Miss You Already كيمياء الصديقتين في مواجهة كيمياء العلاج

آلاف النساء يصبن سنويا بسرطان الثدي، وآلاف النساء يخسرن حياتهن بسبب هذا المرض الواسع الانتشار. السينما ونجماتها قررن معالجته من خلال سلسلة افلام تهدف الى تسليط الضوء عليه ونشر الوعي حوله.
بعد بينيلوبي كروز التي قدمت بمنتهى الاتقان والتأثر شخصية امرأة مريضة بسرطان الثدي من خلال شريط خوليو ميديم Mama، النجمتان درو باريمور وتوني كوليت تنضمان ايضا الى المعركة، من خلال دراما مؤثرة وطريفة بعنوانMiss You Already لمخرجة Twilight كاثرين هاردويك وعن سيناريو لمورينا بانكس مستوحى من قصتها الشخصية مع صديقاتها. تحالف الرباعي النسائي (الممثلتان والمخرجة وكاتبة السيناريو) أثمر شريطاً لا يتصدى لمرض السرطان فحسب، بل يسلط الضوء على انعكاساته العديدة التي نادراً ما تعالجها السينما، مثل صعوبة استعادة المرأة حياتها الجنسية الطبيعية بعد خضوعها لاستئصال ثديها، وصعوبة تقبّل الرجل التغيرات التي تصيب جسد زوجته، وضرورة احاطة العائلة والاصدقاء المريضة بكل الحب والعناية.

يروي الفيلم حكاية صديقتين، وحياة على وشك ان تتحطم، وتجارب قاسية تتلاحق بوتيرة تمتلئ بالانفعالات والطرافة. انهما جيس (درو باريمور) ومايلي(توني كوليت) الصديقتان منذ الصغر والرفيقتان في السراء والضراء، في المغامرات الطريفة والمواقف العصيبة، في الفرح والحزن. عندما تكتشف جيس انها حامل وتستعد لانجاب حياة جديدة، تكتشف صديقتها مايلي الأم والزوجة وسيدة الاعمال الناجحة انها مصابة بسرطان الثدي وحظوظ شفائها قليلة جداً. جيس لن تتخلى عن صديقتها وترافقها في كافة مراحل العلاج الكيميائي والعمليات والخوف والندم ... طبعا الموضوع قوي ومؤثر وكفيل بجعلنا نذرف الدموع، لكن هذا لا يعني انه مبتكر ومختلف، وخصوصا انه يمتلئ بالمحطات المتوقعة والمتلاحقة والكليشيهات المعهودة (جلسات العلاج الكيميائي وعدم تقبل كيت (دومنيك كوبر) تغييرات زوجته مايلي). لكن في المقابل لدينا ممثلتان بارعتان ترفعان الشريط بادائهما رغم ان الشريط لم يفسح لهما في المجال لبناء شخصيتيهما من الناحية النفسية. اللافت بينهما تلك المحبة الكبيرة التي جمعتهما والكيمياء والتفاعل بينهما كانا واضحين. درو باريمو كعادتها تلقائية وحقيقية، بينما تألقت توني كوليت بشكل استثنائي، وأظهرت طرافة مؤثرة، وضحت بشعرها الاشقر، وفقدت كثيرا من وزنها لتدخل فعلا في جلد مريضة على وشك الموت. بدورها الحوارات جيدة ولا تخلو من استفزاز للابتسامات والضحك رغم الحزن الذي يلف الموضوع، والثرثرة المبالغة احياناً.

الفيلم حاليا في صالات امپير وڤوكس.