الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مستشفى صيني في مرجعيون: وخز بالابر "وكاسات هواء"

المصدر: "النهار"
رونيت ضاهر
مستشفى صيني في مرجعيون: وخز بالابر "وكاسات هواء"
مستشفى صيني في مرجعيون: وخز بالابر "وكاسات هواء"
A+ A-

يكتسب #المستشفى_العسكري الذي تديره الوحدة الصينية العاملة في القطاع الشرقي في اليونيفيل منذ عام 2006 في ابل السقي في #مرجعيون اهمية مزدوجة في الخدمات الصحية التي يقدّمها سواء لعناصر القبّعات الزرق ام للمدنيين، فهو الى جانب توفيره كلّ الاختصاصات الطبية وصولا الى اجراء عمليات جراحة بسيطة فهو يوفّر ايضا الطب الصيني التقليدي او الطب البديل كالوخز بالأبر و"كاسات الهواء" التي تلقى اقبالا لمعالجة آلام الجسم.
ثلاثون من العناصر بين طبيب وممرّض وتقني يشكّلون فريق عمل المستشفى الذي يشمل في خدماته الصحية كل الفرق الدولية التي تشكّل القطاع الشرقي اي الاسبانية والهندية والاندونيسية والنيبالية، ويعملون ليل نهار لتوفير الخدمات الصحية مجانا اضافة الى تقديم الأدوية الضرورية.
وتتوفر علاجات الطب العام الى الأسنان والاطفال والنسائي والعظم والجراحة والتصوير الشعاعي وغيرها من الاختصاصات يوفّرها المستشفى الذي يضمّ 20 سريرا ويستضيف يوميا بين43 مريضا معظمهم يغادر بعد اتمام العلاج اللازم ومن احتاج عناية اضافية يمضي ليلته في المستشفى المجهّز لهذه الغاية.
لا يكتفي الفريق الطبي بمعاينة المرضى في المستشفى ، بل يزور بعض القرى بعد التنسيق مع فريق التعاون المدني والعسكري لمعاينة المسنّين والاطفال وتقديم الأدوية وتنظيم حملات توعية حول بعض الامراض وسبل الوقاية منها.


"سفيرة فوق العادة"
يضم الفريق 9 نساء بين طبيبة وممرّضة بينهنّ مديرة المستشفى الطبيبة الليوتنانت كولونيل ماو بينغ . وللمرة الاولى تتولّى امرأة ادارة المستشفى منذ تأسيسه وأوّل ، فضلاً عن تسلمها مسؤولية وحدة في اليونيفيل ما ترك انطباعا ايجابيا لدى الجميع خصوصا وانّها تسعى الى تمثيل بلادها خير تمثيل عبر نشاطات وبرام عدة.
"النهار" التقت بينغ في مكتبها للحديث عن واقع المستشفى وتجربتها في عملها العسكري والطبّي عن هذه التجربة تقول: "رغم ان البعض يظنّ انّ المرأة أضعف من الرجل فإن الصين تؤمن بالمساواة، لذا لم يكن اختياري من رؤسائي لهذه المهمّة أمرا مستغربا، وانا سُعدت بهذا الأمر رغم انّني سأكون بعيدة من عائلتي مدّة عام كامل. في البداية تطلّب مني الأمر بعض الوقت للتأقلم بطبيعة العمل في هذه المهمّة، ولاسيما ان زملائي رجال لكنني لاحظت انّهم باتوا يقدّرونني ويعاملوني في شكل مميّز ما سهّل علي انخراطي سريعا في هذه المهمّة".
تدير بينغ المستشفى في شكل دقيق ومنظّم لكنّها لا تعالج المرضى الا في حالات الطوارئ او عندما يتطلّب الامر تشخيصا لحالة مرض معيّنة فيكون لها القرار بذلك.
لافتة ابتسامتها الدائمة، ورغم انها لا تجيد الانكليزية فهي قادرة على التواصل مع جنسيات مختلفة. لا بدّ من سؤالها عن كيفية تأقلمها بهذه المهمّة العسكرية بعيدا من عائلتها طوال عام ،فردّت : "انا متزوّجة ولدي ابنة تزوّجت قبيل مغادرتي الصين. لا شكّ أنّني اشتاق لها كثيرا وانا على تواصل معها ومع زوجي في شكل يومي، ولكن كوني انتمي الى مؤسسة عسكرية تقتضي مهمّتنا التعالي على المشاعر والاشتياق في سبيل انجازها على أفضل وجه".
ترتدي بينع القبّعة الزرقاء كما غيرها من جنود حفظ السلام من عشرات الجنسيات الذي يؤدّون مهمّة الأمم المتحدة وينفذون قراراتها، الا انّهم في الوقت عينه سفراء لدولهم يحملون اعلامها وينشرون ثقافاتها وحضاراتها ولغاتها عبر برامج ونشاطات مختلفة. وتعتبر بينغ ان طريقة التصرف مع الآخرين هي أهم وسيلة للتعريف عن ثقافة اي شعب .وتقول: "من خلال طريقة تعاطينا مع الغير سواء مع الزملاء في اليونيفيل ام المدنيين فإنّنا نعكس صورة بلدنا وثقافة شعبنا، اضافة الى اننا نشارك بأي نشاط اجتماعي يمكن لنا من خلاله التعريف بحضارتنا ايضا من خلال تقديم رقصات تراثية شعبية . ونرتدي الزي التقليدي لبلادنا، وشاركت شخصيا في عدد من المناسبات بتقديم رقصات الى جانب زميلات لي ، الأمر الذي اثار اعجاب الجميع وتقديرهم". وعن سبب ذلك اجابت: "انا احب الفنون على انواعها وأجيد الغناء والرقص، لا يهمنّي اذا كنت في موقع مسؤولية ام جندي فمهمّتي تقتضي بذلك وانا سعيدة وفخورة بهذا الأمر الذي اعتبره من صلب مهمّتي وهي تمثيل بلادي والتعريف بها خصوصا وان الفرصة متاحة امامنا بفضل وجود زملاء من جنسيات مختلفة اضافة الى ابناء الشعب اللبناني الذي جئنا من اجل أمنه وسلامه من بلادنا البعيدة.


بين الطب العادي والصيني
رغم اختصاصها في الصحة العامة وممارستها للطب، فإن بينغ تلجأ في بعض الأحيان للطب الصيني التقليدي او الطب البديل الذي لا يُغني بحسب رأيها عن الأول لكنّه فعّال في معالجة بعض الآلام الموضعية كآلام الرأس والظهر والرقبة وغيرها كالوخز بالأبر وكاسات الهواء التي تعطي راحة للجسم وتزيل التشنّج، مشيرة الى ان الطبيب المختصّ يستقبل يوميا نحو ثمانية مرضى بين عسكريين ومدنيين.
رافقتنا بينغ في جولة داخل اقسام المستشفى وبينها قسم الطب الصيني حيث كان يخضع احد الجنود الصرب للعلاج نتيجة اوجاع في الظهر. بابتسامة وثقة ان فريق عملها يقوم بكل ما في وسعه لانجاز المهمّة بنجاح ختمت قائلة: "نضع كلّ جهودنا من اجل السلام في لبنان ونضحّي بأنفسنا من اجل هذه المهمة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم