الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل تُقلق واشنطن التقارير عن تدخّل عسكري لموسكو في سوريا؟

المصدر: النهار
جورج عيسى
هل تُقلق واشنطن التقارير عن تدخّل عسكري لموسكو في سوريا؟
هل تُقلق واشنطن التقارير عن تدخّل عسكري لموسكو في سوريا؟
A+ A-

بعد انتشار تقارير غير مؤكّدة عن إرسال روسيا قوّات ومعدّات عسكريّة الى دمشق من أجل مساعدة جيش الرئيس السوري #بشار_الاسد على ضرب تنظيم "#الدولة_الاسلاميّة" و"#جبهة_النصرة"، تحدّثت مصادر عدّة عن تحليق طيران حديث من طراز "سوخوي" فوق الاجواء السوريّة.


وفي انتظار تأكيد هذه المعلومات، خصوصاً في ما يتعلّق بإرسال وحدات عسكريّة روسيّة الى سوريا، لاحتمال أن تكون الطائرات الحديثة جزءاً من صفقات الاسلحة الروتينيّة التي يشتريها #الاسد من #موسكو، أقر الرئيس السوري #فلاديمير_بوتين بإرساله مساعدات الى السوريين عبر التجهيزات والتدريبات العسكريّة على الاسلحة الروسيّة تنفيذاً لعقود عمرها بين خمس وسبع سنوات.


وسارع الناطق باسم البيت الابيض #جوش_إيرنست الى التشديد على أنّ #واشنطن على دراية بتلك التقارير وتعمل على التحقّق منها بكثب، معتبراً أنّ الانتشار العسكري لو صحّ فسيكون "مزعزعاً للاستقرار".


مراسل وكالة الصحافة الفرنسيّة "أ.ف.ب." في البيت الابيض أندرو بتّي أكّد الاجواء نفسها التي اعتبرت أنّ الاعمال الروسية ستكون "مزعزعة للاستقرار ومؤدّية لنتائج عكسيّة".


وربط موقع "إنترناشونال بيزنس تايمس" الالكتروني تلك التقارير باستهداف "الدولة الاسلامية" قاعدة روسيّة في شمال القوقاز يوم الاربعاء والذي لم يؤدّ الى إصابات. وربطها أيضاً بالأخبار التي تتحدّث عن تجنيد يقوم به التنظيم في تلك المنطقة، على رغم أنّ الرئيس الشيشاني الحليف لموسكو رمضان قديروف نفى حصول عمليّات التجنيد هذه من دون أن يستبعد خطراً محتملاً يشكّله التنظيم مستقبلاً.


في رأي بوتين إنّه سيكون سابقاً لأوانه الحديث عن انخراط لموسكو في عمليّات عسكريّة ضدّ "#داعش" مشيراً الى أنّ الضربات الجوّيّة للائتلاف الدولي ضدّ التنظيم ذات فاعليّة منخفضة، علماً أن تقارير عدة تناقلت هذا الاسبوع وجود آلية عسكريّة روسيّة في اللاذقيّة.


صحيفة "التايمس" البريطانيّة التي كتبت أنّ الكرملين يرسل الرجال والسلاح "ليدعم نظام الاسد المحتضر" أجرت مقابلة مع أحد الناشطين السوريّين الذي أكّد أنّ مزيداً من الرسميّين الروس أتوا الى #صلنفة خلال الاسابيع الاخيرة، متحدّثاً عن "تعزيز" للحضور الروسي في المنطقة.


موقع "ذو سايكر" الالكتروني يقول إنّ الشائعات المتعلّقة بالتعزيزات العسكرية الروسية تعود الى موقع "فولتير نت" ثمّ "زيرو هدج" قبل أن تصل الى الموقع الاسرائيلي "يديعوت أحرونوت" ومنه الى وسائل الاعلام الاخرى. ويشير إلى أنّ الموقع الاوّل يدّعي استقاءه معلوماته من مصادر سوريّة أمّا "واي نت نيوز" فمن مصادر ديبلوماسيّة غربيّة.


"ذو سايكر" استبعد هذه الفرضيّات، أوّلاً لأنّها لا تحظى بدعم شعبي واسع(67% يعارضون التدخل الروسي العسكري في #دونباس داخل #اوكرانيا فكيف الامر في سوريا؟ بحسب الكاتب)، وثانياً لأنّ تزويد المواقع العسكريّة في #سوريا بجميع المتطلّبات ليس بالامر السهل، بعدما استذكر ما حصل حين عجزت #روسيا عن تزويد قوّاتها في مطار #بريستينا بالوقود والعتاد، لأنّ #واشنطن كانت تسيطر على كامل المساحة الجوّية بين #روسيا و#صربيا. ويزداد هذا الامر صعوبةً، اذا تمّت عمليّة التزويد بحراً نظراً لكلفتها العالية ولاستهلاكها وقتاً طويلاً.


وأضاف الموقع نفسه أنّ التجربة السوفياتيّة ما زالت في الاذهان، ومن الممكن أن يتحوّل الوضع في سوريا الى مشهد مشابه.


وعن إقامة القاعدة الروسيّة قرب #دمشق كما اورد موقع "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلي، فإنّ "ذو سايكر" يشير الى أنّ "داعش" موجود أصلاً في ضواحي دمشق، "فأين ستنشر روسيا "الآلاف" من العسكريّين في محيط دمشق؟" يسأل الموقع نفسه.


ويضيف أنّ الجيش الروسي مصمّم ليجري عمليّاته العسكريّة في إطار ألف كيلومتر عن الحدود الروسيّة وأقل. كما أنّ روسيا ليست "شرطيّ العالم" بالنسبة للموقع الذي يؤكّد أنّ روسيا لا تستطيع "الدخول في حرب جديدة كلّ سنة" كما تفعل #واشنطن التي تساعدها في ذلك مئات المواقع العسكريّة حول العالم (بين 700 و1000 كما يشير الموقع).


ويتابع أنّ إرسال 6 طائرات ميغ-31 لا تفيد في الصراع مع "#داعش" الذي لا يملك قوّة جوّيّة. كما لا يمكنها صدّ صواريخ "كروز" الاميركيّة بالمطلق لأنّ حمولتها من صواريخ جو-جو ليست بالكبيرة. ويضيف أنّه لا حاجة لإرسال قوّات روسيّة الى الاراضي السوريّة طالما أنّ "حزب الله" والايرانيّين هم الذين يقاتلون على الارض، منهياً بأنّ تدخّل #موسكو العسكري المباشر بالشكل الذي يحكى عنه سيكون منافياً للدستور الروسي نفسه ومستحيلاً سياسيّاً وغير فعّال براغماتيّاً.


في النهاية يبقى الجزم حاليّاً في جدّيّة خيار التدخّل الروسي في #سوريا صعباً إذا لم نقل مستحيلاً. وسيكون الامر مماثلاً بالنسبة لاستشراف أيّ ردّ من واشنطن، أيضاً إذا كان هناك أيّ ردّ في الأساس. وبما أنّ التوازن بين موسكو وواشنطن قائم في سوريا، (ولو كان توازناً سلبيّاً)، فإنّ قيام أحد الطرفين بمحاولة خلخلة هذا التوازن لن يصبّ في مصلحة أحد. إلّا في حال كان هناك اتفاق سياسي معيّن بين الطرفين. فهل الاجواء أصبحت مهيّئة بين القطبين لتوليد اتفاقات مفصليّة من هذا النوع؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم