الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اغتيال البلعوس يشعل السويداء... غضب الموحدين الدروز الى أين؟

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
اغتيال البلعوس يشعل السويداء... غضب الموحدين الدروز الى أين؟
اغتيال البلعوس يشعل السويداء... غضب الموحدين الدروز الى أين؟
A+ A-


بعد غليانه لأيام ثار بركان مدينة السويداء، فاغتيال أحد "شيوخ الكرامة" بعبوة ناسفة استهدفت موكبه كانت كفيلة بقذف حمم غضب الموحدين الدروز في المحافظة على النظام السوري وأتباعه، كيف لا والمغدور هو الشيخ وحيد البلعوس المعروف بمواقفه المعارضة للنظام.


تفجيران ارهابيان هزّا المحافظة في الأمس، أولهمااستهدف موكب "شيخ الكرامة " والثاني المستشفى التي نقل اليها.


عدد من الشهداء والجرحى سالت دماؤهم أرضاً لتروي ثورة أعلنها #البلعوس سابقاً فانتفض السكان على حكم يرى كثيرون انه يتغذّى من دماء شعبه. هاجموا المراكز الأمنية والدوائر الحكومية، مزّقوا العلم السوري ومعه صور الرئيس ودمّروا تمثال حافظ الاسد.


المنطقة التي انتفضت قبل ايام للمطالبة بأدنى متطلبات الحياة وُوجهت من النظام بمزيد من التضيق سواء بقطع شبكة الإنترنت وزيادة تقنين #الكهرباء وتقليص كمية المحروقات لا بل حوربوا برغيفهم، لكن الصفعة الكبيرة جاءت بقتل البلعوس، فوُضعت المحافظة على خريطة النار. وفيما يتفق كثيرون على أن ملامح الاغتيال "أسدية" راح أنصار النظام يوجهون الاتهام إلى الجمعات الارهابية.


حالة سورية
مثّل البلعوس تحدياً اجتماعياً ومناطقياً لسلطة استبداد وفساد سرقت قوت الشعب وعاملت الجميع بفوقية كأنهم مواطنون من الدرجة العاشرة، فانتفض الشيخ بوجه المنظومة المخابراتية الأمنية التي تعدّت على كرامات الناس وجعلتهم يستجدون لقمة العيش، فأيّده الكثيرون من المواطنين واستبشروا خيرًا بوجود شخص يمثل هذه الظاهرة. نادى بتأمين فرص عمل، وقف ضد الهجرة وضد تهجير الشباب ورفض الخدمة العسكرية، لكن النظام لم يقم وزنا لكل المطالب الاجتماعية. حالة البلعوس هي حالة سورية بامتياز وليس مناطقية فقط، تقاس وتؤخذ وتفسّر من خلال حياة السوريين بأكملهم، أبدى الكثير من المواقف الشجاعة والمفصلية من أجل الحفاظ على كرامة الشعب السوري واستمرارية عطائه للثورة، اتخذت طابعاً اجتماعياً أكثر منه سياسياً، ولم يطرح نفسه كزعيم سياسي، انما كان يقوم بتمرد مدنيّعلى الظروف المعيشية وطريقة تعامل النظام مع الشعب ومكوناته وأقلياته، بحسب ابن منطقة السويداء المعارض زياد أبو حمدان.


من يقف وراء الاغتيال؟
التفجير الذي اودى بحياة البلعوث يقف وراءه بحسب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا يوسف #الجربوع "من عمل على ترويجه كمعارض للدولة على الرغم من انه لم يكن معارضًا لها بل للفساد، اذ يعتقدون ان بقتله يثيرون الناس ضد النظام ويدفعونهم الى إشعال#ثورة كما يسميها بعض السياسيين، على غرار ما حصل في درعا فحصدوا بدلا منها دمارًا شاملا، والآن المخطط نفسه يرسم للسويداء". وأضاف "اتهم داعش وأخواتها أي النصرة والجيش الحر بالوقوف وراء الحادث لضعضة أمن المحافظة، وتحقيق هدفهم بتدمير #سوريا وبالتالي السويداء". على العكس من ذلك يرى ابو حمدان"التفجير المزدوج الذي حصل بهذا الاسلوب حيث تم الاول على بعد 20 كلم من مركز المدنية، والثاني عند وصول موكب الاسعاف إلى باب المستشفى كي يتم التأكّد من مقتل جميع افراد الموكب هو عمل استخباراتي منظم، ارهاب دولة واضح تماما، لا يمكن لأي مجموعة في الداخل ان تقوم بهذا الفعل المشين".


انتفاضة رغم التعتيم
رحل من رفع شعار"لسنا معارضة ولا موالاة، إنما نريد أن نعيش بكرامة"، ولفت الجربوع "كان الشيخ موظفا في سلك الشرطة، استقال ومارس اعمالاً مدنية ضمن نطاق اسرته مع اخوته وكان يعيش حياة عادية، الى أن بدأ بحراكه ضد الفساد قبل عامين". سلط الضوء على البلعوس في شهر آب من العام الماضي نتيجة المواجهات التي شهدتها منطقة داما بين الدروز وجماعات من البدو، ليسطع نجمه في شهر كانون الثاني الفائت بعد الهجوم الذي شنه رجاله وعدد من الاهالي على حاجز للجيش بعد تعرض الاخير لباص ركاب. وعلق الجربوع "كان حادثا عاديا تم تطويق ذيوله سريعا" لكن بحسب ابو حمدان"الانتفاضة موجودة منذ البلداية في السويداء على الرغم من المحاولات الجاهدة من قبل النظام لعدم اقحام المنطقة في اجندة الثورة السورية وتحيدها باستمرار لا سيما اعلامياً، ومنع اي تواصل مع الخارج".


أجندة أمنية
رفض البلعوس اي فتنة مذهبية أو طائفية في الجبل، وطالب بتحسين الاوضاع الاقتصادية، لكن الجربوع يرىأن "الأزمة الاقتصادية تمر على كل أهالي سوريا، ومع هذا تميزنا عن غيرنا من المحافظات باستتباب الأمور الأمنية، اليوم يحاولون ان يفقدوننا هذه الميزة للانجرار إلى الفتنة والدخول بما يسمّى أعمالاً اجرامية، لكن سيبقى الموحدون الدروز يؤيدون الدولة السورية، لم ولن ينجح المخطط بتحقيق هدفه، نعم ازداد عدد المنقلبين على النظام لكن بعدما تنجلي الصورة سترجع الامور الى وضعها الأول". اما ابو حمدان فقال "النظام وأجهزة الاستخبارات يعتقدان أنهما يستفيدان كلما قتلوا من الناشطين السياسيين والاجتماعيين والسلميين، وبالتاليهي اجندة أمنية مستمرة لفرض حلول القتل والارهاب وتخويف مكونات الشعب السوري من الارهاب المستمر الذي يتمثل في داعش والنصرة والقاعدة وتخيّرهم بين الارهاب والنظام".


إدارة مدنية
بعد التفجير هبّ اهالي السويداء فسيطروا بحسب ابو حمدان بصورة تامة "على المقار الامنية واختفت المظاهر العسكرية للنظام داخل المدنية حيث انسحبت كلها خارج المدينة تخوفاً من وقوع مواجهات لا يحمد عقباها"، واضاف " النظام يحاول امتصاص المشكلة ممّا اقترفت ايديه، الامور ستسير إلى التصعيد ومظاهر الحكومة بدأت بالتحلل تدريجياً، ويتم البحث عن اسلوب جديد لإدارة المنطقة إدارة مدنية بالتعاون مع أجهزة الشرطة المدنية والأمن الجنائي للحفاظ على الامن والأمان وعدم انفلات الامور".


ردّ على جنبلاط
النائب وليد جنبلاط غرد "ان الشيخ وحيد قاد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام، انه رفض ان يكون اهل جبل العرب شركاء في قمع وقتل اخوانهم من الشعب السوري. دقّت ساعة الفرز والتحية كل التحية لجميع الشهداء والمعتقلين من الشعب السوري الابي." فردّالجربوع "موقفه معروف تجاه اية قضية تخص سوريا والسوريين، هذا رأيه الخاص وما يقوله عار عن الصحة ولا يمت الى الحقيقة".


الخطيئة الكبرى
اذا كان الجربوع يخشى على الوضع في السويداء و"ألا تنتهي المؤامرة عند هذا الحد ويكون لها مضاعفات"، فإن ابو حمدان متأكّد بأن ما حصل نقطة محورية ومفصلية في الثورة السورية "هذا مفصل هام جدا وقد تكون بيضة القبضان. الصورة ستختلف تماما بعد اغتيال البلعوس، فهذه اكبر خطيئة يرتكبها الاسد وستؤدي الى اقحام المنطقة الجنوبية بأكملها في المعارك حيث سينهار النظام فيها بشكل كامل، وهذا سيؤثر على مدينة دمشق وعلى وجود الاقليات المنتشرة في ريفها فلن تمر الامور بدون عقاب للاجهزة الامنية ومرتكب هذه الجريمة الكبرى".
وعد ووفى ورحل "شيخ الكرامة" مثبتاً شعاره "إما نعيش فوق الأرض بكرامة أو تحت الأرض بكرامة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم