الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

القمّة التاريخيَّة

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ليس مستغرباً أن تؤكَّد الأنباء والتحليلات الواردة من واشنطن أن المنطقة العربيَّة على موعد مع مرحلة جديدة، وعلاقات أميركيَّة – عربيَّة جديدة، وسياسة أميركيَّة أوسطية جديدة على امتداد الأزمات والحروب المتفجِّرة منذ سنوات.


فبعد القمة السعودية – الأميركيّة، التي وصفت بالتاريخيّة، سيشهد الشرق الأوسط، وتحديداً بجغرافيته العربيَّة وامتداداتها، تطوّرات ومتغيِّرات تتّسم بالإيجابيَّة العمليَّة على أكثر من صعيد، وفي أكثر من ساحة. وبتعهُّد صريح وحاسم من الرئيس باراك أوباما لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز.
لن تبقى المنطقة المشتعلة مهملة في عهدة تنظيمات إرهابيَّة من جهة، وتحت وطأة نفوذ إيراني غير محدود وغير معروف الأبعاد والأهداف من جهة أخرى. مما يحتّم ظهور انفراجات واسعة خلال فترة قصيرة في أكثر من عاصمة، وبالنسبة إلى أكثر من أزمة معقَّدة وساحة ملتهبة. وفي هذا المجال يؤكّدون أن الوضع المريع في سوريا كان في رأس اللائحة، وسوف يخضع لاحقاً لإجراءات فعَّالة. ميدانيّاً وسياسيّاً.
بكثير من الارتياح والاطمئنان تذكر التحليلات أن الوقت لن يطول حتى تبدأ ملامح ثمار ما أنتجته "قمة المحادثات والمصارحات" بين الملك سلمان والرئيس أوباما. وفي مجالات شتى: سياسيّاً، أمنيّاً، اقتصاديّاً...
مع التركيز على التعاون البنّاء والمدروس في حقل الأمن ومطاردة التنظيمات الإرهابيَّة على اختلاف أسمائها وهويّاتها وأهدافها و"أحجامها"، بما يُفسح في المجال لانصراف العالم العربي والدول الكبرى، والدول الصديقة إلى الاهتمام بإعادة بناء وإعمار ما تهدّم، وما احترق في سوريا والعراق وليبيا واليمن وسواها.
بديهي أن تنال صفحة التعاون بين البلدين ما تستحق من درس واهتمام وعناية، مع إعادة نظر شبه شاملة على ما يقول الخبراء والمتابعون. وفي شتى الحقول. مما يقول لنا وللعالم العربي والعالم بأسره إن المتغيِّرات المتوقَّعة لن يطول انتظارها، إذا ما صدقت النيّات في واشنطن. وإذا ما التزمت الإدارة الأميركية تنفيذ ما وعدت به.
لكن هذه المواضيع والقضايا على أهميتها وتعقيداتها، لا يمكن أن تكون كل المحادثات وكل ما ورد في سياق العرض الشامل للأمور العالقة بين السعودية وأميركا.
فهناك قصّة معقَّدة وشديدة الأهمية والخطورة، تدور فصولها حول الانفلاش للنفوذ الإيراني غير المحدود وغير المسبوق... والذي وُصِفَ تكراراً بإعصار لا يترك خلفه سوى الأضرار الجسيمة. ولم يُذكَر في دول عربيَّة عدّة إلاّ بالتخريب، ونشر النزاعات، وتوزيع الأزمات. وقد نالت هذه القصّة ما تستحق من البحث المجدي، والمفترض ظهور علاماته في القريب العاجل.
إنما ماذا عن لبنان؟ هنا يدرك شهرزاد الصباح، فتسكت عن الكلام المباح.


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم