الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

انعطافة فابيوس...ائتلاف موسّع مع الاسد ضد "داعش"؟

المصدر: النهار
م.ف.
انعطافة فابيوس...ائتلاف موسّع مع الاسد ضد "داعش"؟
انعطافة فابيوس...ائتلاف موسّع مع الاسد ضد "داعش"؟
A+ A-

تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بامكان الاستعانة بالقوات السورية لمحاربة "الدولة الاسلامية"، شكل تحولا بالنسبة الى رئيس الديبلوماسية الفرنسية المعروف بتشدده حيال النظام السوري ودعوته الى محاكمة الرئيس بشار الاسد بجرائم حرب.
وجاء هذا التصريح الذي يتعارض مع الموقف الاميركي وينسجم مع الموقف الروسي الذي يعتبر مشاركة القوات السورية الحكومية أمرا حيويا لأي جهد بري ضد "الدولة الاسلامية" ، غداة زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لموسكو واعلانه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمهما على تنسيق الغارات على "داعش"، في تعاون هو الاول من نوعه بين الجانبين.
وسارع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى استغلال موقف فابيوس، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن هذا الامر"يتطلب تغييرا جذرياً في طريقة ادارتهم الازمة".
حتى الان، كانت باريس، وخصوصاً وزارة الخارجية الفرنسية تتخذ مواقف جذرية حيال مسألة التعاون مع الاسد، وهي وقفت في مقدمة الداعين الى توجيه ضربات جوية الى النظام السوري في ايلول 2013، بعدما استخدم اسلحة كيميائية في 21 آب.


ومنذ وصوله الى "الكي دورسيه" عام 2012، التزم فابيوس موقفا حاسما مفاده أن بشار الاسد،المسؤول الاول عن حرب أوقعت أكثر من 250 الف قتيل، يجب أن يرحل.ومع أن "الدولة الاسلامية" عدو لباريس ،ليس واردا التعاون مع النظام من أجل القضاء عليه.
وسبق له أن وصف الاسد بأنه "جزار دمشق"، واعتبره سببا لظهور "داعش".ولطالما كرر أن"الاسد والارهابيين وجهان لعملة واحدة".
وفي الاول من تشرين الاول الماضي، كان "الكي دورسيه" وراء فتح تحقيق في "جرائم حرب" ضد الاسد. ويومها قال فابيوس :"في مواجهة هذه الجرائم التي تهز الضمير الانساني وبيروقراطية للرعب ، وفي مواجهة هذا الانكار للقيم الانسانية، من مسؤوليتنا التحرك ضد الافلات من العقاب للقتلة".


كلامه الاخير الى اذاعة "ار تي ال" يتعارض مع مواقفه السابقة. بالتاكيد، سرعت هجمات باريس هذا التحول الاستثنائي للديبلوماسية الفرنسية التي صارت تبرز "داعش" عدوا أول. وكانت تصريحات رئيس الوزراء مانويل فالس مؤشرا أول في هذا الشأن. وحتى هولاند، وهو ذو خطاب أقل حدة من رئيس وزرائه، قال أمام النواب الفرنسيين إن "عدونا الاول في سوريا هو داعش".
منذ يوم الجمعة الاسود، يسود اقتناع بأن باريس بعد 13 تشرين الثاني لن تكون هي نفسها قبله.فبعد سلسلة تصريحات لمسؤولين فرنسيين جاء كلام فابيوس ليؤكد انضمام صقر "الكي دورسيه" الى الاليزيه.
وهو قال حرفيا:"هناك سلسلتان من الاجراءات :القصف...وقوات برية لا يمكن أن تكون قواتنا، ولكنها يمكن أن تكون قوات من الجيش السوري الحر وقوات عربية سنية، ولم لا قوات من النظام، وكذلك قوات كردية طبعا".
في المبدأ، لا يبدو اقتراح الاستعانة بالقوات السورية لمحاربة "داعش" مقنعا في وقت يستعين النظام بميليشيات شيعية عراقية و"حزب الله" وطلب تعزيزات روسية للحفاظ على مواقعه، كما ليس واضحاً كيف يمكن جمع قوات خاضت مواجهات دموية طوال أربع سنوات في جبهة واحدة.
مراسل "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي) في باريس هيو سكوفيلد قال إن فابيوس كان يقصد أن الغارات الجوية لوحدها لن تكفي لدحر التنظيم، وأن ثمة حاجة لقوات برية أيضا.
تعديل
وقد حاول فابيوس لاحقا تعديل كلامه ، قائلا إن العمل مع القوات الحكومية السورية لن يكون إلا في إطار انتقال سياسي يتمتع بصدقية في سوريا، وكرر ما دأب على قوله منذ ثلاث سنوات:"اذا كنا نريد تأسيس سوريا حرة وموحدة، فلا يمكن للاسد المسؤول عن مقتل 300 الف من مواطنيه أن يقودها. لا يمكن أن يكون الأسد مستقبل شعبه."
توضيح فابيوس لا يخفي تحولا ما في موقف باريس الساعية الى التقارب مع روسيا، حليفة النظام السوري، في سياق تأليف ائتلاف دولي موحد لمواجهة الجهاديين. وكانت موسكو قدمت اقتراحا كهذا في ايلول الماضي خلال الجمعية العمومية للامم المتحدة، ولكنه رفض في حينه بسبب رغبة روسيا في اشراك النظام السوري في الحرب على" الدولة الاسلامية".
ووعد بوتين باريس بتبادل المعلومات عن المناطق التي توجد فيها المعارضة وليس الارهابيين والامتناع عن قصفها ، مع التأكيد ان الجيش السوري هو "حليفه الطبيعي في الحرب على الارهاب".
twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم