجاري، "إنّه المسرح من أجل المسرح". وهنا نسأل: لكن هل ما زال لهذا النوع جمهور؟ تجيب لارا: "نعم، جمهوره هم النخبة والمثقفون، وما زال عددهم مقبولاً، أضف إلى جمهور المهرجانات المسرحية".
أما كنتِ تتمنّين لو كان عملكِ الإخراجي الأول جماهيرياً، فيعرفك الجمهور العريض؟ "في الواقع أريد من خلال عملي الإخراجي الأول أن أواجه تحدّياً كبيراً، وهو أن أقرّب المسرح الثقافي من الجمهور العريض، وأن أُبعِد الملل عن المشاهدين. على رغم العمق الفكري والأفكار الفلسفية الوجدانية الخيالية التعبيرية التي يعبق بها نصّ الدكتور شكيب، سيشعر الناس بأنّ المسرحية قريبة منهم. حافظتُ على المضمون الذهني وأضفتُ إليه طابعاً ممتعاً من خلال التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والإضاءة والصوت".
المسرحية من بطولة لارا حتّي، بالإضافة إلى عبير صيّاح، ناتاشا رزق، مايا الشريف وإيليسا عقيقي. "عبير ومايا وإيليسا هنّ طالباتي، يدرسن المسرح في السنة الثالثة في الجامعة اللبنانية، الفرع الثاني. ناتاشا تحمل ديبلوم في المرئي-المسموع من جامعة الكسليك". يطلّ أيضاً، من خلال الشاشة في المشاهد السينمائية التي تضمّها المسرحية، رامي أبي خليل الذي يدرس المسرح في الجامعة اللبنانية، في السنة الثالثة.
"شتوية قاسية" نأمل أن تكون جسر عبور بين المسرح الجماهيري والمسرح الثقافي، فيتابع الجمهور اللبناني عودته إلى الثقافة المسرحية التي كادت تختفي تحت الرماد، رماد جمر الأركيلة!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم