الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

في تونس... الكلّ يعيش هاجس الخوف والمقاهي المقفرة تشهد

المصدر: (أ ف ب)
في تونس... الكلّ يعيش هاجس الخوف والمقاهي المقفرة تشهد
في تونس... الكلّ يعيش هاجس الخوف والمقاهي المقفرة تشهد
A+ A-

اعتبارا من التاسعة مساء، لا احد سوى الشرطة في وسط #تونس الذي عادة ما يكون مكتظا في مثل هذا الوقت، في حين يبدي تجار واصحاب حانات قلقهم حيال اطالة امد حظر التجول المفروض منذ الاعتداء الانتحاري الثلثاء.


ومنذ ثلاث ليال، لا زبائن مساء في محل رزوقة للفواكه المجففة، القريب من مكان الاعتداء، وقال صاحبه ان ذلك "سيؤثر كثيراء على عملنا"، مشيرا مع ذلك الى انه يتفهم قرار السلطات.


واضاف هذا التاجر في محله الصغير المتاخم لجادة الحبيب بورقيبة، الشارع الرئيسي في العاصمة، "اذا استمر حظر التجول اكثر من اسبوع، فسأجد صعوبة في دفع" الايجار "الذي يكلف كثيرا".


ومحل رزوقة ليس وحده الذي تضرر من حظر التجول. فالمقاهي والمطاعم والحانات في وسط العاصمة الذي عادة ما يكون مكتظا ويبقى بعض منها مفتوحا حتى منتصف الليل، تقفل ابتداء من الساعة السابعة، حتى يتمكن العاملون فيها من العودة الى منازلهم.


ويفرض حظر التجول بين التاسعة مساء والخامسة صباحا، لفترة غير محددة في تونس العاصمة وضواحيها بعد الاعتداء الذي اسفر عن مقتل 12 من عناصر الحرس الرئاسي، واعلن تنظيم #الدولة_الاسلامية مسؤوليته عنه. واعادت السلطات ايضا فرض حال الطوارئ في كل انحاء البلاد 30 يوما.
واذا كانت الحكومة ابدت مرونة في الليلة الاولى، فقد حذرت من ان هذه التدابير الاستثنائية ستطبق من الان فصاعدا، بشكل "صارم".
ويعود آخر حظر للتجول في تونس العاصمة الى 2012.


ويؤكد فاضل الذي يمتلك حانة قريبة من مكان وقوع الاعتداء، انه "يوافق على كل التدابير المتخذة. فما حصل مرعب وقد ألحق بنا ضررا كبيرا"، كما قال.


لكنه اضاف: "منذ يومين لم يدخل صندوقي قرش واحد، لأن حانتي تعج بالزبائن خلال الليل. وبدأت اشعر فعلا بالقلق لأني اتخوف من تمديد حظر التجول".


وبلغت خسائره خلال ايام اربعة الاف دينار (اقل بقليل من الفي أورو). وقال: "انه مبلغ كبير في اي حال، نظرا الى الالتزامات المالية الكبيرة".
ويتقاضي عصام الذي يعمل نادلا في حانة-مطعم اجرا عن كل ليلة يشتغلها. وبحزن قال: "عندما لا اعمل، لا اتقاضى شيئا، لذلك لا يتوفر المال لاعالة عائلتي". ثم انهال بالشتائم على منفذ الاعتداء.


وقال: "بسبب هذا الاحمق الالعوبة في ايدي تنظيم ارهابي، تلحق بنا هذه الخسائر، ولا نستطيع حيالها شيئا".
وتبين ان الانتحاري الذي فجر حزامه الناسف بحافلة الحرس الرئاسي، هو البائع المتجول حسام بن الهادي بن ميلاد العبدلي (26 عاما)، الذي يسكن في حي "دوّار هيشر" الشعبي من ولاية منوبة (غرب العاصمة).


ويضاف حظر التجول الى احوال جوية قاتمة وماطرة، حملت الناس على مغادرة شرفات المقاهي وجادة بورقيبة خلال النهار، وألحقت بأصحابها خسائر فادحة.


وقال فريد الذي يتولى ادارة مقهى كبير في الجادة، "اننا نبدي تعاونا، انه تدبير لمصلحة البلاد. فلنأمل فقط في الا يستمر فترة طويلة".


وحتى يتأقلموا مع هذه التدابير، عمد منظمو ايام #قرطاج السينمائية التي توجد ابرز مواقعها قرب مكان الاعتداء، الى تبديل مواعيد العروض السينمائية.
لكن الجميع لم يبدوا التفهم المطلوب.


وقال جمال الذي يمتلك مكتبة: "لا خيار لنا. والحقيقة هي ان حظر التجول يزعجنا. يجب ان نصبر، وعلى السلطات ألا تبالغ". وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما في الشارع، يعرب تونسيون عن استيائهم من هذه العرقلة "لحرية التنقل".


ورغم اقرارهم بامكان حصول اعتداءات اخرى، يطرح البعض تساؤلات حول شرعية حظر ليلي للتجول، علما ان الاعتداء وقع نحو الساعة الخامسة بعد الظهر.


لكن آخرين يتعاملون بفكاهة مع هذا الحظر للتجول. وقالت الناشطة اميرة يحياوي على حسابها عبر "تويتر": "ها قد بدأ جيل جديد من اطفال حظر التجول".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم