الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أم وزوجها وجنينها وابنتها في العالم الآخر... قصة الحادث المروّع

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أم وزوجها وجنينها وابنتها في العالم الآخر... قصة الحادث المروّع
أم وزوجها وجنينها وابنتها في العالم الآخر... قصة الحادث المروّع
A+ A-

الحادث المروّع الذي وقع الأحد على طريق القلمون- طرابلس، فأزهق ارواح ثلاثة وصدم أحبابهم بخبر وفاتهم. في الواقع لم يكونوا ثلاثة كما تم التداول، فرابعهم كان جنيناً لم يكتب له أن يرى النور ويخرج الى هذه الحياة حياّ، فلقي مصرعه وهو بعد في بطن والدته.


شبح الموت كان متربصاً هذه المرة على أحد أوتوسترادات الشمال، ما إن مرت سيارة ميني كوبر حتى انقض عليها، و"افترس" من كان فيها، سوزان العموري (37 عاماً) وزوجها فادي مراد(33 عاماً) وابنتها من زواج سابق مريم الطباع شلبي (17 عاماً)، بالاضافة الى جنين كانت حاملاً به في شهرها الثالث. "ضحكت الحياة لسوزان قبل تسعة أشهر حين ارتبطت بفادي، لتعاود الضحك لها عندما علمت بخبر حملها منه، لكن ما لم تعلمه أنها ضحكة شريرة ولن تدوم طويلاً، وأنها ستغادر وأحبائها الى عالم آخر قريباً، تاركة فتاتين وابنًا من زوجها الأول يبكون أماً، كانت تملأ الدنيا ضحكاً وفرحاً"، بحسب ما قاله سليمان شقيق فادي لـ"النهار".


 


معاً على الأرض وفي السماء
جمع فادي وسوزان الشمال والجنوب بحبّهما، فهي من عائلة تسكن في ابي سمرا، أما فادي فمن الحنية_ صور. "وكانا يوم الحادث في زيارة الى أحد اقاربها في ابي سمرا لتهنئته على اتمامه فريضة الحج. الحادث وقع عند الساعة الثامنة والنصف مساء في طريق العودة الى منزلهم في الحوش"، قال سليمان.
"مريم أول من سلّمت الروح، ومن ثم البقية "، بحسب أحد مخاتير منطقة الحدادين، "لذلك تم طبع ورقة نعوة لها من دون والدتها التي كانت لا تزال على قيد الحياة". وأضاف "الحادث كبير جداً يظهر مدى السرعة التي كانت عليها سوزان عند قيادتها السيارة ما أدى إلى انقلابها".
استثمرت سوزان فندقاً ومطعماً في منطقة الناقورة، أما فادي بحسب مختار بلدته "فكان يعاني من ازمات مالية، ما دفعه إلى السفر الى إحدى الدول العربية قبل أن يعود إلى وطنه".


 


خطأ مزدوج
مصدر في #قوى_الأمن_الداخلي أكد لـ"النهار" أن "مفرزة سير طرابلس تحقق في الحادث لمعرفة حيثياته، لكن كما يعلم الجميع فإن هذا الاوتوستراد يعرف بأوتوستراد الموت نظراً لارتفاع نسبة الحوادث عليه". وهذا ما أكده أمين سر جمعية اليازا المتخصّص في إدارة السلامة المرورية كامل ابرهيم الذي قال "يشهد هذا الطريق نسبة مرتفعة من الحوادث لا سيما في العام 2015 حيث سقط عدد كبير من الضحايا، أما السبب الرئيسي للحوادث فهو السرعة الزائدة، اذ يُغري عرض الاوتوستراد وطوله الناس بالسرعة". وأضاف: "صحيح أن هناك خطأ على المواطنين الذين يتصرّفون بتهور يؤدي الى عواقب وخيمة، لكن في الوقت نفسه يجب اعادة نظر في كيفية تعاطي القوى الأمنية مع تطبيق القانون على هذه الطرق، بمعنى ضرورة وضع خطة لدراسة كيفية تخفيف السرعة، بغير الطريقة المتبعة والغير فعالة بتاتًا نظراً لاعتقاد العديد من المواطنين ان تطبيق القانون خفّ في الفترة الأخيرة والرادارات غير موجودة، وهذا يعود الى الآلية البطيئة لتبليغهم بمخالفاتهم كونه لا توجد مكننة، إضافة إلى وجود عناوين خاطئة لمالكي المركبات لدى هيئة إدارة السير، مما يصعّب عملية التبليغ".



ابرهيم شدد على ضرورة وضع " #رادارات ثابتة على الاوتوسترادات السريعة وتكثيف الرادارات المتحركة، مع تبليغ المخالفين بشكل سريع، علّ ذلك يكون خطوة في تخفيف عدد الضحايا، لا سيما ان عداد الموت بات يسجل أرقاماً كبيرة في كل حادث، كما حصل مع سوزان وزوجها وابنتها، واليوم في الحادث الفظيع الذي سقط خلاله اربعة ضحايا على نهر الموت".


أبعد القدر الذي جمع فادي وسوزان جسديهما الواحد عن الآخر، فواحد سيدفن في الجنوب والآخر في الشمال، لكنه لن يستطيع أن يباعد بين روحين أبت احداهما ان تغادر الدنيا من دون الأخرى ليكملا الحياة في العالم الآخر سوياً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم