الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أردوغان الجهادي الأول

سميح صعب
سميح صعب
أردوغان الجهادي الأول
أردوغان الجهادي الأول
A+ A-

كل الارهابيين الذين يؤرقون ساحات باريس وبروكسيل وغيرهما من العواصم الاوروبية والعالمية والمعالم السياحية والحضارية في أربع رياح الأرض، هم نتاج سوريا والعراق اليوم. ووصل معظم هؤلاء الى هذين البلدين عبر البوابة التركية وفي رعاية حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان التي كانت ترى في كل جهادي قادم من أوروبا وروسيا والصين وأميركا، مساهمة كبيرة يمكن ان تفضي في النهاية الى إسقاط الدولة السورية بنظامها ورموزها.


ولا يسلك الارهابيون طريقاً واحدة، بل انهم يضطرون أحياناً للعودة الى البلدان التي أتوا منها كي ينفذوا أجندات التنظيمات والفصائل التي انضووا تحت لوائها. والبوابة التركية هي طريق العودة الى فرنسا وحي مولنبيك في بروكسيل ولندن ومدريد وتونس وشبه جزيرة سيناء.
وفي ظل الرعاية التركية نما الجهاديون في سوريا وباع "داعش" النفط عبر تركيا بينما أميركا تعاقب النظام السوري وشركات روسية بتهمة تسهيل بيع دمشق النفط الجهادي. وأكثر ما يثير الدهشة ان الطائرات الحربية والاقمار الاصطناعية الاميركية التي ترصد دبيب النمل في سوريا غضت الطرف عن آلاف الصهاريج التي يملأها "داعش" بالنفط من دير الزور والرقة وتتخذ الحدود التركية وجهتها. وعندما أثيرت المسألة في الداخل الاميركي أجابت الادارة الاميركية بانها لم تكن تستطيع قصف الصهاريج لأن من شأن ذلك ان يؤدي الى سقوط ضحايا بين المدنيين. واذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لم تفرض أميركا عقوبات على من يتسلم النفط الداعشي في تركيا؟
ولا يصدق عاقل ان أميركا لا تعلم ان تركيا رعت "داعش" و"جبهة النصرة" التي هي فرع "القاعدة" في سوريا الى آخر اسم من مسميات التنظيمات الجهادية في سوريا. وكذلك فرنسا كانت تعلم ذلك وبريطانيا أيضاً تعلم. لكن أياً من هذه الدول لم ترد ان تدخل في مشكلة مع أردوغان فتركته يشرف على الجهاديين في سوريا أملاً في ان يشكل هؤلاء رأس حربة في القوة التي ستسقط النظام السوري، باعتبار ان ذلك هدف مشترك لتركيا والغرب ودول الخليج العربية التي تمول مجيء الجهاديين من اصقاع العالم الى سوريا والعراق بينما يتولى أردوغان ادخالهم الى هذين البلدين.
وعلى رغم ان الارهاب يضرب أوروبا، فلا يزال أردوغان يملك مفتاح اللعبة. وبلغ به الأمر ان يتحدّى روسيا ودورها في سوريا لأنها ربما الدولة الوحيدة التي تجرأت على تغيير قواعد اللعبة المستمرة منذ أربعة اعوام. وإقدام تركيا على اسقاط القاذفة الروسية يؤشر لمدى الاحباط التركي ومن خلفه الاميركي للدور الروسي الذي يخلط الاوراق. أردوغان يقول الآن أنا الجهادي الأول.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم