الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فرنسا دخلت الحرب...حاملة الطائرات "شارل ديغول" الى المنطقة

المصدر: "النهار"
فرنسا دخلت الحرب...حاملة الطائرات "شارل ديغول" الى المنطقة
فرنسا دخلت الحرب...حاملة الطائرات "شارل ديغول" الى المنطقة
A+ A-

على رغم الصدمة الكبيرة التي أثارتها سلسلة الهجمات الدموية في باريس، فانها لم تكن غير متوقعة تماماً. الكابوس الذي شهدته العاصمة الفرنسية ليلة أمس حذرت منه وكالات الاستخبارات والامن الغربية منذ سنين. فمنذ هجمات مومباي عام 2008 التي هاجم فيها مسلحون فنادق ومقاهي ومركزا يهوديا ووسائل نقل واوقعت 166 قتيلا ، تخوفت الاجهزة الامنية من عملية مماثلة في الغرب. وزادت حساسية فرنسا لمثل هذه الهجمات الحرب المفتوحة في سوريا، ونجاح "الدولة الاسلامية" في جذب مئات من الفرنسيين والاوروبيين للقتال في صفوفها.
روايات كثيرة كشفت سهولة انتقال الفرنسيين والاوروبيين الطامحين الى الجهاد الى الرقة.لم يكن عليهم الا شراء تذكرة سفر الى تركيا ،ثم متابعة طريقهم برا من هناك.ومع أن طريق العودة الى بلادهم لم تكن بالسهولة نفسها مع الاجراءات التي اتخذتها السلطات الاوروبية لتوقيفهم ومحاكمتهم، بات مرجحاً أن نصف الجهاديين الذين ذهبوا الى سوريا عادوا أكثر تشددا وعنفاً ،ولا يزالون مرتبطين بشبكات من الدعم.ويقدر خبراء وجود ما بين 400 و500 شخص كهؤلاء في فرنسا وبريطانيا.ويضاف الى هؤلاء متشددون لم يغادروا فرنسا قط، الا أنهم مقتنعون بالدعاية الجهادية على وسائل التواصل الاجتماعي بوجوب تنفيذ هجمات "الذئب المنفرد".
الهجمات التي استهدفت مجلة "شارلي ايبدو" والمتجر اليهودي في كانون الثاني الماضي أظهرت أن الخطر كبير من هجمات ارهابية في فرنسا وأوروبا.ومع أن المشتبه في الرئيسي يبقى "الدولة الاسلامية" ، فان الفرضيات المحتملة تشمل سيناريوات متعددة، بما فيها ارهابيون محليون أو ارهابيون تلقوا تعليمات أو مساعدة من مجموعات في الخارج ك"الدولة الاسلامية" أو "القاعدة".
ولعل الفرضية الجديدة التي يتوقع أن تستأثر بحيز من السجال تتعلق بما اذا كانت موجة اللاجئين الاخيرة الى أوروبا من سوريا تحديدا قد أتاحت للجماعات الجهادية دس بعض من أفرادها بين المدنيين الهاربين من الموت، لتنفيذ هجمات في اوروبا.


لماذا يكره هؤلاء فرنسا؟
ايا يكن مصدر الارهاببن، الواضح أن المتطرفين الكارهين لفرنسا كثر وعداء هؤلاء لها كبير جدا. فقبل أن تعلن "الدولة الاسلامية" مسؤوليتها عن الاعتداء انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمس هاشتاغ "باريس تحترق" وقد لاقى رواجا كبيرا بين مناصري "الدولة الاسلامية".
ومع أن الحرب المعلنة ضد التنظيم في سوريا والعراق تقودها واشنطن لا باريس، تبدو فرنسا تحديدا لا الولايات المتحدة أو اي دولة أخرى من الائتلاف الدولي هي الهدف الاول له.
وفي مظهر آخر لهذا العداء ، وزعت "الدولة الاسلامية" في تموز الماضي فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي هددت فيه بملء شوارع باريس بجثث الفرنسيين.
وفي الفيديو الذي وزع عبر ما يسمى "ولاية حماة" التابعة له في سوريا، يقول أحد المقاتلين باللغة الفرنسية:"والله سنذبحكم في شوارع باريس"، قبل أن يعدم من اعتبره "مرتداً من منتسبي الجيش النصيري".
ولا شك في أن الهجوم على مكتب "شارلي إيبدو" في باريس في السابع من كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا من العاملين فيها، كان الضربة الاقوى حتى يوم الجمعة، يوجهها "داعش" وربما بالتعاون مع تنظيم "القاعدة" ضد فرنسا.
خبراء في مكافحة الارهاب يرون أن سياسة فرنسا التي توصف بأنها اكثر اندفاعا من الدول الاوروبية الاخرى في مواجهة الارهاب في افريقيا وشمال افريقيا وسوريا والعراق واليمن، قد تكون وراء استهدافها اكثر من غيرها. ولعل الموقع الجغرافي ايضاً يصب ضد مصلحة فرنسا، اضافة الى وجود اقليات من شمال افريقيا وافريقيا، بعضهم متورط في عمليات ارهابية.


التحركات الفرنسية
في الداخل، تتحرك فرنسا، وإن بخطى متدرجة، لمواجهة "داعش" والمتطرفين على أراضيها. فقد اصدرت قانوناً جدديداً لمكافحة الارهاب يفترض أن يدعم اجهزة الاستخبارات ويقوي ادائها. القانون الجديد منح الاستخبارات صلاحية فرض المراقبة ومسح الانترنت والاتصالات والحجز الاحترازي، ولكن الهجمات الاخيرة أظهرت مجددا ثغرات استخباراتية كثيرة واخفاقا ذريعاً في رصد التهديدات الارهابية.
واليوم، أعلن هولاند فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد و"إغلاق الحدود" بعد "الهجمات الإرهابية غير المسبوقة" التي شهدتها باريس مساء الجمعة، معلناً خوض بلاده حربا بلا هوادة ضد الإرهاب. كذلك، قرر الرئيس الفرنسي "تحريك كل القوات الممكنة في سبيل شل حركة الإرهابيين، " لضمان عدم وقوع أي اعتداء جديد".
رئيس الوزراء مانويل فالس هدد بأن باريس ستضرب هذا العدو حتى تدمره في فرنسا وأوروبا "وسنرد بالمستوى نفسه لهذه الهجمات...وسنربح هذه الحرب".



حاملة طائرات
اما في الخارج فثمة توقعات واسعة أن تزيد باريس انخراطها ضد "داعش" .
وكانت باريس بدأت تنفيذ غارات في سوريا في ايلول الماضي في عملية تهدف خصوصا الى تعقب الفرنسيين الذين انضموا الى "داعش".وبعد اعلان هولاند أن التنظيم المتشدد هو الذي نفذ الهجمات، وأنه "تم التخطيط لها وترتيبها من الخارج بمساعدة من الداخل،لا شك في أن فرنسا ستزيد انخراطها في العمليات في سوريا والعراق في الوقت الذي صار فيه الميدانان السوري والعراقي مكتظين ومعقدين.
وقبل عشرة ايام، أعلنت باريس ارسال حاملة الطائرات "شارل ديغول" الفرنسية الى الخليج للمشاركة في عمليات ضد "الدولة الاسلامية".وقد أعلن الناطق باسم الحكومة ستيفان لوفول بأن حاملة الطائرات ستبحر في 18 تشرين الثاني الجاري وتصل الى المنطقة منتصف كانون الاول ، موضحاً أنها "ستمكننا من أن نكون أكثر فاعلية في التنسيق مع حلفائنا"، وتعزز القدرة النارية لباريس في المنطقة.
وكانت باريس بدأت عملياتها في سوريا في أيلول الماضي، بعد سنة على اطلاقها عمليات ضد "الدولة الاسلامية" في العراق.وهي تستخدم حاليا ست مقاتلات "رافال" متمركزة في الامارات وست مقاتلات "ميراج" متمركزة في الاردن.وهي تنشؤ لهذه العملية 700 عسكري فرنسي.
وقد نفذت هذه المقاتلات حتى الان 1300 طلعة في العراق مع 271 غارة وقالت إنها دمرت أكثر من 450 هدفا ارهابياً.أما الغارات التي نفذتها في سوريا فليست كثيرة وأكثرها استطلاعية.
وتعتبر "شارل ديغول" حاملة الطائرات الاوروبية الكبرى.وهي السفينة الوحيدة القادرة التي تعمل بالطاقة النووية خارج الولايات المتحدة. يمكنها نقل 40 مقاتلة وطائرة هليكوبتر، بما فيها 12 "رافال".وسبق لحاملة الطائرات أن استخدمت ضد "داعش" في العراق في شباط ونيسان 2015.


[email protected]
twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم