الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شاشة - بروباغندا "التنظيف" العوني: لبيك يا نصرالله!

فاطمة عبدالله
شاشة - بروباغندا "التنظيف" العوني: لبيك يا نصرالله!
شاشة - بروباغندا "التنظيف" العوني: لبيك يا نصرالله!
A+ A-

تجنّدت قناة "أو تي في" كأنّها أمام خيارَيْن: قاتل أو مقتول. سلخت المحطة نفسها عن جوّ الحراك المدني وخاطبت جمهورها بشعار من وحيه: وحدا - الانتخابات - بتنظّف. لم يتوانَ عونيون عن رفع المكانس في التظاهرة كدليل إلى النظافة المنشودة.


الإعلام في امتحان الوجود مستعدّ لكلّ شيء: التعبئة والتهويل واستدعاء المجد. ومستعدٌ أيضاً لصناعة حراكه "النظيف" بتقويض حراك الآخرين ونبش "فايسبوكيات" الماضي.
توزّعت حماسة المراسلات ما بين ميرنا الشالوحي ونقاط التجمّع وساحة الشهداء، يُبدين الذهول بحجم الأعداد و"تاريخية المشهد". "أو تي في" ماكينة حزبية كحال الإعلام المُسيَّس في الأزمات، وعوض الموعد الليلي مع ديما صادق أو ندى أندراوس من ساحة الشهداء، حان دور جوزفين ديب، تستقبل مَن يشكّلون بالنسبة إلى الجمهور مضخّة. من بين الحضور الثوري، حلّ معين شريف. تركته الزميلة يجود في سرد بطولاته الاستعراضية في رياض الصلح، وعَرَضاً سألته عن "نظرية المؤامرة" في محاولة غير متماسكة لتكون "لسان الطرف الآخر"، فشطح يُنظّر في السياسة: "الجنرال عون يريد وطناً لا رئاسة الجمهورية". ثم أفسد التظاهرة بعبثية المنابر: "لبيك يا نصرالله. لبيك يا ميشال عون". الحشد العوني يصفّق.
استمرّ طويلاً حضّ الجماهير على ترك المنازل. فيديو كليبات البطولة و"نزل التيار عَالأرض" ومَشاهد من التعرُّض للأنصار. كشفت التغطية رهاناً على إثبات "حجم القوّة". كلّ من جيء به إلى "أو تي في" لم ينسَ ختام الحديث بدعوة: "انزلوا إلى الساحة". زياد أسود في اتصال صباحي ولقاء بعد أخبار الظهيرة. النواب والناشطون العونيون ساخطون على الحُكم كأنّهم خارج اصطفافاته. طوني كيوان وباسكال صقر يغنّيان لضرورات وطنية، وثمة ما هو تفاعليّ أسفل الشاشة: "ننتظر صورتكم تحضيراً للتظاهرة عبر التوتساب". مضخَّة.
سألت المذيعة ميشال ألفترياديس عن "التعويل على التظاهرة". كان الهمّ أن "يُعوّل" الجميع ويستمرّوا في التعويل. متصلٌ قال بحماسة أبناء الأحزاب: "ديغول لبنان عاد". ثمار البروباغندا.


[email protected] Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم