بنك "عوده": الأسواق المالية تتلقف المفاوضات حول الرئاسة بإيجابية

وسط مفاوضات واتصالات سياسية حثيثة للخروج بمرشح جدي لكرسي رئاسة الجمهورية الشاغر منذ أكثر من 18 شهراً، تلقت الأسواق المالية اللبنانية شحنة إيجابية بإمكانية حصول انفراجات سياسية طال انتظارها، مما انسحب ارتفاعاً في أسعار الأسهم وتراجعاً في العرض الأجنبي في سوق سندات الأوروبوند وإقبالاً أجنبياً على السندات بالليرة. في التفاصيل، تلقفت بورصة بيروت المبادرات السياسية لحل معضلة رئاسة الجمهورية بإيجابية، إذ انتعشت أسعار أسهم سوليدير على نحو لافت مما انعكس ارتفاعاً في مؤشر الأسعار نسبته 2.3% ليقفل على 104.16 وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين. وعلى صعيد سوق سندات الأوروبوند، تراجعت أحجام العرض الأجنبي بالمقارنة مع الأسبوع السابق، وظهر بعض الطلب الخارجي الخجول. وفيما ظل متوسط المردود مستقراً على 5.78%، اتسع متوسط الهامش بمقدار 5 نقاط أساس إلى 411 نقطة أساس نتيجة تراجع المردود الأجنبي. أما هامش مقايضة المخاطر الائتمانية فتقلص من 410-450 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 400-430 نقطة أساس هذا الأسبوع، عاكساً تحسناً في نظرة الأسواق إلى المخاطر السيادية. وعلى صعيد سوق سندات الخزينة، أبدى المتعاملون الأجانب إقبالاً جيداً على تجديد اكتتاباتهم المستحقة، كما بادروا إلى ضخ أموال جديدة نحو الأوراق القصيرة الأجل.

الأسواق

في سوق النقد: بلغ معدل الفائدة من يوم إلى يوم 3.00% في الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع، لكنه ارتفع إلى 3.5% يوم الجمعة إثر ظهور بعض الطلب على الليرة اللبنانية داخل السوق المصرفي. وأظهرت إحصاءات مصرف لبنان النقدية للأسبوع المنتهي في 12 تشرين الثاني 2015 الصادرة هذا الأسبوع أن الودائع بالليرة واصلت انخفاضها بقيمة 219 مليار ليرة، فيما ارتفعت الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 34 مليون دولار. عليه، تكون الودائع المحلية والأجنبية قد تراجعت بمقدار 168 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور، فيما انخفضت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) بقيمة 234 مليار ليرة.
في سوق سندات الخزينة: سجلت السوق الثانوية لسندات الخزينة عرضاً داخلياً لبعض الأوراق القصيرة الأجل والأوراق التي تستحق في العام 2020 و2023، إلا أن ذلك لم بقابله طلب واف. وعلى صعيد السوق الأولية، واصل المتعاملون الأجانب تجديد اكتتاباتهم في الأوراق القصيرة الأجل، بأحجام كبيرة نسبياً، كما اكتتبوا بأموال جديدة. وأظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 19 تشرين الثاني 2015 أن الاكتتابات الأسبوعية بلغت 198 مليار ليرة مقابل استحقاقات أسبوعية بقيمة 67 مليار ليرة، مما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 131 مليار ليرة.

في سوق القطع: تواصل الطلب التجاري على الدولار هذا الأسبوع، مما أدى إلى تداول العملة الخضراء في سوق الإنتربنك قريباً من الحد الأعلى لهامش تدخل مصرف لبنان (1513 ل.ل.-1514 ل.ل.). لكن ذلك لم يستدع أي تدخل من قبل المصرف المركزي. يجدر الذكر أن توازن قوى العرض والطلب في سوق القطع يأتي في سياق تغطية مرتفعة للموجودات الخارجية لدى المصرف المركزي تناهز 75% من الكتلة النقدية بالليرة و25.7 شهراً من الاستيراد.

في سوق الأسهم: انعكست المباحثات السياسية الأخيرة حول مرشح جدي لرئاسة الجمهورية بشكل إيجابي على أداء سوق الأسهم. إذ ازداد النشاط في بورصة بيروت خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على 4 أيام عمل وبلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 7.2 مليون دولار بالمقارنة مع 4.8 مليون دولار في الأسبوع السابق. كذلك، ارتفع متوسط قيمة التداول اليومي من 963 ألف دولار في الأسبوع السابق إلى 1.79 مليون دولار هذا الأسبوع، مما انسحب ارتفاعاً في مؤشر التداول بنسبة 86.2%. وعلى صعيد الأسعار، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 2.3% ليقفل على 104.16. وكانت أسهم سوليدير "أ" و"ب" الرابح الأكبر لهذا الأسبوع حيث سجلت ارتفاعات في أسعارها نسبتها 17.4% و12.0% لتقفلا على 11.19 دولار و10.76 دولار على التوالي.

في سوق سندات الأوروبوند: شهدت سوق سندات الأوروبوند عرضاً أجنبياً متوسط الحجم على الأوراق التي تستحق في أيار 2019 ونيسان 2021 والذي تلقفه طلب محلي. كذلك، ظهر طلب أجنبي خجول على الأوراق التي تستحق في تشرين الأول 2022 وتشرين الثاني 2026 وشباط 2030 والذي قابله عرض داخلي. في هذا السياق، استقر متوسط المردود على 5.78%، فيما اتسع متوسط الهامش بمقدار 5 نقاط أساس ليبلغ 411 نقطة أساس نتيجة تراجع المردود اللبناني. وفي ما يتعلق بتكلفة تأمين الديون السيادية اللبنانية، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية بمقدار 15 نقطة أساس بالمقارنة مع نهاية الأسبوع السابق ليقفل على 400-430 نقطة أساس.