الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"النهار" على خط "اللاين"... بالقرب من مقرات "داعش"

المصدر: "النهار"
سامراء – فاضل النشمي
"النهار" على خط "اللاين"... بالقرب من مقرات "داعش"
"النهار" على خط "اللاين"... بالقرب من مقرات "داعش"
A+ A-

تسيطر "سرايا السلام" التابعة لـ"تيار الصدر" على منطقة شاسعة في محافظة صلاح الدين، تقدر بنحو 65 كلم2، وسبق ان اخضعها تنظيم "داعش" لسيطرته. ومع ان اسم السرايا مدرج في لائحة القوات المقاتلة في هيئة الحشد الشعبي الرسمي التي تضم اكثر من 100 جماعة مقاتلة، فان حجم الاراضي التي تسيطر عليها، اضافة الى نقاط انتشار قواتها في معظم بلدات صلاح الدين ومناطقها، خصوصا في سامراء، يكشف عن انها واحدة من اهم الفصائل المقاتلة لـ"داعش" واكبرها.


ورغم ذلك، يشكو بعض اعضائها من معاملة "غير عادلة" من هيئة الحشد الشعبي، اذ لا يسمح للسرايا سوى بادراج 6 آلاف مقاتل ضمن اعداد الهيئة، بينما لديها 15 الفا على الاقل. ويرى هذا البعض ان عدم الثقة والاعداد "الوهمية" التي يقدمها بعض الجهات الى هيئة الحشد تنعكس على الفصائل "الصادقة التي تقدم ارقاما حقيقة لمقاتليها"، كـ"السرايا".


واللافت ان غالبية مقاتليها يحصلون على اسلحتهم بأموالهم الخاصة. واذا لم يتمكنوا من شراء اسلحتهم من الاسواق المحلية- ويصل سعر القطعة الواحدة الى 2500 دولار اميركي- فان فرص مشاركتهم في المعارك ضعيفة جدا، علما ان الدولة لا تؤمن الا بالذخائر.


عند "خط اللاين" الفاصل بين "السرايا" و"داعش" في محافظة صلاح الدين، يمكن مشاهدة مقرات "داعش" بالعين المجردة. وهناك حاورت "النهار" المتحدث باسم "السرايا" الشيخ صفاء التميمي.



(الشيخ صفاء التميمي)




*ما اهمية "خط اللاين"؟
-انه بغاية الاهمية في الحرب ضد "داعش". فهو انبوب ناقل للنفط الخام، ويبدأ من محافظة ديالى شرقا، ويمر بمنطقة النباعي (20 كم) شمال بغداد، ثم يتجه شمالا ليمر بمنطقة الاسحاقي وجزيرة سامراء، وينتهي بمصفى بيجي شمال صلاح الدين. وتكمن اهميته في انه يمتد بين الانبار وصحراء الموصل. وكانت عصابات "داعش" تنطلق منه لتشن هجمات على صلاح الدين او الانبار. وقد اقامت عليه منصات لسحب النفط وتهريبه. وشكل لها ايضا منفذا للهرب والتحصن، بسبب سدتيه الترابيتين. السيطرة عليه يعني تأمين حماية سامراء المقدسة وإبعادها عن مرمى نيران "داعش".


 


*ما طبيعة العلاقة بين السرايا والاهالي في صلاح الدين؟
-العلاقة جيدة، والاهالي يتعاونون معنا. بعضهم طلب ان يحمل السلاح للقتال ضد "داعش". 80% منهم مستعدون للقتال، ولدينا ثقة بهم. لكن لا نطلب منهم القتال معنا. كل ما نريده هو ان يساعدونا في كشف المتعاونين مع "داعش". "السرايا" اتت للحفاظ على ارواح الناس. بعد تحرير مناطق واسعة من سامراء، توجهنا الى العوائل، واجتمعنا بشيوخ العشائر، ووفرنا لهم ما يحتاجون اليه، بحسب امكاناتنا، وامنّا لهم الامان، وقلنا لهم اننا نحارب فقط كل من يحمل السلاح.



(مقاتل من سرايا السلام عند خط اللاين)


 


*ماذا عن العلاقة بين "السرايا" وبقية الفصائل المقاتلة؟
-لدينا تنسيق مع بقية الفصائل. يعتقد بعضهم ان المناكفات السياسية بين بغداد وفصائل الحشد لها اثر في ساحات القتال. لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، ولدينا تنسيق مع الجميع. في منطقة آمرلي، على سبيل المثال، هناك فصائل كثيرة. لكننا نجحنا في تنسيق عملنا. صحيح ان لكل فصيل قاطعا محددا لعملياته، لكننا ننسق عملنا. ربما حصلت بعض المشاكل، لكن لدى "السرايا" قرارات تنظيمية، الى جانب الحكم الشرعي، بما يتيح لها ضبط ايقاع مقاتليها وحركتهم وسلوكهم. في مناطق الصراع، نسعى دائما الى تقديم صورة جديدة، غير الصورة المؤسفة لـ"سرقة الثلاجات"، والتي شاعت بعد عملية تحرير تكريت.


 


*ماذا عن طبيعة العلاقة بين "السرايا" وهيئة الحشد الشعبي؟
-كل معركة تحتاج الى ادامة زخم العمليات. واجهنا مسألة التمويل من بداية تأسيس هيئة الحشد. وكانت لنا مناقشات، وحاولنا خلالها ايصال فكرة صحيحة عن حجم "السرايا" واعداد مقاتليها. في تحرير مدينة آمرلي، خصصنا 1150 مقاتلا، وكان جهدنا واضحا في تحريرها. خلال 70 يوما، لم تتمكن بقية الفصائل من التقدم هناك. لكن "السرايا" حررتها خلال أسبوع تقريبا. ثمة مشاكل، لكننا لا نصرح بكل ما نعرف. الظروف حساسة، ولدينا محددات لا تحتمل مزيدا من التصعيد. فتحنا باب التبرع امام العراقيين، ونمول انفسنا احيانا من تلك التبرعات. المشكلة ان هيئة الحشد واجهت مشكلة كبيرة مع بقية الفصائل على صعيد العدد. واستطيع القول ان هناك نوعا من "انعدام الثقة"، وقد انعكس على العلاقة بـ"السرايا". على سبيل المثال، لدى بعض الفصائل الف متطوع، لكنه يسجل 5 آلاف. في المقابل، لدى "السرايا" آلاف المتطوعين، ولا يعطى لهم سوى القليل. المسألة عكسية. لدينا موارد، والموظف لدينا لا يعطى راتبا.



(مقاتل من سرايا السلام على الجبهة)


 


*لدى "السرايا" امكانات قتالية كبيرة. لكن الملاحظ انها لا تزال تقف عند "خط اللاين" الذي يفصل كيلومترا واحدا او كيلومترين عن "داعش"؟
-هناك ارتباط بين المؤسسة العسكرية والحشد، وننسق مع طيران الجيش، وفقا لنظام اداري محدد. هناك مسافة كبيرة بعد "اللاين"، تصل الى نحو 30 كيلومترا، وتربط ببحيرة الثرثاء في الانبار. الامر يحتاج الى جهود واعداد كبيرة من المقاتلين. نلتزم رقما محددا من المتطوعين هو 6 آلاف. ومع ذلك، نتحكم اليوم بحوالى 65 كيلومترا من الاراضي في محافظة صلاح الدين، تبدأ من طريق النباعي، مرورا بقضاء سامراء، حيث مرقد الامامين، وصولا غربا الى "خط اللاين". طلبنا من الحكومة وهيئة الحشد ان يسمحا لنا بزيادة عدد مقاتلينا. ولم يصلنا الرد حتى اليوم. الملاحظ ان انخفاض اسعار النفط والازمة المالية تتسبب ايضا بمشاكل للحشد الشعبي. ومع ذلك، ننسق مع الجميع، خصوصا طيران الجيش.


 


*كيف تقرأ مستقبل الصراع مع "داعش"؟ ولماذا ينجح في احداث تغييرات عسكرية في بعض المناطق، ويوقع خسائر في صفوف الجيش وقوات الحشد؟
-التخطيط الصحيح والعمل المشترك يعجلان إنهاء "داعش". لكن الامور لا تجري على هذا النحو دائما. هناك مشاكل حقيقة. "داعش" يعمل في شكل مفارز ومجاميع صغيرة، بأسلوب العصابات المتحركة. لذلك تمكن من اختراق بعض القطاعات والمناطق. ثمة مشاكل تتعلق بالسيطرة على الاراضي بعد تحريرها، مما يتسبب بثغر. الصعوبة تأتي بعد الانتصار، وهناك اراض شاسعة، ومن الصعوبة السيطرة عليها مع قلة اعداد المقاتلين. استراتيجيتنا في القتال هي "قضم" الاراضي شيئا فشيئا، ثم تأتي عملية الامساك بها. ومن النادر ان يحصل خرق في المناطق التي تسيطر عليها السرايا. لم نخسر اي ارض امام "داعش".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم