صغيري يرفض تناول الطعام وحده... كيف أتصرّف؟

عندما يبدأ طفلكم بالنمو ويتجاوز عمره العامين تتغير عاداتكم في التعامل معه كأن تتركوه يتناول الطعام وحده، لكنّ بعض الأطفال يتناولون ملعقتين أو ثلاث لوحدهم ثم يطالبون أهلهم بمساعدتهم أو إطعامهم بأنفسهم . كيف تتصرفون إزاء هذا الأمر؟ معظم الأطفال يغضبون إن لم تتركوهم يقومون بالأشياء بنفسهم، لماذا لا يريد طفلكم القيام بالأمر بنفسه ويطلب مساعدتكم؟

اختصاصيو التربية والأسرة في موقع Parents، يشدّدون على ضرورة التعامل بشكل خاص مع الطفل الذي يرفض تناول الطعام وحده. لا يجوز أولاً ضربه ومقاصصته بل عليكم التروي ومعرفة الأسباب الكامنة وراء تصرفه هذا.

في عمر السنتين يمرّ الأطفال بمرحلة نزاع ومعارضة للأهل تشبه تلك التي يمر بهاالمراهقون. في هذا العمر تحديداً يبدأون بالتعبير عن أنفسهم في شكل مختلف عن السابق، إذ يكونون قد أجادوا التعبير اللغوي كما تختلف حركاتهم الجسدية ودوافعهم النفسية.

معروف أن وجبة الطعام تشكل للطفل مناسبة للتعبير عن النفس أمام العائلة، فيحاول معارضتهم وجذب الأنظار إليه. وهو في كلّ الأحوال لا يرفض الطبق الذي يقدم إليه – سواء أحبّه أم لا – لكنّه يرفض في الواقع الأمر الذي يمليه عليه الأهل.

وعمر السنتين حسّاس للطفل خصوصاً إذا بات له شقيق أو أخت أصغر، فيحاول الاعتراض على أوامر تناول الطعام وحده مثلاً كي يتولى الأهل بإطعامه كما لو أنه لا يزال صغيراً، وذلك طمعاً ببعض الاهتمام والغنج. في هذه الحال عليكم إعارته القليل من الاهتمام كالسابق، عانقوه مثلاً قبل البدء بوجبة الطعام.

وعلى الأهل التنبه إلى ضرورة عدم ضرب الطفل أو معاقبته أو الضغط عليه بأي وسيلة كي يتناول طعامه. فاهتمامكم به سيجعله يشعر من جديد بأهمية مبدأ "القيام بكل شيء بنفسي". لا تنسوا أن وجبة الطعام يجب أن تبقى مكان لقاء العائلة الأجمل.

أما في حال كان يعاني فعلاً اضطرابات في تناوله للطعام وانخفاض كميات الأكل لديه، فعليكم مراقبة وزنه وإن لاحظتك أنه صار مقلقاً فلا تتوانوا عن استشارة الطبيب.