الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

زوج سارة يكبرها بـ 35 عاماً..." ضربني وتركني وحيدة في بيروت"

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
زوج سارة يكبرها بـ 35 عاماً..." ضربني وتركني وحيدة في بيروت"
زوج سارة يكبرها بـ 35 عاماً..." ضربني وتركني وحيدة في بيروت"
A+ A-

حادث سير طفيف غيّر لا بل خرّب حياتها، عرّفها برجل أحلامها بداية وعذبها في النهاية، هي واحدة من اللواتي دفعن أثماناً ولا يزلن، هي سارة التي كتب عليها الزواج برجل يكبرها بخمسة وثلاثين عاماً ويكبر والدها بعشرة، ورغم ذلك لم يقدّر تضحيتها فأهملها، ضربها وهجرها.


قد يعتقد من يقرأ قصتها أنها فتاة بسيطة تتحدر من بيئة فقيرة، لكنها كما قالت من "العائلات الثرية في العراق، والدي رجل أعمال، أمضى طوال وقته في التنقل بين بلدان العالم، اما والدتي فكانت تسكن مع اشقائي في دبي حين اصطدمت سيارتي بسيارة ابرهيم لتبدأ صفحة جديدة من حياتي أتمنى الآن لو أنها لم تكتب".


سبعة أشهر من الاهتمام والحب عاشتها سارة (21 عاماً) " كان يهتم بأدق تفاصيل حياتي، لا يرفض لي طلباً متى أريده أجده إلى جانبي شعرت به أبا وأخاً ولم أفكر يوماً بالارتباط به، لكن في النهاية وقعت في غرامه وقررت الزواج به. والدي لم يصدق للوهلة الاولى، فابرهيم يكبره بعشر سنوات، لكن أصررت على الأمر، توقفت عن تناول الطعام والكلام مع عائلتي، عندها خيّروني بينهم وبين "الدخيل" فاخترت ابرهيم".


"تجارة" خاسرة


تركت أهلها، جامعتها، أصدقاءها ومحيطها، لكن هل وفّاها ما ضحت به؟ " تركنا #العراق وسافرنا إلى لبنان، لفتح مشروع وبدء حياة جديدة، استأجر لي استوديو في الجديدة لكنه جلب زوجته وولديه كذلك واسكنهم في جونية ". وأضافت: "فعلاً لا نعرف حقيقة الشخص إلا عندما يجمعنا سقف واحد، تغيّرت كل تصرفاته طريقة أكله وحديثه، استغربت بداية لم يكن ذلك الرجل "الكلاس" الذي اعتدته، طريقة مضغه للطعام غريبة... شيء مقزز".


أكاذيب كثيرة


المشروع الذي تحدث ابرهيم عنه ذهب أدراج الريح، "لم يقم بأي مشروع ولا يملك مالاً كما أخبرني، مع الوقت بدأ يجبرني أن أطلب أموالاً ممن استمروا يتحدثون معي من أهلي، خف اهتمامه وبدأ يغيب عن المنزل أياماً، أرادني فقط من أجل أن يتباهى أمام الناس أنه يرافق فتاة صغيرة وانه لا يزال في عز شبابه وحين أطلب منه حقي في معاملة جيدة يأخذ الامر بسخرية".


ضرب واجهاض


مع الوقت اعتادت يد ابرهيم ضرب سارة، " منذ ثالث يوم زواج بدأ يضربني، غيرة وشك استحكما بتصرفاته، وعندما ينتهي من ضربي يعاود مراضاتي ولأني احبه اسامحه، لكن غيابه المطوّل عن المنزل بدأ يفقدني صبري". حملت سارة من ابرهيم الا ان زوجها اجبرها على الاجهاض، أما آخر اشكال وقع بينهما فكان " قبل نحو أسبوعين، قدم الى المنزل بعد غياب نحو عشرين يومياً، جلس طوال الوقت يبعث برسائل على الهاتف وعندما أردت معرفة من يراسله جن جنونه وبدأ يضربني وحاول قتلي بالسكين وتكسير أثاث المنزل، حتى وصل به الأمر إلى طردي بملابس النوم ما دفعني الى رفع شكوى بحقه أمام النيابة العامة".


ذنب غير مغفور


هي اليوم تعيش وحيدة في بلد لا تعرف أناس فيه سوى عدد قليل من الاصدقاء "والدي يرفض أن يغفر لي ذنبي، فما فعلته بالنسبة إليه والمجتمع الذي تربى فيه كبير، حاولت الاتصال به مرات عدة لكنه مصرّ على موقفه لا سيما بعدما غادر العراق مع والدتي وشقيقي وشقيقتي وسكنوا في لندن كي يهربوا من كلام الناس، آمل ان يأتي يوم ويسامحني"، تصمت قليلاً وتبتسم بسخرية على ما أوقعت نفسها به.


مستقبل غامض


بلا عمل تعيش سارة "أحيانا تبعث لي خالتي أموالاً لدفع الايجار وأحيانا استدين من أصدقائي، ابحث الآن عن وظيفة لكي أؤمن ايجار المنزل والمصاريف"، ولفتت "لم يعد باستطاعتي العودة إلى بلدي اذ لم يبق لي أحد هناك، ولن أخاطر في الذهاب كي لا يجبرني ابرهيم على البقاء داخل أربعة جدران والاستفراد بي وضربي، إذ سافر بعد اشكالنا الأخير إلى مسقط رأسه بغداد".


أفكار سوداء


فكرت سارة بالانتحار مرات عدة وهي اليوم تطالب بالطلاق"ذهبت مراراً إلى البحر لكن في اللحظة الأخيرة تراجعت عن رمي نفسي إذ لا أريد اظهار ضعفي أمام القدر وأتركه يفرح أنه غلبني، سأصارعه حتى الرمق الأخير، فأنا فتاة تحب الحياة، نعم أخطأت، لكن من يعرف الفجوة الكبيرة التي تركها غياب والدي عن المنزل قد يعذرني على سوء اختياري"!


مساواة في الحقوق


المنسقة الاعلامية في جمعية كفى مايا عمار قالت لـ"النهار" أنه فيما يخص العنف الأسري تتساوى المرأة اللبنانية والأجنبية في الحقوق على الاراضي اللبنانية، ولفتت: "القانون 293 حول العنف الأسري الصادر في العام 2014 ينطبق على جميع النساء في لبنان وليس فقط على اللبنانيات، وأول سيدة أخذت قرار حماية العام الماضي تحمل الجنسية السورية، لذلك تستطيع سارة التواصل مع القوى الأمنية ويجب ان تلقى المعاملة ذاتها كأي لبنانية، فيحق لها ان تطلب الحماية أو تتقدم بشكوى".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم