الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فاز شامل روكز

ميشيل تويني
ميشيل تويني
فاز شامل روكز
فاز شامل روكز
A+ A-

المشكلة في لبنان لا تكمن فقط في الطبقة السياسية بل في الشعب اولاً لأنه هو من ينتج طبقة سياسية.
فإذا كان الشعب لا يحاسب أحزابه اولاً فكيف سيحاسب نوابه ووزراءه؟
في لبنان كما في بلدان أخرى العائلة تؤدي دوراً كبيراً، والتوريث موجود في مجالات مختلفة. هل هذا خطأ؟
ربما يكون خطأ عندما يكون الشخص الذي يرث غير مؤهل وصفته الوحيدة عائلته، لكن لا يمكن ان ننكر ان الاولاد في كل المجالات يتأثرون بأهلهم ويختارون المجال نفسه، وأحياناً ينجحون ويتفوّقون أكثر. حتى في الفن أو في التمثيل يمكن ان نلاحظ عدد الاولاد أو الأخوة الذين يتشاركون المجال نفسه او المهنة نفسها! في الصحافة ايضاً، لكن في الصحافة هذا الأمر موجود ربما لان المؤسسة عادة ما تكون شركة وبعد رحيل الأب تبقى الشركة للأولاد ومن الطبيعي ان يكملوا المسيرة نفسها لا ان يتخلوا عن كل ما أسس له والدهم.
لكن ماذا عن التوريث في السياسة؟ أن يكون أحدهم جديراً بالعمل السياسي وأن يميز نفسه، فلا مشكلة ولا داعي لاعدامه او رشقه بالحجارة اذا كان ابن بيت سياسي. لكن المشكلة في لبنان تكمن في التوريث حتى في الاحزاب، وهذا هو الخطأ!
اذا لم تكن أحزابنا حرة ولا يمكن ان تسمح في داخلها للآخرين بأن يصلوا، فكيف يمكن المشهد العام ان يتغير؟ بعض الأحزاب لا يجري انتخابات، او يجريها شكلياً! فلماذا لا يُعطى مؤيدو الاحزاب الفرصة لينخرطوا أكثر ويصلوا الى مراتب عالية؟ ولماذا هذه المراكز محجوزة للعائلة؟ قبلاً تناولت هذا الموضوع عندما تحدثت عن انتخابات حزب الكتائب. واليوم السؤال: ألم يكن التيار "تيار التغيير والاصلاح"؟ لماذا لم تجر انتخابات حزبية في التيار؟ ولماذا عين رئيس ونائب رئيس من أشخاص لم ينجحوا حتى في الانتخابات النيابية؟ علماً ان لا ريب في ان الاثنين هما ممن يعملون جاهدين في الحياة السياسية. لكن هل هذا يكفي لترؤس حزب؟ ربما نعم، لكن لإثبات ذلك كان يجب إجراء انتخابات لتغيير العقلية في الحزب قبل التغيير في الوطن!
ومن جهة أخرى، في قضية شامل روكز، لا يمكن القول سوى ان ما حدث معاكس، فالاخير دفع ثمن كونه صهر العائلة، لان شامل روكز لا يمكن من يؤيد التيار او يعارضه الا ان يشهد لمهنيته وولائه للمؤسسة العسكرية منذ اليوم الاول، قبل أن يكون صهر الجنرال. وربما هو من الامثلة النادرة التي لا تستفيد من موقعها لمكاسب شخصية كما يفعل الكثيرون، وليست الالقاب والكراسي والسلطة هي المهمة، بل السمعة. وفي هذه النقطة فاز شامل روكز بامتياز!


[email protected] | Twitter: @michelletueini

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم