السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رغم غياب المسوحات نسبة الفقر فوق 28% \r\n 200 ألف لبناني انضموا إلى قافلة الفقراء

ميليسا لوكية
رغم غياب المسوحات نسبة الفقر فوق 28% \r\n 200 ألف لبناني انضموا إلى قافلة الفقراء
رغم غياب المسوحات نسبة الفقر فوق 28% \r\n 200 ألف لبناني انضموا إلى قافلة الفقراء
A+ A-

مع تزايد معدّلات الفقر وتردّي أحوال عدد من اللبنانيين من جراء مراوحة نسب النمو عند مستويات متدنية والتأثير السلبي الذي خلفته أزمة اللجوء عليهم، تشير التقديرات إلى أنَّ مستويات الفقر زادت على 28% وأنَّ الآلاف انضموا إلى القافلة حديثاً. وسط الأجواء القاتمة، ثمة ومضة أمل تترجم بمحاولات فردية وجمعيات تحاول مساعدة هؤلاء ودعمهم.


لا وجود لتقارير حديثة أو أرقام جديدة تحصر نسب الفقر في لبنان ضمن إطار دقيق. لكنَّ المؤكّد أنَّه بين عامي 2004 و2005، كانت، وفق المعلومات التي اوردها الخبير الاقتصادي كمال حمدان، مُحدَّدة عند نسبة 28% من مجموع المقيمين، 8% منهم يعيشون تحت خط الفقر الأدنى، أي إنّهم في مواجهة مع أسوأ حالات الفقر، في حين تشمل الـنسبة المتبقية أشخاصاً مسمّرين بين الخطين الأدنى والأعلى.
واشار حمدان لـ"النهار" إلى أنَّه، استناداً إلى تحليلات متقاطعة مبنية على أعمال ميدانية جُزئية، وعلى تقديرات وضعها البنك الدولي عام 2013، أخذت في الاعتبار الثقل الذي خلّفته الأزمة السورية على الداخل، فإنَّ الأرقام طرحت احتمال زيادة ما بين 150000 و200000 مواطن إلى النسب الموجودة أساساً من جراء أسباب عدة يُلخص بعضها بإحلال عمالة الفقراء السوريين مكان اللبنانيين، خصوصاً في الوظائف الدنيا، إلى جانب مراوحة معدّلات النمو بين 2011 و2015 مكانها، دون مستوى 2%. ويُذكر أيضاً أنَّ تقديرات البنك أبرزت أنَّ ما بين 220 إلى 320 ألف مواطن انضموا إلى صفوف العاطلين عن العمل، "معظمهم من الشباب غير المهرة".
وتتركّز هذه النسب، وفق حمدان، في الشمال اولاً ثم البقاع فالجنوب، معتبراً أنَّ النتائج الطبيعية لهذه الحالات تتجلّى في زيادة الهجرة وارتفاع الاعتماد على المساعدات التي توفرها المؤسسات الدينية وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بتوفير نفقات كلفة المعيشة لهؤلاء، إلى جانب الالتحاق بالتحركات الشعبية والمدنية. وأخيراً، رأى أنَّ من أبرز الحلول لمعالجة هذه الأزمة، "تغيير قوانين التمثيل لإزاحة الطبقة السياسية، والمجيء تالياً بأشخاص قادرين على معالجة الملفات الشائكة كلّ على حدة، وحشد الموارد الحقيقية".


مبادرات تُخفف ثقل الفقر
تتكفل وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع البنك الدولي، بتقديم المساعدات للفقراء ضمن برنامج "المشروع الوطني لاستهداف الأسر الأكثر فقراً"، إذ يفيد منه حالياً نحو 286000 ألف شخص.
وتشرح مديرة المشروع بالإنابة هدى مهنّا لـ"النهار" أنَّ المشروع يوفر بطاقة "حلّا" للمحتاجين، يحصلون بموجبها على خدمات صحية وتسديد التكاليف الاستشفائية التي لا تغطيها وزارة الصحة، شركات التأمين أو الضمان، إلى جانب خدمات تربوية تستطيع الأسر بواسطتها إدخال أولادهم إلى المدارس الرسمية من دون دفع رسوم، وأخيراً بطاقة غذائية بقيمة تعادل 27 دولاراً، تفيد منها حالياً نحو 5 آلاف أسرة. وشدّدت على أنَّ ثمة مساعي لزيادة المبلغ إلى ما بين 30 و35 دولاراً.
ورغم أنَّ الحروب التي تزنّر المنطقة من كلّ الجهات حجبت الحس الإنساني، ثمة محاولات أخرى، فردية أو جماعية، ترمي إلى التخفيف عن صدور الفقراء وإطعامهم بلا مقابل. ومن أبرز هذه المبادرات، إنشاء سناك "سعادة السماء" الذي يقع قرب جسر المشاة والأحياء الفقيرة في منطقة برج حمود، والذي أسّسه الأب مجدي علاوي قبل نحو 5 أشهر تقريباً. هذا المكان مفتوح أمام المحتاجين من كلّ الفئات العمرية، من أي منطقة أو بلد أتوا.
الأمر عينه ينطبق على "بنك الغذاء اللبناني" المتحدر من جمعية "بنك الغذاء" التي تعود جذورها إلى الولايات المتحدة. وتتركز مهماته على جمع الفائض من الطعام "المطبوخ" أو حتى الطعام الجاف كالمعلّبات، بعد عقد اتفاقات مع فنادق، مطاعم، ومؤسسات معنية بتحضير الطعام. وتقوم الجمعية في ما بعد بتوضيب الفائض بطرق مدروسة وعلمية، ومن ثم توزيعه على العائلات المحتاجة عبر جمعيات تتعامل معها، وصل عددها حالياً إلى 65 جمعية.


[email protected]
Twitter: @melissaloukieh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم