الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أسطورة الـ"سوخوي" تترنح... سماء ريف اللاذقية تشهد!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أسطورة الـ"سوخوي" تترنح... سماء ريف اللاذقية تشهد!
أسطورة الـ"سوخوي" تترنح... سماء ريف اللاذقية تشهد!
A+ A-

سقطت الـ"سوخوي" الروسية في الأراضي السورية، وتبعها بعد ساعات سقوط مروحية روسية أخرى. الأولى من نوع "سوخوي 24" أسقطتها مقاتلات تركية من نوع "أف 16" فوق جبل التركمان، أما الثانية فسقطت بصاروخ مضاد للدبابات على أيدي مقاتلي "الجيش السوري الحر" فوق جبل الأكراد.


خبر فجّر العلاقة بين تركيا وروسيا، وبدأت رحلة التصريحات القاسية المتبادلة والاجتماعات الأمنية المفتوحة، فما جرى بالنسبة إلى روسيا "خطير جداً"، فيما طفح كيل تركيا من اختراق مجالها الجوي بعد أن سبق وحذّرت موسكو منذ أسابيع من اي خرق لأجوائها، أما النظام السوري فكان غائباً. وحاولت وسائل إعلام روسية أن تفرض نظرية إسقاط الطائرة بمضادات سورية معارضة، لكن سرعان ما تأكدت الحقيقة وتبنّت تركيا الحدث.



صباح السقوط
الناشط السوري خطاب العبدالله كان متواجداً في جبل التركمان لحظة سقوط الطائرة، ويقول لـ"النهار": "إنها من نوع سوخوي 24، انتهكت المجال الجوي التركي لفترة طويلة وتابعنا مسارها من الأرض، وتعاملت معها الطائرات التركية وأسقطتها الساعة 10:05 صباحاً"، لافتاً إلى أن "حطام الطائرة سقط في منطقة نبع المر في جبل التركمان".


كل أنظار المعارضين السوريين كانت موجهة نحو الطائرة التي سقطت مشتعلة بسرعة الصاروخ وارتطمت بالأرض، فيما الأهم كان مشاهدة مظليين اثنين في السماء بعد إسقاط الطائرة، ويقول العبدالله: "حطّ الطياران في مناطق الجيش السوري الحر، أحدهما وجد ميتاً بكامل عتاده ومعه أوراقه باللغة الروسية، عثر عليه مقاتلو "الجيش الحر" (الفرقة الأولى الساحلية - الفرقة الثانية الساحلية- اللواء العاشر)، أما الثاني فلا يزال البحث عنه مستمراً في الأحراش والغابات".



انتهكت الأجواء التركية
وتحاول روسيا أن تفرض نظرية استهداف الطائرة في المجال الجوي السوري، ويقول العبد الله أنه "رأى بعينه انتهاك الطائرة الروسية للأجواء التركية"، لافتاً إلى أن "مقاتلي الجيش الحر لم يتمكّنوا بعد من جمع حطام الطائرة بسبب حدّة المعارك هناك، لكنهم سيقدمون على ذلك عند عودة الهدوء".


الحادثة شكّلت صدمة لروسيا، فاستنفرت مروحياتها في سماء جبل التركمان وريف اللاذقية على علو منخفض، وبحسب العبد الله: "إحدى المروحيات أسقطها الجيش الحر في جبل الأكراد عند محور كفرية بصاروخ مضاد للدبابات". وأضاف: "حاولت مروحيات روسية أن تقوم بإنزال للبحث عن الطيار الثاني، لكنها لم تستطع بسبب تصدي مضادات الثوار الأرضية لها، وسقط للروس قتلى وجرحى بسبب ذلك، وسمعنا كلامهم عبر الأجهزة اللاسلكية".



كيف سقطت المروحية؟
وكشف الناشط السوري شادي العوينة المتواجد في ريف اللاذقية لـ"النهار" تفاصيل إسقاط المروحية الروسية، ويقول: "حلّقت نحو أربع مروحيات فوق منطقتي كفرية والنوبة في جبل الأكراد على ارتفاع منخفض (نحو 50 متراً) بحثاً عن الطيار الثاني، متخذين وضعيات الانزال، وبسبب كثرة النيران التي تلقتها اضطرت إحدى الطائرات إلى النزول وتحط أرضاً في مقلع جبل النوبة فسارع مقاتلو الجيش الحر باستهدافها بصاروخ "تاو" المضاد للدبابات"، وأضاف: "حاول المقاتلون الاقتراب لأسر الطيار لكن النظام استهدف الطائرة بقذيفة دبابة".



امتداد قومي
يعتبر جبل التركمان منطقة محاذية وملاصقة للحدود التركية، أمّا السيطرة عليه فتعني وصول الأعداء غير المباشرين إلى نقطة مباشرة، خصوصاً بعدما استطاع النظام بمساعدة الطيران الروسي أن يسيطر على مناطق عدة هناك، ومنها برج الزاهية الذي يطل على غالبية الجبل، ويذكّر الناشط العبد الله بأن "جبل التركمان يعتبر امتداداً جغرافياً وقومياً لتركيا، وغالبية ساكنيه من التركمان، ونزح غالبيتهم إلى المناطق الحدودية مع تركيا بسبب المعارك القاسية".



حطام في منطقة محرّرة
اللافت أن المعارضة استطاعت ان تستعيد ما خسرته تزامنا مع إسقاط الطائرة الروسية، وأكثر من ذلك أن حطام الطائرة والطيار سقطوا في منطقة تمت استعادتها اليوم من النظام، ويوضح العبد الله: "منذ الصباح بدأت الفصائل المسلّحة هجوماً معاكساً لاسترجاع نقط استراتيجية كان النظام قد سيطر عليها الاسبوع الفائت، واستعادوا جبل زاهية الأكثر أهمية استراتيجيا لأنه يطل على ٧٠ في المئة من جبل التركمان ومن أعلى القمم هناك، واستعادوا أيضاً نبع المر وتلة الكعكة".



العميد الطيار أسعد الزعبي
"النهار" تواصلت مع العميد الطيار في "الجيش السوري الحر"  أسعد عوض الزعبي الذي كان عميد طيّار ركن، مجازًا، ورئيس جناح القوة الجوية في الأكاديمية العسكرية العليا في سوريا، واعتبر أن لإسقاط الطائرة الروسية دلائل عدة:
"أولاً: قربها من الحدود التركية يثبت اختراقها الحدود، خصوصاً أنها كانت تحلّق على ارتفاع 6000 متر وهذا الارتفاع يعطي للطيار امكانية الاجتياز والاختراق من دون أن يشعر.
ثانيا: الحادثة تؤكّد أن روسيا تقصف الشعب السوري والثورة السورية وليس "داعش" كما تدّعي، لأن المنطقة هناك لم تصلها داعش ولم تدخلها ولن يحصل ذلك.
ثالثا: هناك ما يدعو إلى دحض الكذب الروسي حول ان الطائرة سقطت بالدفاعات الأرضية، لأن ارتفاع الطائرة لا يمكن ان يصله اي واسطة دفاع جوي على الكتف".
الزعبي من أهم الطيارين في العالم وفي جعبته ألف ساعة طيران حربي، يؤكد أن "التحذير للطيار حصل لأن الطائرة سوخوي - 24 تحمل جهاز انذار "س ب" الذي يحدد نوع الهدف الجوي والارضي والصاروخ الذي يلاحق الطائرة ومسافته، وكل المعلومات التي تكفي لابتعاد الطائرة عن المنطقة".



تحذير الحلف الاطلسي
أما عن علاقة جغرافية المنطقة بإقدام تركيا على إسقاط الطائرة يقول الزعبي: "جغرافية المنطقة تؤكّد إصرار الروس على قتل الشعب السوري، خصوصاً الأقلية التركية الموجودة في هذه المنطقة، وهذا يثبت أيضاً الكذب الروسي في قضية حماية الاقليات، والتواجد فيها هو بمثابة رد على التهديد التركي بعدم تعرّض الروس للاتراك في جبل التركمان"، مضيفاً: "ربما اسقاط الطائرة يعيد الفطنة والتفكير للقيادة الروسية المتهورة لتعيد حساباتها في حماية بشار الأسد وإعادة اتخاذ صيغة العقل في مراعاة إرادة الشعب السوري، بالتأكيد سيتمّ تنفيذ عدد من الاتصالات لأن القضية ليست تركية فحسب، انما ايضا ترتبط بالحلف الاطلسي خصوصا ان هناك تحذيرات تركية ومن الحلف حول الموضوع".



بين "سوخوي" و"أف 16"
الفرق بين الطائرتين "أف 16" و"سوخوي" شاسع من حيث التقنية وإمكانية الكشف والقبض ونوع الصواريخ والحماية الذاتية، ويوضح الزعبي أن "طائرات الـ أف 16 افضل بكثير من افضل الطائرات الروسية، خصوصا طائرة السوخوي 24، لأن المقاتلة الأولى لديها قدرة على حمل الصواريخ الموجهة جو - جو والقنابل، اي إن تسليحها مختلط، بينما طائرة سو خوي 24 تحمل فقط الصواريخ والقنابل ضد الاهداف الارضية، وهذا يشير الى نيّة الروس القتل والدمار"، ويضيف: "طائرة أف 16 اكثر مناورة واكثر تقنية وحداثة وقدرة على تنفيذ المعارك الجوية والاحتماء الالكتروني الذاتي، فيما السوخوي غير مجهّزة بصواريخ جو- جو ولا تملك امكانية التسليح المختلط".



مناطق صديقة قبل القذف
وعن مصير الطيارين وخيارهم في القذف والهبوط في مناطق المعارضة، يوضح الزعبي: "في حال تعرضت الطائرة للانذار يمكن للطيار أن يتخذ خيار الهروب من المنطقة او الانخفاض الى ارتفاعات منخفضة او الدوران مع النزول وتنفيذ مناورة دفاعية عالية الجهد، وهذا ينجي الطائرة بنسبة 70 في المئة، أما في حال أصيبت الطائرة فيحاول الطيار سلوك اتجاه المنطقة والأرض الصديقة قدر الامكان والوصول الى مناطق آمنة او على الاقل تنفيذ عملية القذف (الخروج من الطائرة في الهواء)".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم