الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"أجسام طائرة" تحطّمت بأذربيجان الايرانيّة... فهل تكون الصواريخ الروسيّة؟

المصدر: النهار
جورج عيسى
"أجسام طائرة" تحطّمت بأذربيجان الايرانيّة... فهل تكون الصواريخ الروسيّة؟
"أجسام طائرة" تحطّمت بأذربيجان الايرانيّة... فهل تكون الصواريخ الروسيّة؟
A+ A-

حمل قصف السفن الحربيّة الروسيّة للبنى التحتيّة التابعة لتنظيم "#داعش" في #سوريا بصواريخ "كاليبر"، رسائل عسكريّة وسياسيّة لأطراف عدّة حول العالم، ربّما أوّلها تنظيم "#الدولة_الاسلاميّة وآخرها #الولايات_المتّحدة. وأعلن وزير الدفاع الروسي أنّ أربع سفن حربيّة تابعة لاسطول #بحر_قزوين أطلقت 26 صاروخاً من طراز "كاليبر" ضدّ 11 هدفاً وتمّ تدميرها بالكامل.


لكنّ قناة "سي أن أن" الاميركيّة نقلت عن مسؤولين أميركيّين أنّ أربعة صواريخ على الاقل تحطّمت داخل حدود الجمهوريّة الاسلاميّة في #إيران. ونقلت عن لسان أحد المسؤولين اعتقاده باحتمال وقوع إصابات، فيما نفى المسؤول الثاني علمه بسقوط أيّ إصابات حتى لحظة المقابلة.


وتابعت القناة متحدّثة عن أنّ الروس أطلقوا صواريخ كروز "حديثة نسبيّاً" من طراز "كاليبر"، واستخدموها "للمرّة الأولى في إطار حرب معلنة". واعتبرت أنّ موقع السفن في جنوب #بحر_قزوين يرجّح مرور تلك الصواريخ في الاجواء الايرانيّة.


لكنّ المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة الجنرال إيغور كوناشنكوف نفى الادّعاءات الاميركيّة قائلاً في بيان: "إنّ كلّ مهنيّ يعرف أنّه من خلال هذه العمليّات نقوم دائماً بتحديد الهدف قبل الضربة وبعدها. كلّ الصواريخ التي أطلقناها من سفننا أصابت أهدافها".


بين التأكيد الاميركي والنفي الروسي ... ما هي آخر المعطيات التي قد تسمح باستبيان بعضٍ ممّا حدث لتلك الصواريخ؟


الصحافي الايراني حميد رضا كاظمي نقل عن حاكم #تاكاب، المدينة الواقعة في محافظة  أذربيجان الغربية الايرانيّة، كلاماً يشير الى "جسم طائر مجهول تحطّم وأدّى الى انفجار".وأبلغ كاظمي صحيفة "النهار" بأنّ المعلومات تفيد بتحطّم صواريخ في مدن #أستارا و#تاليش و#تاكاب و#سقز.


موقع "آرسْتكنِكا" نشر تفاصيل أيضاً متعلّقة بالحادث ومترجمة عن موقع "أويان نيوز". وفي التفاصيل "إنّ جسماً طائراً تحطّم وانفجر الاربعاء في #كيز_كابان في محافظة #أذربيجان_الغربيّة (في الواقع، بالعودة الى الخرائط هي في أذربيجان الشرقيّة) التابعة لإيران عند الحدود مع #العراق. وأضاف أنّ الانفجار الناتج عن الارتطام حطّم النوافذ في اثنتي عشرة وحدة سكنيّة وصدّع  الجدران في أبنية أخرى. وأفيد عن جرح شخصين من قطع الزجاج. ووُجدت لاحقاً أربعة خراف ميتة. أمّا التقرير المحلّيّ فقال أنّ مسؤولين رسميّين إيرانيّين أشاروا الى أنّ الحادث ناجم عن تحطّم طائرة بدون طيّار".


ولمزيد من الايضاح، من أجل فهم الربط مع الخرائط الروسيّة نفسها، تقع #أستارا في شمال محافظة #جيلان غرب #إيران، ويحدّها شرقاً #بحر_قزوين. أمّا #تاليش فتقع في وسط المحافظة عينها ويحدّها شرقاً البحر نفسه. مدينة #تاكاب تقع في محافظة #أذربيجان الغربية الايرانيّة على الحدود مع #العراق. أمّا مدينة #ساكيز فتقع أيضاً في محافظة أستان كردستان.
خطان تقريبيان
وبمراجعة الخرائط الروسيّة التوضيحيّة والتقريبيّة للصواريخ التي أطلقت من #قزوين، نجد أنّ تلك الصواريخ اتّخذت خطّين متوازيين من نقطتي انطلاق من البحر نفسه، وظلّ الخطّان متوازيين حتى تقاطعا تقريباً في وسط أقصى الشمال الغربي في #إيران قبل أن يفترقا ثمّ يعودا فيتقاطعا فوق #العراق قبل وصول الصواريخ الى #سوريا. ويوضح الخطّان التقريبيّان ما يلي:


الصواريخ جميعها، ودائماً بحسب الخرائط الروسيّة، مرّت فوق محافظة #جيلان(او غيلان)، ومن الممكن أن يكون مرّ قسم منها فوق #أستارا و#تاليش. وبالتالي يمكن للمعلومات التي وصلت لكاظمي عن سقوط صواريخ في المدينيتين أن تكون قريبة من الدقّة.


الخط الجنوبي التقريبي للصواريخ يمرّ، بعد تاليش، بتاكاب، وساكيز. وهذه المدن الثلاث واقعة تحت نفس الخط الموازي. وتالياً من المرجّح أن تكون معلومات كاظمي في هذا المجال قريبة من الواقع أيضاً.


وإذا كان الاميركيّون تحدّثوا عن أربعة صواريخ سقطت، فيمكن عندها لأستارا وتاليش وتاكاب وساكيز أن تكون شهدت سقوط هذه الصواريخ على أراضيها.


لكن ماذا عن المدينة الوحيدة التي وصلت صور الاضرار فيها الى بعض الوسائل الاعلاميّة مثل #كيز_كابان التي تحدّثنا عنها؟


في الحقيقة، تحدّث الأميركيّون عن أربعة صواريخ "على الأقل". وبالتالي قد يكون صاروخ خامس سقط في كيز كابان الواقعة في محافظة #أذربيجان_الشرقيّة المواجهة لمحافظة #أذربيجان_الغربيّة وكلتا المحافظتين واقعتان داخل إيران. واللافت أنّ هذه المدينة تقع على نفس الخط الشمالي للصواريخ الروسيّة أي هي مواجهة تقريباً لمدينة #أستارا.


فيكون احتمال سقوط الصواريخ في المحصّلة، بحسب المسارين، أصاب المدن التاليّة:
في المسار الشمالي: أستارا وكيز كابان
في المسار الجنوبي: تاليش وتاكاب وساكيز.
علماً أنّ أستارا وتاليش هما الاقرب لمكان انطلاق الصواريخ كونهما محاذيتين لبحر قزوين.


لكنْ، على رغم جميع هذه المعطيات، من الواجب التذكير بأنّ ما كُتب قد لا يكون حقيقة مطلقة، إنّما هو مجرّد محاولة للربط بين أقوال الأميركيّين وخرائط الروس والأخبار العالميّة . فمن الممكن أن تكون جميع الصواريخ الروسيّة أصابت أهدافها، كما يمكن أن يكون قسم من الصواريخ سقط في المناطق المذكورة او حتى في غيرها.


إلّا أنّ المعلومات الأميركيّة بحدّ ذاتها كانت لافتة، خصوصاً أنّ ما نشر منذ يومين في صحيفة "النهار" عبر مقال بعنوان:"ماذا وراء مفاجآت بوتين الصاروخيّة من بحر قزوين؟"، تطرّق الى فشل روسيّ سابق في التجارب الصاروخيّة. وللتذكير بأحد الامثلة، منذ العام 2004 وحتى عام 2013، ومن أصل 20 محاولة في اختبار الصاروخ الباليستي المتطوّر "أس أس- أن أكس- 30 " فشل الاختبار 8 مرّات، مع ترجيح خبراء لموقع "غلوبال سيكيوريتي" أن يكون الرقم أعلى من ذلك. وفي جميع الاحوال، يُعتبر الرقم كبيراً بالنسبة الى دولة متطوّرة عسكريّاً كروسيا.


قد تظهر الأيّام المقبلة مزيداً من التحاليل أو المعلومات عن تلك الصواريخ، ويمكن لتلك المعلومات أنّ تكون دقيقة، كما يحتمل لها أن تكون جزءاً من حرب نفسيّة. لكنّ الأكيد أنّ ما يحصل بين #واشنطن و#موسكو في #سوريا ليس مسألة صاروخيّة بل رسائل صاروخيّة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم