الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

روسيا تحرك اتصالات سياسية لسوريا...أي دور لمناف طلاس؟

المصدر: "النهار"
روسيا تحرك اتصالات سياسية لسوريا...أي دور لمناف طلاس؟
روسيا تحرك اتصالات سياسية لسوريا...أي دور لمناف طلاس؟
A+ A-

التهكنات التي انطلقت مع بدء التعزيزات العسكرية الروسية في #سوريا بدأت تنحسر. صارت أهداف الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين أكثر وضوحاً، بين حدودها الدنيا اقامة "سوريا الصغرى" للرئيس السوري بشار #الاسد ونظامه ، والقصوى اطلاق عملية سياسية وشن حرب متعددة الجانب على فصائل المعارضة، بما فيها "جبهة النصرة" وفصائل أخرى غير "الدولة الاسلامية".


فمع الهجوم الروسي البري والجوي والذي انضمت اليه بوارج بحر قزوين من أجل تحصين معاقل النظام ومحاولة استعادة زمام المبادرة وتقطيع اوصال المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة في ريفي ادلب وجسر الشغور، يسعى الرئيس الروسي الى تقديم نفسه بطل الحرب على "داعش"، وإن تكن الغارات الروسية تتجاوز كثيراً معسكرات هذا التنظيم المتشدد، وبطل المسار السياسي في آن معاً.


فمع أن ماكينة البروباغندا الحربية الروسية تركز على "انجازات" السوخوي وصوارخ الكروز الروسية، تحاول موسكو بعيدا من الاضواء شق درب عملية سياسية وفقا لرؤيتها الخاصة.
مصادر في المعارضة السورية تؤكد أن موسكو اعادت تنشيط اتصالاتها مع الرئيس الاسبق ل"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" معاذ الخطيب ، في محاولة لتمهيد الارضية لحل سياسي.وهذه الاتصالات تتحرك وفقاً لمسار سياسي يشكل امتداداً للموقف الروسي المعروف نع بعض التعديلات.


تنطلق موسكو في خطتها من تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة "البناءة" كما يحلو لها أن تسميها وشخصيات من النظام.وكان لافتاً في هذا الشأن التبدل الذي طرأ في موقف موسكو من "الجيش السوري الحر" الذي لم يسبق لها أن أتت على ذكره. فبعدما كانت تعتبر كل الفصائل المسلحة المعارضة للأسد جماعات ارهابية ، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا لا تعتبر "الجيش الحر" منظمة ارهابية، وأن هذا الجيش يجب أن يكون جزءا من الحل السياسي".


الاتصالات الروسية تشمل ،بحسب المصادر المعارضة نفسها، العميد مناف طلاس، أحد قيادات الحرس الجمهوري الذي كان مقرباً من الرئيس بشار الاسد،قبل أن ينشق عنه عام 2012 ويغادر سوريا.


طلاس الذي لم ينضم الى أية مجموعة معارضة منذ مغادرته سوريا، يلتزم الصمت في شأن الاتصالات الجارية، وهو يبدي في اتصال مع "النهار" تفاؤله بالمستقبل،مكتفيا بأنه "ضمن المشروع الجديد لسوريا".


وفي التحركات السياسية الروسية كان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في باريس أمس والتقى رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني السوري صالح مسلم.


وزارة الخارجية الروسية أوضحت أن "البحث ركز على التطورات في سوريا وحولها مع التأكيد على تعزيز الجهود في مكافحة تهديد "داعش" والمنظمات الارهابية الاخرى وتشجيع تسوية سياسية على أسس بيان جنيف".
مشاورات واتصالات عدة سبقت التدخل العسكري الروسي في سوريا كانت تعكس الجهود الروسية لعقد جنيف 3 أو مؤتمر جديد يضم المعارضة والنظام في موسكو. ومع الانخراط العسكري الاخير لها، تسعى الى اعادة تفعيل المسار السياسي وفقا لاجندتها الخاصة التي تشمل ايضا عرضاً لوقف النار في حلب وبعض النقاط الساخنة الاخرى ، وذلك بموازاة المؤتمر الدولي الذي دعا اليه المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دوميستورا.
وفي الاتصالات التي تجربها روسيا مع قيادات معارضة، ليس ثمة ما يوحي بحل حاسم لعقدة الاسد، وإن تكن المعارضة تلمس محاولة روسية للايحاء بأن الرئيس السوري ينوي إما مغادرة دمشق شرط اجراء انتخابات أو في "تنازل" منه لانقاذ سوريا.
مركز الشرق للبحوث الذي يديره العضو السابق في مجلس الشعب السوري سمير التقي يقول إن الفرضية الثانية هي على طاولة البحث حالياً.ويلفت الى أن الموعد المحدد لرحيل الاسد ليس محدداً بموجب المساعي الروسية، مذكرا بأن بوتين لمح الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبعض القيادات المعارضة في كلام غامض أن اتفاقاً على العمليلة السياسية سيشمل حتماً رحيل الاسد في مرحلة يتم الافاق عليها، وأنه إذا جرت الامور كما هو مخطط لها فهو يضمن شخصيا رحيل الاسد.


مقاربة بوتين في نظر معارضين ترمي الى زيادة الانقسام في صفوفها على أساس قبولهم خطته أو رفضها، مع رهانه على دعم دولي واسع، وخصوصا اذا تنحى الاسد أو ابدى نيته في القيام بذلك.
حتى الان يبدو بوتين مستعدا لكل الاحتمالات، بما فيها رفض خطته. وهو على الارجح يراهن على أن الحشود التي دفع بها الى سوريا كافية على الاقل لضمان حدها الاقصى مع "سوريا صغرى".


[email protected]
twitter:@monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم