هكذا ستكون شوارع بيروت في أيلول

"تظنّ انك الشخص الوحيد في لبنان الذي يتقن فنّ الـ Illustration، إلى حين التعرّف على أشخاص من جامعات أخرى يتقنون هذا #الفنّ"، بهذه الكلمات يعبّر طالب الفنون الغرافيكية محمد حوحو عن مدى سعادته في المشاركة بمسابقة Art on Board التي نظّمتها وخطّطت لها Saradar Fondation، بينما المبادرة كانت لـSaradar Group،انطلاقاً من أهدافها لنشر الثقافة والفنون ولتشجيع الجيل الشاب.

أطلقت مجموعة سرادار Group Saradar مشروع Art on Board ، الذي يتيح للشباب التعبير عن أنفسهم بأعمال وتقنيات فنية من اختيارهم، في مؤتمر صحافي اليوم بمركز مجموعة سرادار في الأشرفية عند الساعة 11:00 صباحاً، برعاية وزير الثقافة روني عريجي.

وأعرب عريجي عن اهتمامه بالفن، مبشّراً الحاضرين بمشروع "المتحف الإفتراضي" Virtual Museum الذي تحضّر له الوزارة. ورحّب بأيّ عمل فنّي يودّ الطلاب عرضه في المتحف.

من جهتها، شدّدت مديرة قسم الإعلام في مجموعة سردار هلا كبابة على أن Saradar تودّ من خلال مشروعها ان "يستكشف اللبنانيون اللوحات الإعلانية كوسيلة فنية لتشجيعهم على التفكير في واقعهم والتفكير والتواصل مع بلداتهم"، آملة أن "يؤدي إلى إنشاء حوار منتج وتزويجه خارج الدوائر الاعتيادية".

مبادرة فريدة من نوعها

Art on Board هي باختصار مبادرة فنية فريدة من نوعها في #لبنان والشرق الأوسط، تتمثّل بعرض في الشارع لأعمال فنية قام بها طلاب من المعهد اللبناني للفنون الجميلة (ALBA)، الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، الجامعة اللبنانية (UL)، وجامعة الروح القدس - الكسليك (USEK)، وسيتم إنتاجها وعرضها في بعض اللوحات الإعلانية لشركة "بروموميدا" Promomedia، إضافة إلى نشرها في مواقع رئيسية في بيروت. وتمّ المشروع بالشراكة مع جريدة "النهار".
سيشهد اللبنانيون إعلانات "غير تجارية" لأوّل مرّة في بيروت، وسيستمتعون بالفن الذي قد يعطيهم نوعاً من الهدوء والطمأنينة على رغم تشنّج الجوّ. ستعرض اللوحات في 14 موقعًا في بيروت، وأُعلن عن أسماء الفائزين، الذين اختارتهم لجنة مؤلفة من 8 أشخاص مختصّين بالفنّ (5 من الجامعات المشارِكة في المسابقة و3 أشخاص مستقلّون).

Art on Board سيعرّف اللبنانيين على فنّي

ومن إيجابيات المشروع، كما يؤكّد لنا طالب التصميم الغرافيكي في الـLAU جاد أبو زكي، أنه يتيح للطلاّب ان يتلقّوا شهرة أوسع في بداية مشوارهم الفنّي، لأن اسمهم سيكون موجودًا على اللوحات الإعلانية. توافقه الرأي الفائزة بالجائزة الأولى سارة فياض، وتقول أن "مبادرات كهذه تحفّز الفنانين الشباب لإظهار المزيد من إبداعهم".

جاد أبو زكي كان من الفائزين في المسابقة، واختار أن يقوم بـillustration وان يشترك في المسابقة لأنها تتيح له ان يظهر مواهبه للعلن. الطالب الذي تخرّخ من الجامعة اللبنانية الأميركية LAU في العام الماضي عرف بمبادرة Saradar من خلال جامعته، التي "شجّعت الطلاب على الإشتراك".

أما الـillustration الذي قدّمه، فكان مشروع تخرّجه، وهو Digital interactive comic، يظهر 4 شخصيات لبنانية قد تكون مثالاً أعلى يمكن الإحتذاء به، بدلاً من الأشخاص "الفاسدين" الذين يتمثّل بهم معظم اللبنانيين، بحسب أبو زكي. وابتكر الشاب تلك الشخصيات التي تتمتّع بقوة خارقة، واستوحاها من الواقع اللبناني (فأطلق على إحداها اسمًا معروفًا، وهو شاب درزي تعطّلت الكهرباء في بيته فشنّ حرباً ضدّ أصحاب المولّدات)، وأطلق على الآخر اسم جاد، وأخرى فاطمة). تتميّز الشخصيات التي خلقها بقوة خارقة تمكّنها من ان تكون ناشطة إجتماعياً وأن تغيّر في مجتمعها.

محمد حوحو: Saradar فكّرت بالفنانين الشباب

محمد حوحو من الأشخاص الذين فازوا أيضاً، لكن لوحته قد لا تُعرض نظراً لدقّة التفاصيل الموجودة فيها، والتي قد لا تظهر للعيان بشكل جيّد على الطرقات. إلاّ أنّه ممتن جداً للمشاركة بالمسابقة التي نظّمتها Saradar Group، وللتعرّف على طلاّب مهتمّين باختصاصه بالطريقة نفسها. محمد تأثّر بفنّان أجنبي يستوحي من فن العمارة، واستوحى بدوره من فنّ العمارة والتراث #اللبناني في الـillustration الذي صنعها. فبانت قلعة بعلبك وغيرها من المعالم الأثرية اللبنانية في رسم يشكّل وجهه وهو يتطلّع للأعلى.

ورداً على سؤالنا عمّا أضافت له تجربة Art on Board، أجاب ان الفن بشكل عام مهمل في لبنان وينظر إليه باستخفاف. إلاّ أن هذه المبادرة ستعرّف اللبنانيين عليه بطريقة مختلفة، بحيث يصبح بإمكان الجميع أن يتمتّع فيه على الطرقات. وأضاف الشاب العشريني انه يتمنى ان تكون هناك مدارس مختصّة لتعليم الـ2D والـ3D، شاكراً سرادار على مبادرتها.

أما سارة فياض (21 سنة)، التي لا تزال تكمل دراستها، ففازت بالجائزة الأولى عن صورة فوتوغرافية التقطتها صدفة بينما كانت ترتاح قليلاً من السير على الطريق. ووقعت عينها على كيس من ماركة شهيرة جداً باهظة الثمن، قرب شخص مشرّد.

كريستال صانع (20 سنة)، سألت الناس من حولها ماذا يحبّون أن يروا على الطرقات قبل الشروع في قطعتها الفنية. واختارت في النهاية أن تكون رسمتها مائية بالألوان والفراشات (التي ترمز إلى اللبنانيين الذين يهاجرون). كما أضافت إليها السفن الفينيقية التي بانت تتصادم مع بعضها (كما يحصل في لبنان). وتتمنّى كريستال ان يتخطّى الناس هذا التصادم من أجل الحوار مع بعضهم أكثر، خصوصاً عند رؤية لوحتها على الطريق.

إذاً، سنشهد نوعاً آخر من الإعلانات طيلة شهر أيلول، وستعرض اللوحات في معرض سيقام بمركز شركة الليبان بوست الرئيسي، بناء على طلبها. لكنها ستُعاد إلى الفنانين الشباب فَورَ انتهاء المعرض.

ننتظر ان يثمر Art on Board نظرة جديدة تجاه الفن، بحيث يطال تأثيره كافّة شرائح المجتمع، وليس فقط روّاد المعارض، وهذه نظرة Saradar، بحسب حلو.