الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

Bridge of Spies صفحة حارة من الحرب الباردة

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
Bridge of Spies صفحة حارة من الحرب الباردة
Bridge of Spies صفحة حارة من الحرب الباردة
A+ A-

طوم هانكس الرائع ممثلاً، وستيفن سبيلبرغ البارع مخرجاً، والاخوان المشعوطان والاستثنائيان والطريفان جويل وايثان كوين يشاركان مات شارمان في كتابة السيناريو! فهل يعقل ان نتوقع أقل من تحفة سينمائية دافئة تعيدنا الى زمن الجاسوسية خلال الحرب الباردة؟ التحفة جميلة رغم انها ليست استثنائية، وهي تتمحور حول شجاعة مخرج قرر بعدما شن معركة شجاعة الرئيس لنكولن ضد العبودية في شريطه الأخير، أن يخوض معركة شجاعة محام قرر منفردا وبشكل سري، مواجهة حرب باردة تثير الرعب في الاوصال. لخوض معركته هذه، تسلّح سبيلبرغ بقصة حقيقية وبسلاح فتاك، هو القدير طوم هانكس الذي سبق وحقق معه اقوى الانتصارات في ثلاث معارك سابقة: Saving Private Ryan وCatch Me If You Can وThe Terminal. القصة مقتبسة من وقائع حقيقية جرت فعلاً في بداية الحرب الباردة نهاية الخمسينات، عندما طلبت الحكومة الاميركية من المحامي المتخصص بقضايا التأمين جيمس دونافان (البارع دائماً طوم هانكس) ان يتولى الدفاع عن الجاسوس الروسي رودولف آبل (مارك ريلانس)، لاثبات ديموقراطية الولايات المتحدة. جيمس دونافان يوافق رغم تخوفه من ان يصبح المكروه رقم واحد من الشعب الاميركي نظرا الى دفاعه عن عدو اميركي، ويخوض المعركة بنزاهة وبوفاء لمبادئه كمحام. صداقة واحترام متبادل يجمعان الرجلين، مما يدفع دونافان الى المطالبة بعدم اعدامه، بل اعادته الى الروس في مقابل تحرير الطيار الاميركي فرنسيس غراي باورز الذي وقع في الاسر عام 1960، وطالب اميركي اعتقل في المانيا الشرقية. بين الولايات المتحدة والمانيا وبولونيا تم التصوير الذي استعاد بدقة كبيرة تلك المرحلة الزمنية بديكوراتها وازيائها واكسسواراتها ومناخها. بقوة كبيرة ومن دون موسيقى في البدء (باستثناء صدى ضجيج بروكلين الطبيعي) ينطلق الشريط بقوة من خلال مونتاج متقن، وتشويق متصاعد لا يخفت لحظة واحدة طوال هذا الشريط الطويل نسبياً (ساعتان ونصف الساعة تقريباً) الذي يذكرنا بمناخ البارانويا السائد، بكل ما يحصل اليوم من رعب في عالمنا. قسم اول اكثر من جيد، مدعّم باداء ثنائي بارع هما طوم هانكس المقنع دائماً والطبيعي والطريف والبريطاني مارك ريلانس الذي تألق في تقديم شخصية مركّبة ومتحفظة وصامتة تنال اعجابنا واحترامنا. اما القسم الثاني، عندما تتفرع الحبكات وتدخل قصة المفاوضة على الطيار والطالب على الخط، فلا يقنع تماماً رغم ان الاحداث حقيقية. لكن نجوم الفيلم، من مخرج وكتّاب سيناريو وممثلين، نجحوا في تقديم ثريلر درامي انساني في المقام الاول، حافل بالتشويق، ممسوك جيداً، ومضغوط بمناخ التوتر والخوف السائدين خلال ذلك الزمن، من دون ان يخلو من الطرافة اللفظية التي اشتهر بها الاخوان كوين. شريط يطرح موضوعات لها علاقة بقضايانا المعاصرة، ويعيد ايقاظ حقبة غابرة بمنتهى الاتقان والبراعة المشهدية، وخصوصاً المشاهد في المانيا الشرقية والغربية وبناء حائط برلين.


الفيلم ابتداء من الخميس 26 تشرين الثاني في صالات غراند وامپير وڤوكس.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم