الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

استفسارات ديبلوماسية عن تأثير الساحات مخاوف على الاستقرار السياسي والأمني

خليل فليحان
A+ A-

سأل سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان مسؤولاً بارزاً هل ستؤدي التظاهرات والساحات المتقابلة التي برزت في الأيام الماضية الى زعزعة الاستقرار السياسي وهزّ الاستقرار الأمني؟ هل ستؤثر إيجاباً أم سلباً على الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري؟و هل ستؤدي الحشود الشعبية الى تحقيق مطالب لأي فريق؟


ولدى سؤاله أي فريق سياسي، "التيار الوطني الحر" أو حملة "طلعت ريحتكم؟". ولفت المسؤول الى ضرورة التمييز، فالجنرال عون يتمتع بتاريخ طويل في العمل السياسي والتعبئة الشعبية بدليل التنظيم الذي برز في تظاهرة تياره أمس بما فيها من أغنيات وشعارات وأعلام، وهذا غير متيسّر لدى التنظيمات الأخرى، ولا يعني ذلك أن تظاهرة 29 آب الماضي لم تكن حاشدة بل أنها على النقيض فاجأت الفاعليات والجميع بكثافتها.
وأشار الى أن المهارة في الحشد الجماهيري لا تعني أن ما يطالب به الجنرال عون سيلقى تجاوباً من فاعليات أخرى، فالرأي منقسم بين قوى تؤيد العونيين وأخرى ضدهم، والنتيجة إبقاء الفراغ الرئاسي حتى أجل غير مسمى. والخصام حاد بدليل الانتقاد الشديد اللهجة الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق انطلاقاً من أن "التيار العوني" مشارك في الحكومة وينظّم في الوقت نفسه تظاهرة حاشدة في ساحة الشهداء. ولفت المسؤول الى أن المهارة في الحشد مشهود بها للعونيين، ولهم خبرتهم الطويلة في هذا المجال. أما القول بأن الحشود العددية تضغط لتنفيذ ما يطالب به عون، فهذا غير حقيقي وغير واقعي. فعون يدعو الى اجراء الانتخابات النيابية أولاً أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية من الشعب، ويقابله الفريق الخصم بالمطالبة بالتقيد بما نص عليه الدستور، أي انتخاب البرلمان الحالي لرئيس الجمهورية أولاً.
وسأل السفير هل تكون "عودة الساحات" عاملاً مساعداً للحوار الذي حدده الرئيس نبيه بري، والبند الأول المطروح للنقاش فيه هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية من النواب الحاليين، مما يعني أن بري لا يؤيد موقف حليفه عون.
وحذّر من أن الساحات وما يرافقها من احتكاكات قد تكبر وتنتج ربما صدامات، إضافة الى أن دولاً غربية وعربية بدأت تمنع أو تحذّر رعاياها من المجيء الى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية المهتزة، لا سيما بعد التقرير الذي قدمته المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ الى مجلس الأمن عن تيار جديد علماني عابر للطوائف.
وتوافق المسؤول والسفير على أن لا أحد يقدر على منع موجة القرف التي دعت الآلاف الى التلاقي في الساحات للتعبير عن المعاناة من تنشق روائح النفايات منذ 17 تموز الماضي فيما الحكومة عاجزة عن معالجتها. كما أن المطالبين بانتخاب رئيس للجمهورية يلتقون والكثير من القوى السياسية التي تتهرب من هذا الاستحقاق الدستوري الملح.
وأخفق المسؤول في إقناع السفير بأن تستوعب دولته المزيد من اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان بذريعة الخشية أن يكونوا "إرهابيين" وأوضح أن المعنيين في دولته لا يستطيعون التثبت من طلبات لجوء يتقدم بها اللاجئون، لكنه وعد بمضاعفة المساعدات الى هؤلاء، مشيراً الى أن الأزمة السورية تحتاج الى ثلاث سنوات على الأقل لمعالجتها ومن الضروري اقتلاع التنظيمات الارهابية من الأراضي السورية حيث تنتشر، وذلك من أجل إنجاح الحل السياسي المتعثر، مشيراً في هذا السياق على عدم وجود معارضة حقيقية قادرة على أن تتسلم زمام الحكم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم