الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

وسط بيروت ليس القدس المحتلة وساحة النجمة ملك الشعب - بالفيديو والصور

المصدر: "النهار"
محمد نمر
وسط بيروت ليس القدس المحتلة وساحة النجمة ملك الشعب - بالفيديو والصور
وسط بيروت ليس القدس المحتلة وساحة النجمة ملك الشعب - بالفيديو والصور
A+ A-

ليست القدس المحتلة وعناصر #القوى_الأمنية ليسوا "صهاينة". إنه #وسط_ بيروت حيث الأملاك الخاصة والعامة، غير المستباحة لصنّاع الشغب. ساحة النجمة ليست حكرا على المسؤولين. المتظاهرون بشر يحق لهم التعبير والوصول إلى كل بقعة جغرافية على الأراضي اللبنانية محسوبة ملكاً عاماً. عناصر القوى الأمنية موظفون ينفذون الأوامر، يبحثون عن لقمة العيش ولديهم مطالبهم أيضاً... وماذا يقال بعد عن تحرك أمس جانب مبنى "النهار" وفندق "لو غراي"؟



 


المشهد كان مزعجاً. خراطيم المياه لم ترحم أحداً. المتظاهرون حولوها لعبة "الصمود بوجه الخرطوم". كاميرات بعض القنوات التلفزيونية تشعر بالنشوة. نسبة المشاهدين ترتفع. كان واضحاً أن المتظاهرين لديهم نية تجاوز الحاجز الاسمنتي والشريط الشائك. هدفهم الوصول إلى ساحة النجمة وما المانع في ذلك؟ هل باتت ساحة النجمة مقراً محظوراً على الشعب وبلاطها لا يدعسه سوى المسؤولين الفاشلين في ادارة هذه الجمهورية؟



 


لم يعد في المكان التحدث عن "مندسين" فالمتظاهرون أنفسهم هم من رسموا هذا المشهد بالأمس، ولا يتهربون من أفعالهم بل يعيدون السبب إلى العنف المفرط الذي استخدمته القوى الأمنية في حقهم. "الله يرحم" أيام التظاهرات المليونية التي لم تشهد ضربة كف. بعد انتهاء التحرك أمس حاول فندق "لو غراي" أن يلملم نفسه. إنه أكثر التحركات ضرراً على هذا الفندق. تكسير بوابة زجاجية لمطعم غوردون كافيه. نزع بلاط الواجهة وتكسيرها لتحويلها سلاحاً بوجه القوى الأمنية. هل نحن أمام "انتفاضة حجارة؟". تكسير كاميرات وكتابات على واجهات الفندق الزجاجية. إنه خطأ وعلى المتظاهرين الاعتراف. حتى مطعم "DT" لم يسلم من أحجار هؤلاء التي كسرت الحاجز الزجاجي للحديقة الخارجية. في المقابل كانت القوى الأمنية مرتاحة باستخدام المياه. فوج الاطفاء يملأ الخزان والخراطيم ترش المتظاهرين... ماذا حقق الطرفان؟



 


وداعاً واجهة "لو غراي"


من يجول في المكان الذي تحول ضحية للتحرك، يشاهد عبوات المشروبات الغازية التي رشقت بها القوى الأمنية، وعبوات المياه التي تم ملؤها بالأحجار لتكون مؤذية. والسؤال الأهم: ما ذنب اشارة "ممنوع الوقوف" بما يحصل؟ أيضا تم انتزاعها من جذورها.


فندق "لو غراي" لا يزال في عملية رفع الأضرار، وبحسب مديرة العلاقات العامة والتسويق في الفندق ريتا سعد فإن الاضرار شملت "نزع بلاط عواميد واجهة الفندق، وتكسيرها لاستخدامها، كما حطم باب مطعم "غوردون كافيه"، وحطم بعض الكاميرات"، لكنها تؤكد لـ"النهار" أن "الحصيلة النهائية للاضرار لم يصدر بعد".



 


يحاول "لو غراي" ألا يكون طرفاً في ما يجري، ولا ترفض سعد في أن تكون "الحكم" في تحديد الجهة التي كسّرت البلاط، لكنها أكيدة من أن "التكسير طال أماكن لا يمكن للمياه أن تصل إليها"، وتأسف لما حصل وتقول: "كان يمكن تفاديه".


تمركز المتظاهرون بجانب الفندق والقوى الأمنية أيضاً من الجهة المقابلة وأثناء الموجهات، كان هم الادارة "حماية الناس في الفندق أكانوا من النزلاء أو الموظفين أو المدراء"، وتقول سعد: "نحزن على الاضرار المادية لكنها تعوض والمهم أن لا أضرار بالأرواح، ونتمنى أن يكون ما حصل درساً للجميع، وأن نتعلم من أخطائنا وننظر إلى الأمام، فالثورات جيدة عندما يكون لها نتيجة".


الموظفون والنزلاء


المواجهات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الخميس ما دفع بالادارة إلى الطلب من الموظفين المبيت في الفندق، وتوضح سعد: "ليست المرة الأولى التي يبيت فيها الموظفون في الفندق، فعندما نشهد قطع طرق ينام الموظف في الفندق حتى يؤمن وصوله أو كي يعود في اليوم التالي بعد عودة الهدوء إلى منزله".


ماذا عن النزلاء؟ "جزء منهم لم يستطع الوصول إلى الفندق على الرغم من وصوله إلى المطار. منهم أخذوا القرار بتناول العشاء في الخارج إلى حين انتهاء التحرك وعادوا متأخرين، ومنهم من قرر اللجوء الى فنادق أخرى، أما الحاضرون فانقسموا بين مشاهدين لما يجري من الشرفات وأخرين فضلوا الجلوس في الداخل"، مؤكدا "عدم حصول أي حالة هلع في الفندق، بل نوضح للنزلاء طبيعة ما يجري بأنها تحركات مطلبية ويحصل احتكاك مع القوى الأمنية في حالات مماثلة في كل بلاد العالم".



 


وعلى الرغم من حجم الاضرار التي يتعرض لها الفندق منذ بداية الحراك، إلا أنه اتخذ قرار التفاؤل وقرر المتابعة في أعمال البناء للاجزاء غير المنتهية من الفندق، وتقول سعد: "الاثنين سنرفع السقالات لنكمل اعمار الفندق، فهناك جزء لم ينته بعد سنكمله وسيكون هناك تسهيلات جديدة وغرف جديدة، ولوبي واسع". أما في شأن الجهة التي ستتكفل بدفع تكاليف الاضرار تقول: "لم يصدر القرار بذلك بعد ولا زلنا نرفع الاضرار" ، وتوجهت للشكر لشبان حملة "طلعت ريحتكم" الذين عرضوا التطوع للتعاون على اعادة الامور إلى نصابها.


طلعت ريحتكم: لا نقصد ذلك


فبرأي الحملة ما حصل "غير مقصود"، ويقول الناشط في "طلعت ريحتكم" طارق ملاح لـ"النهار": "معركتنا كانت مع القوى الأمنية التي وقفت بوجهنا عندما اردنا الوصول إلى ساحة النجمة، فنحن لم ننزل لنخرب"، مذكراً بأن "القوى الأمنية كانت تحتمي بمبنى لو غراي وطالبنا أكثر من مرة بفتح الطريق ولم يرد أحد علينا".


ملاح لا يعلم ما حجم الاضرار التي تسبب بها التحرك أمس ويوضح: "أعلنا أننا مستعدون للتعاون لأن هذا غير مقصود أبدا ولو هناك تخريب مقصود لكنا وصلنا إلى أكثر من ذلك وكانت اتسعت مساحة التخريب فهناك مبان أخرى في المنطقة كمبنى النهار مثلاً ولو لدينا النية بالتخريب لكسرّنا أكثر لكن لا نية لدينا في ذلك"، ويضيف: "هدفنا كان الوصول إلى ساحة النجمة ولو وصلنا إليها لما حصل ما حصل، وسبق وأرسل عدد من المحامين الطلب لازالة العوائق على مداخل ساحة النجمة لكن هناك قراراً بعدم دخولنا".


ويسأل: "لماذا ممنوع دخولنا؟ انها ساحة عامة وليس ملكاً لأحد وهم من قرروا اغلاقها فليجيبنا رئيس المجلس نبيه بري عن سبب اغلاقها؟ هل هي ملكه وهل كتبها الشعب اللبناني باسمه؟ فمعلوماتنا أن حرس المجلس باوامر من بري أمر بعدم ادخال الناس"، نافياً "حصول سوء تنظيم في التحرك، بل كانت المجموعات منظمة والحملات اتفقت على دخول ساحة النجمة، ومن غير المقبول أن تقف القوى الأمنية بوجه الشعب، وكان هناك استخدام مفرط للعنف ويتحمل مسؤوليته وزير الداخلية نهاد المشنوق".


"بدنا نحاسب": ندين ولكن..


حملة "بدنا نحاسب" أيضا تستنكر ما جرى، وترفض التعدي على الاملاك الخاصة والعامة من نوع التخريب او التكسير لكن برأي أحد ناشطيها علي رمضان "في ظل القمع الذي يتعرض له المتظاهرون لا تقاس ردود أفعالهم"، ويضيف: "انكسرت كم بلاطة" وهذا عمل غير سليم، لكن في ظل القمع الذي نتعرض له والوحشية في القمع من قوى الأمن تحصل أخطاء وهفوات ويجب تداركها في مرحلة قادمة ولا نحملها أكثر مما تحمل ولا نستخدمها كقضية لضرب الحراك".


أيضاً هدف الحملة كان اجتياز الحاجز والوصول إلى ساحة النجمة، ويقول رمضان: "إنها أملاك عامة والوصول إليها يعني كسر سجن الدولة ضمن بقعة عامة وتحرير الدولة من السجن والقول أننا الشعب لا نريد أن ننعزل عن السلطة التي نطالب باصلاحها لتكون بخدمة قضايا المواطنين، وطالبنا بعقد جلسة طارئة لتدارك الحال التي وصلنا إليها".


وعن رشق القوى الأمنية بالحجارة واصابة بعضهم يقول: "القوى الأمنية أيضاً اطلقت علينا قنابل مسيلة للدموع ورشتنا بالمياه التي تؤذي فهناك من تأذى في عينه بسببها ولم نعلن مسبقا ان قوى الامن هي خصم لنا لكنها تنفذ اوامر سلطة سياسية ونحن نواجه هذا القرار".


ويشدد على أن "تجاوزنا الحاجز والوصول إلى الساحة لا يعني أن المطالب تحققت بل نريد أن تجتمع الحكومة وتصدر المراسيم لرفع الاذى والضرر عن المواطنين، واطلاق يد القضاء في محاسبة الفاسدين". ويضيف: "المتظاهرون كانوا يدافعون عن أنفسهم وتم اعتقال 6 ناشطين مع الدقائق الاولى من الاعتصام وقبل محاولة اجتياز الخط وهذا الأمر يتم التعامل معه بهذه الطريقة ويحصل ذلك في كل دول العالم".



[email protected]


Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم