الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حوار الضرورة يجمع المتحاورين وبند الرئاسة يفرقهم أو يجمعهم

هدى شديد
حوار الضرورة يجمع المتحاورين وبند الرئاسة يفرقهم أو يجمعهم
حوار الضرورة يجمع المتحاورين وبند الرئاسة يفرقهم أو يجمعهم
A+ A-

على إيقاع الشارع وانقسامه "شوارع" بهتافات مختلفة، تعود طاولة #الحوار الوطني للانعقاد بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الأربعاء في التاسع من أيلول. بعد ما يقارب العشر سنوات على اول حوار أطلقه "عراب الحوار " في العام ٢٠٠٦، يواجه لبنان أزمة نظام ومؤسسات مكبٰلة، مع فارق بسيط في الاستقرار الأمني .


جدول اعمال حوار ال٢٠٠٦ كان حول كشف الحقيقة عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري والعلاقة مع سوريا وترسيم الحدود، والسلاح الفلسطيني، وسلاح المقاومة.
اما جدول اعمال اليوم فينطلق ، وفق ما جاء في نصّ الدعوة "في محاولة للخروج مما نحن فيه وابتكار حلول تنبع من رغبات شعبنا وبعد التعطيل الذي طال المؤسسات الامر الذي اصاب الدولة باليتم ، كما الأعداء محيطة بِنَا من الخارج ، في الداخل شعور بالقهر والحرمان، فلم يعد سوى الحوار بين قيادته السبيل لمستقبل أفضل ."
وحدّد رئيس المجلس المواضيع المدرجة على جدول الاعمال حصراً بسبعة:
- رئاسة الجمهورية
- استعادة عمل مجلس النواب
- استعادة عمل مجلس الوزراء
- ماهية قانون الانتخابات النيابية
- قانون استعادة الجنسية
- قانون اللامركزية الإدارية
- تعزيز الجيش والقوى الأمنية


يراهن رئيس المجلس انها "كلها ملفات داخلية يمكن للمتحاورين لبننتها، خلافاً لجدول اعمال العام ٢٠٠٦ الذي كانت ملفاته ذات طابع إقليمي. ووفق ما كرّر امام كل من التقاه ان النتيجة التي يتوقعها لما سماه " حوار الإنقاذ " اما تكون صفراً او تكون مئة في المئة.


صحيح ان رئيس المجلس جمع في جدول الاعمال كل ما يطالب به مدعووه الى الحوار على اختلاف مشاربهم. ولكن الصحيح ايضاً ان لكل منهم أولويته التي تتقدّم على اخرى. وعلم في هذا الإطار ان اجتماعاً قيادياً عقدته قوى الرابع عشر من آذار عند السادسة مساء اول من يوم أمس في بيت الوسط واستمر نحو ساعتين وربع الساعة. وشارك في هذا الاجتماع الى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس فريد مكاري، ورئيس كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميٰل ، والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون.


وكان سبق هذا الاجتماع لقاء ثنائي جمع الرئيس السنيورة والنائب عدوان في مجلس النواب بهدف التنسيق بشأن المشاركة في الحوار وجدول أعماله. ولم يفرج "حزب القوات" عن قراره النهائي في هذين الاجتماعين ولا امام النائب ميشال موسى الذي حمل الدعوة الى معراب وسلٰمها الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على ان يعلن الموقف بالمشاركة واسبابها، او بالمقاطعة وموجباتها، في خطاب احتفال ذكرى "شهداء القوات"، والذي يسبقه الاجتماع المسائي للكتلة حيث حسم القرار النهائي.


وعلم ان المجتمعين في بيت الوسط تداولوا في أولويات الحوار، وكل الأطراف حسمت قرارها بالمشاركة ، باستثناء "القوات" المتريٰثة في الشكل ، وكان التوجَّه العام بأن يقتصر النقاش حصراً على رئاسة الجمهورية. وهذا ما يلتقي عليه "المستقبل" و"الكتائب" التي ستعلن هذا الموقف في اجتماع لمكتبها السياسي هذا الأسبوع عشية الاجتماع الأول لطاولة الحوار، وكذلك "القوات" ،كما ان الوزيرين فرعون وحرب ليسا بعيدين عن هذا التوجٰه ، ولكنهما فضلا اتخاذ القرار في ضوء النقاش على الطاولة، فالوزير حرب يعتبر "ان رئاسة الجمهورية هي المدخل لحلّ كل الازمة القائمة،والا فإن الكارثة واقعة، الا أنه يفضّل الحكم على الحوار انطلاقاً من مناقشات الطاولة التي ادرجت الرئاسة بنداًاول في جدول أعمالها". وعلم ايضاً ان اجتماعاً ثانياً ونهائياً يعقده مدعوو ١٤ آذار قبل نزولهم الى الطاولة الأربعاء .


وصحيح ان جدول الاعمال جمع كل مطالب المتحاورين، وادرج #رئاسة_الجمهورية بنداً اول ولكن الخلاف على هذا البند قد يؤدي الى ترحيله ،وتقديم مطالب اخرى عليه كتفعيل عمل مجلسي الوزراء والنواب. وهذا ما قد يؤدي بدوره الى بتر الطاولة المستديرة اذا ما قرر فريق "الرابع عشر من آذار عدم المضي بالحوار. انطلاقاً من ان المدخل الى اي حوار يجب ان يترجم بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية ، خصوصاً بعدما ثبت بالتجربة اختلال عمل كل المؤسسات في غياب الرأس.
من هنا، لا يتوهٰم رئيس المجلس بنصف نجاح لطاولة الحوار ،اذا لم يتم الاتفاق على لبننة الاستحقاق الرئاسي، ولذلك لا يستبعد البعض ان يلاقي القادة اللبنانيون جهود الخارج من اجل اجراء انتخابات رئاسية يراهنون على انها ستتم خلال الشهرين المقبلين . اما البنود الاخرى على طاولة الحوار فتبدو مترابطة كسلسلة ، بانتظار ان تتوضّح اكثر مع تبلور كلمة السر التي سرت فجأة ، وعلى جبهات متناقضة ، حول قانون الانتخاب على أساس النسبية،. فبعدما كان هذا الطرح مرفوضاً من البعض ،تبيّن انه كان الخطة باء ،على طاولة القيادات المسيحية في بكركي، في حال فشل القانون الأورثوذكسي، واليوم يتصدٰر الاولوية.
القادة اللبنانيون ركبوا موجة الحوار فإما تعوّمهم جميعاً وإما تقذفهم مرة جديدة على شاطئ الانتظار .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم