الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أربعون الياس سكاف ومآل"الكتلة الشعبية" أو تأكيد حضور المدينة في المعادلات السياسية

بيار عطاالله
أربعون الياس سكاف ومآل"الكتلة الشعبية" أو تأكيد حضور المدينة في المعادلات السياسية
أربعون الياس سكاف ومآل"الكتلة الشعبية" أو تأكيد حضور المدينة في المعادلات السياسية
A+ A-

عشية ذكرى اربعين رئيس"الكتلة الشعبية" الوزير والنائب السابق الياس سكاف، تزداد حمى المناقشات والتسريبات عن مآل زعامة الكتلة وتالياً المدينة التي توصف بأنها عاصمة الكثلكة في الشرق وكبرى مدائن المسيحيين فيه والتي تشكل أحد حجارة الزاوية الاساسية للحضور المسيحي في لبنان والمشرق، خصوصاً ان الحيوية التي أظهرتها زحلة وضواحيها في البقاع الاوسط خلال تشييع الوزير والنائب الراحل تجاوزت بكثير احجام الاحزاب والتيارات، في شارع زحلي خرج الى الشارع للمرة الاولى منذ الثمانينيات، لتشييع زعيمه الياس سكاف واعادة تأكيد حضور المدينة في قلب المعادلة السياسية في البقاع.


اوساط مؤثرة في"الكتلة الشعبية" في زحلة ترفض الكلام على"وراثة الياس سكاف" لأنه ليس في موقعه، وفي رأيها"أن من يرث الكتلة هو الكتلة التي خرّجت الياس طعمة سكاف (جد العائلة)، وجوزف طعمة سكاف، وميشال طعمة سكاف، ومن بعدهم: ايلي سكاف، وسليم وكميل المعلوف، وجورج قصارجي على سبيل المثال لا الحصر، الى اعداد من المديرين العامين والسفراء والمسؤولين". والرأي لدى المتابعين، ان المسألة ليست زعامة اقطاعية وهمية، بل حالة تاريخية - شعبية تضم العائلات الزحلية التي كانت تتولى ادارة شؤون عاصمة البقاع ورعاية مصالحها بالشورى بين أركان هذه العائلات على قاعدة ثوابت وطنية صلبة تتمثل في: حيادية زحلة والبقاع، استقلال قرارهما والوقوف الدائم الى جانب السلطة المركزية ممثلة برئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، الى الولاء لبكركي". وفي سياق نظام المشورة، تعود الذاكرة بمخضرمي"الكتلة الشعبية" الى دورة الانتخابات النيابية العام 1972 يوم قرر جوزف سكاف تغيير خريطة التحالفات، مما ادى الى تصدي مؤيديه له، واحتاج الامر منه الى الكثير من الجهد لاقناعهم. وفي السياق، كان على نجله الياس ان ينسحب من اجتماعات عين التينة العام 2005 نزولاً عند طلب القاعدة الشعبية، وكان للياس سكاف تصريحه الشهير آنذاك عن الرضوخ لمشيئة الرأي العام، ولا تزال العبارة التي اطلقها سكاف مشهورة عندما قال:"زحلة بتحكي ونحنا منسمع". واستطراداً يقول المخضرمون باللهجة المحلية:"عندما تغيب المشورة تفوت الكتلة الشعبية بالحيط، تماماً كما جرى في انتخابات 2009 عندما سقطت لائحة سكاف".
تقدم النائب سكاف قبل وفاته بمدة طويلة بعلم وخبر الى وزارة الداخلية بهدف الانتقال بالكتلة من حالة شعبية الى مؤسسة حزبية، ولكن المنيّة وافته قبل ان يتمكن من تحقيق غايته،"ويعني ذلك الاستمرار في سياسة المشورة بين العائلات الزحلية وليس مشورة المسؤول الفلاني او السفير العلتاني"، على ما يقول احد الناشطين في"الكتلة الشعبية" مشيراً الى محاولة الاحزاب تجيير جنازة الياس سكاف لمصلحتها عبثاً، وتالياً لا يمكن أحداً ادعاء الهيمنة على قرار المدينة ومصادرته أمام موقف العائلات. وبهذا المعنى يشكل آل سكاف في رأي المتابعين اوائل بين متساويين وليسوا اقطاعية سياسية متناسلة في مدينة عانت الكثير بسبب هيمنة الاحتلال السوري، ولن تسمح باستعادة مشاهد التفرد بالقرار والاستئثار به لا لهذا الطرف او ذاك، خصوصاً ان الياس سكاف أرسى مبدأ الممارسة الديموقراطية والاحتكام لرأي الجماعة اياً تكن التحديات، وكان يدرك ان زحلة ليست املاكاً تورث بل أمانة يجب الحفاظ عليها.
ويقول احد الناشطين الميدانيين (المفاتيح) في"الكتلة" إن العائلات متفاهمة على حفظ الامانة لمواجهة محاولات وضع اليد على"الكتلة الشعبية"، والجميع مدرك حجم المسؤولية الكبيرة المترتبة على اركان الكتلة على مستوى العلاقات وليس الاصطفافات، الامر الذي تحتاج اليه زحلة بقوة في الظرف الحالي العصيب، وينقل هؤلاء عن السفير البابوي غابرييلي كاتشا عقب مشاركته في جنازة سكاف قوله ان"زحلة تبيض الوجه رغم مصابها الأليم".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم