الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هذا هو رئيسي المحبوب

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
هذا هو رئيسي المحبوب
هذا هو رئيسي المحبوب
A+ A-

تبحثون عن رئيس. أنا عندي رئيس. مواصفاته لا تُرَدّ، وهو "على كيس النص"، كما يقولون.


إنه رئيسٌ للإجماع. وليس ثمة مجالٌ للامتناع عن التصويت له، أو للتغيّب عن الجلسة، أو لاقتراح مرشّحٍ منافس، أو بديل.
ممنوعٌ ذلك منعاً باتاً. لكنْ، لن يصل بي الأمر إلى التهديد بالويل والثبور لمَن يخالف التعليمات. فأنا أفعل هذا على سبيل التهويل فحسب. للعلم والخبر، لا أملك سلطات فعلية لفرض هذا الرئيس، ولستُ من جماعة الرياض ولا من جماعة طهران. فمن أين لي أن أضغط، أو أفرض، أو أهدّد؟!
على كلّ حال، أنا متأكدٌ من أن أحداً لن يبدي امتعاضاً أو اعتراضاً علنياً. مسوكرة! لكني، على سبيل التهويل، لن أسمح لأحد بأن يفتح باباً للاختلاف. لقد شبعتم (وشبعنا) ديموقراطية، وجلسات حوار معلنة ومستورة، وبالتهريب. شخصياً، ضقت ذرعاً بمناقشاتكم، وبالتعدّد في الآراء. كلّه أكل هوا. بعضكم يذهب إلى المربّع الأمني في الضاحية وطهران، وبعضكم الآخر يذهب إلى بيت الوسط، أو باريس والرياض. عندي لن تذهبوا إلى مكان، ولن تجتمعوا بأحد. الرئيس عندي هو الرئيس. وإذا من ديموقراطية، فهذه هي الديموقراطية الحقيقية التي أدعو إليها. أما ما عداها فهراء بهراء.
لستُ ديكتاتورياً، على رغم ما تشي به طريقتي الفظة في مسألة انتخاب الرئيس. لكنني لستُ ديموقراطياً. أنا، في حقيقة الأمر، أكره الديموقراطية على الطريقة اللبنانية. وأكره خصوصاً الغشاء الديموقراطي الذي يشبه غشاء البكارة المعاد تطريزه ورتقه مراراً وتكراراً من أجل العريس الموعود، ومن أجل يوم الدخلة.
الرئيس عندي ليس مارونياً بالطبع، ولا حتى مسيحياً. وهو في طبيعة الحال، لن يكون سنّياً ولا شيعياً، ولا درزياً.
احذفوا مسألة الطوائف والمذاهب بالنسبة إلى الرئيس. هيدي شغلة مستحيلة. ليس ثمة رئيسٌ عندي يُنتخَب على أساس طائفي أو مذهبي. اللي بيعجبو يعجبو، واللي ما بيعجبو لازم يلاقي طريقة للتكيّف مع الموضوع!
شخصياً، ليس عندي رئيس أهرع إليه وأؤمن به، سوى الكتاب. وأنا أعرضه عليكم بطريقة مهذّبة للغاية، قبل أن أمارس ديكتاتوريتي في هذا الشأن.
الكتاب هو رئيسي المحبوب. وهو كياني. وهو دستوري. وهو جمهوريتي. وهو دولتي. وهو نظامي. وهو القانون.
على سبيل التهذيب الماكر أقول: هذا ليس انتقاصاً من الرؤساء ولا من المرشحين ليكونوا رؤساء. هو فقط انتمائي إلى دولة اللغة، والكلمات.
المواطنون ورجال السياسة ينتظرون رئيساً، أما أنا فأنتظر الكتاب، باعتباره غيمةً يتيمة في سمائنا القاحلة.
اذهبوا للتعرّف على رئيسي المحبوب. إنه في معرض الكتاب.



[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم