الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المعارضة السورية ستردّ بعمليات نوعية

المصدر: "النهار"
محمد نمر
المعارضة السورية ستردّ بعمليات نوعية
المعارضة السورية ستردّ بعمليات نوعية
A+ A-

بعد التدخل الروسي الفاضح في قصف مواقع المعارضة المسلحة، فإن الشعب السوري يراقب والمجتمع الدولي، وينتظر من الدول الصديقة الردّ، وإلا سيشعر بأنه بات يواجه وحده، وأن هناك مؤامرة لإنهائه بالقوة. وحتى الساعة لم نسمع سوى الكلمات القاسية تجاه التدخل ولم نلمس أي خطوة عسكرية أو سياسية واضحة من شأنها أن تكبح الهيستيريا الروسية.


#روسيا صمتت عسكرياً أكثر من 4 سنوات، واختارت التوقيت الذي تنشغل فيه #تركيا بأوضاعها الداخلية والسعودية بحربها في #اليمن وأميركا في "نشوة" #الاتفاق_النووي لتدخل إلى الأجواء السورية متسلحة بمواجهة الارهاب، فيما بات واضحاً أنها تثبّت أقدامها في مستقبل #سوريا وتحاول أن تلعب بـ"جوكر" القوة لفرض اسم الرئيس السوري بشار #الأسد في المعادلة المقبلة، اضافة إلى ما يمكن أن تثمر هذه الضربات من مكاسب في الأزمة الاوكرانية.



الايجابية الوحيدة التي فرضتها صواريخ الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين هي تثبيت أقدام المعارضة على طريق الوحدة، وكان لافتاً الاجتماع الذي ضمّ نحو 72 فصيلاً عسكرياً وأعضاء من الائتلاف السوري المعارض، خرجوا ببيان واحد اعتبروا فيه أن الثورة أسقطت النظام فعلياً وأن الحرب المقبلة هي لتحرير الأرض من الاحتلالين الايراني والروسي، وأعلنوا رفض مشاريع التقسيم والتمسك بأهداف الثورة، ودعوا دول الاقليم والحلفاء إلى تشكيل حلف اقليمي لمواجهة الحلف الايراني - الروسي.
دخلت روسيا اللعبة ولم يعد في إمكانها التوسط بين المعارضة والنظام، وبرأي عضو #الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا فهي "انتقلت من داعمة للنظام إلى عدوة للشعب السوري وتشارك الآن في احياء أهداف النظام ووسائل عمله التي بدأها منذ بداية الثورة والممثلة بالخيار الأمني والعسكري والوهم بالقدرة على القضاء على الثورة وحل مشكلة البلد".



أما نائب رئيس الائتلاف هشام مروة فيعتبر أن "روسيا تحاول القضاء على المعارضة وتثبيت الاسد، لكن هذا الامر مستحيل لأن الأخيرة تستند إلى وجود شعبي، ومن المستحيل اضعافها او القضاء عليها، بل من الممكن أن يتراجع دورها بسبب الكثافة النارية ونوع السلاح"، منتقداً تردّد المجتمع الدولي في اتخاذ القرارات والمواقف الحازمة تجاه الروس.
"الائتلاف" في حال من العمل المتواصل وبحسب مروة "يجري العمل على تأمين الدعم الانساني والعسكري والسياسي لأن القصف يستهدف المدنيين والمعارضة المعتدلة"، معتبراً أن "الروس لن يستطيعوا أن يستمروا، وإذا ارادوا ان يتقدّموا على الأرض لإنهاء المعارضة فالأخيرة قادرة على المواجهة بردّ نوعي".



#دويلة_علوية
كثيرون لاحظوا في بداية التدخل أن الضربات اقتصرت على مواقع المعارضة المعتدلة وفي منطقة تعتبر جزءاً من مشروع الدويلة الأسدية، ويعتبر صبرا أن "التدخل الروسي يصب الماء في طاحونة النظام حول الكانتون الطائفي الذي ينوي النظام اللجوء إليه أو التمسك به، لأن الضربات العسكرية التي شهدتها الأرض السورية من الطيران الروسي خلال الايام الاربعة الماضية وكأنها ترسم حدود هذا الكانتون الطائفي، لذلك هي ضربت المناطق التي لا يوجد فيها موطئ قدم لداعش".



سوريا مقابل #أوكرانيا
وعلى الرغم من الهجوم الروسي "الأصم" يعتقد صبرا أن "كل المحاولات الروسية لن تجدي نفعاً لأن حزب الله وميليشيات إيران والعراق حاولت أن تنقذ النظام بعد سقوطه في العام 2012 لكنها فشلت واليوم روسيا تريد أن تقوم بالمهمة بنفسها"، مضيفاً: "لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك، إنما كل ما في وسع بوتين هو وضع سوريا ورقة بيده على طاولة المفاوضات مع الغرب مقابل الورقة الاوكرانية".


صراع المصالح
الهدف الثالث الذي يريد الروسي أن يحققه بتدخله جاء بعدما أدرك أن النظام سينهار، وبرأي صبراً "هذه الأمر ليس بعيداً، وبالتالي فإن روسيا تريد أن تضع يدها على جزء من قاعدة المصالح في سوريا القادمة كي لا تنفرد ايران التي تحتل الساحة الاجتماعية والرسمية بتقرير مصير البلد في المستقبل".


ردّ محلي
على الرغم من غياب أي فعل عسكري لمواجهة الروسي، وبانتظار الدعم العسكري، أقله بمد "الجيش السوري الحر" بالسلاح النوعي، يراهن السوريون على معارضة الداخل، فهي استطاعت أن تحرّر العديد من المناطق ومن شأن عملية عسكرية نوعية واحدة أن تقلب الطاولة على الروس، ويؤكّد صبرا أن "الرد الوطني السوري قادم لا محالة لأن جميع قوى الثورة السورية اعتبرت أن التدخل الروسي هو احتلال للأرض السورية وإرادة السوريين".


ردّ إقليمي
لكن في الوقت نفسه يد واحدة لا تصفق، ولا بد من تحرك اقليمي، ويلفت هنا صبرا إلى "التحرشات التي شهدناها اليوم للطيران الروسي، حينما اخترق الأجواء التركية، إذ لا بد من ردّ اقليمي ونعتقد أن تركيا والسعودية وقطر لا بد أن تشكل رداً ما على هذا الاختراق، لأن التدخل الروسي الى جانب الايراني يشكل تهديداً حقيقياً ليس للاستقرار في سوريا بل للمنطقة". ويرجح أيضاً أن يكون هناك "رد أميركي وغربي على هذا الموضوع، ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً، لأن أحد وجوه الهجوم الروسي هو رسالة قوية للسياسة الغربية المترددة والحائرة خلال الفترة الماضية، خصوصاً سياسة الرئيس الاميركي باراك أوباما والتصريحات التي تنهار أمام سياسة الطائرات الروسية وأفترض أن هناك ردًّا غربياً".



وتمنّى صبرا أن يأتي الردّ على شكلين:
-"احياء فكرة المنطقة الآمنة التي سيلجأ إليها السوريون الآن من براميل الأسد وصواريخ بوتين.
- تزويد "الجيش الحر" بما يمكّنه من الدفاع عن نفسه لأن هذا حق مشروع، واعترفت به الشرائع الدينية وأكثر من 100 دولة، وآن الاوان للمواجهة بسلاح يواجه الطيران الروسي".



اتصالات وعمليات نوعية
أما مروة فيؤكد حصول اتصالات عالية المستوى، خصوصاً على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، ويقول: "اجتمعنا مع دول كبرى وصديقة وكان هناك مطالبة بالدعم، لكن السؤال: هل هذه الدول يمكن أن تقوم بالمطلوب؟ هذا الأمر يرتبط بظروفهم وبآلية العمل التي لا تخضع لارادة الشعوب فحسب بل هناك خطوط حمر".
هل الدعم العسكري قادم؟ يجيب مروة: "لا بد أن يأتي الدعم، لكن متى وكيف غير معروف"، معتبراً أن "الادانات الدولية للتدخل الروسي هي مقدمة لتقديم الدعم السياسي والعسكري ولا زلنا نأمل في ذلك، المعارضة السورية قادرة أيضا ان تدافع عن نفسها لكن المشكلة أن القصف يطال مدنيين". ويرى أن "الحل يكون بمتابعة الضغط السياسي والاستعداد لعمليات عسكرية نوعية تدفع هذا العدوان"، مذكراً بالاجتماعات بين الائتلاف والفصائل العسكرية للاستعداد لتنفيذ عمليات نوعية ضد الروس ويقول: "ننتظر الاعلان عن تفاصيل التنفيذ فقط".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم